عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-12-2009, 08:43 AM   #11
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

اتقاء موجات البرد والصقيع دخلنا منذ عدة أيام (21/12) في (المربعانية) وهي أكثر أيام السنة برودة في الشرق الأوسط، وللتذكير قلنا أن فصل الشتاء يقسم لقسمين (مربعانية: 40 يوما وخمسينية الشتاء: 50 يوماً). ولهذه الأيام الباردة أهمية كبرى في كسر طور الراحة في أشجار الفاكهة حيث يحتاج كل صنف من أشجار الفاكهة الى ساعات برد خاصة به لتدفعه للتزهير، بدونها لن تزهر الأشجار وبالتالي لن تثمر، فمثلاً يحتاج صنف تفاح (جولدن دلشص) وصنف (ستاركنغ) الى أكثر من 1350 ساعة برد. و تحسب ساعات البرد بإدراج كل ساعة تكون فيها درجات الحرارة دون 7 درجات مئوية. لكن هناك نباتات تتأذى من ساعات البرد تلك، فأشجار الحمضيات عموما تكون درجة الحرارة 2 فوق الصفر من الدرجات الحرجة التي يمكن أن تقتل الأشجار الصغيرة، أو حتى الكبيرة إذا استمرت درجات الحرارة المتدنية عدة أيام، وهذا ينسحب أيضاً على أشجار الجوافة وغيرها. الطرق القديمة المتبعة لمقاومة الصقيع كان المزارعون يلجئون الى طريقة لإبقاء نباتات الطماطم (البندورة) والفلفل الأخضر والباذنجان، دون قلعها من أجل أن يكسبوا موسما مبكراً، وذلك بقص بعض أطراف تلك النباتات وتغطيتها بطبقة كثيفة من القش والتبن أو زبلة الحيوانات، وذلك في مثل هذه الأيام، ويبقونها لغاية أول آذار/ مارس فيكشفون عنها غطائها ويسقونها ويسمدونها، فتسبق غيرها بإنتاج الثمار فيكسبون سعرا جيداً، كان العراقيون يطلقون على هذه العملية ب (الجث). كان ذلك قبل انتشار البيوت البلاستيكية والزجاجية الحديثة. أما شتلات الحمضيات والنباتات الحساسة الأخرى، فكان المزارعون يدخنون قطعاً من الخيش أو السماد الحيواني وتدخينه أيضاً. وهناك من يلف الشتلات الصغيرة من الأشجار الحساسة بقطعة من البلاستيك أو الخيش على منصب ثلاثي يضعه ليلاً ويزيله عند ظهور أشعة الشمس.الطرق الحديثةتطورت الوسائل الحديثة كثيراً، فبعد انتشار البيوت البلاستيكية والصوب الزجاجية، أصبح من الممكن تجاوز أخطار الصقيع. وقد طبقنا في محطة بحوث بستنة نينوى بين أعوام 1974 ـ1981، أسلوبا باستخدام المدافيء النفطية في بساتين الحمضيات، وكنا نخصص مدفئة واحدة لكل 12 شجرة، أما الوقود فهو 6 جالونات من النفط الخام (فيول) مع قليلاً من البنزين (50 مل) ثم تشعل في المساء البارد، وتبقى حتى ضحى اليوم التالي، وكانت طريقة ناجحة جداً واقتصادية، فمن بين 10 آلاف شجرة لم تمت إلا 3 شجرات، وكان إنتاجها من الغزارة بمكان. وشكل المدفئة هو حوض دائري سعته 6 جالونات، عليه غطاء به فتحات لتنظيم سرعة الاشتعال، ويخرج منه (بوري) بارتفاع حوالي متر، تشعل المادة من خلال إضافة البنزين ثم تبقى تبث دخانا حارا لمدة 14 ساعة أو أكثر.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس