عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-01-2009, 01:21 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذتنا العزيزة :
رائع ما طرحتيه وأود أن أضيف بعض الاستدراكات عليه .
* من الضروري لأي جماعة إنسانية وجود شخصية قيادية . هذه الشخصية من شأنها أن تكون عنصرًا
أساسيًا في حل فوضى عدم وجود نظام ثابت من المسئوليات والواجبات .
*ولأن القيادة عملية تتحكم فيها العديد من المؤثرات والمتداخلات ، فإن صعوبتها تكمن في وجود تناقضات لو تعامل القائد معها بشكل سليم فإن النجاح الباهر هو النتيجة الحتمية للعملية التفاعلية.
*شخصية القائد تتشكل ذهنيًا وانفعاليًا داخل الاشعور الجمعي للأفراد والجماعات بحسب التجارب السابقة التي مروا بها.
وهنا مربط الفرس ..
إن الشخصية القيادية التي تتحدثين عنها هي الشخصية القيادية الديمقراطية والتي تنتهج نهج روح
الجماعة وفريق العمل ودوائر الجودة .....إلخ وليس الشخصية القيادية التي صنعتها ظروف اتسمت بالفوضى فتوحّد الناس فيها على اعتبارها أهون الضررين (وهو النمط السائد في المجتمع العربي).
لذلك فصياغة الموضوع تكون : هل تمتلك مؤهلات القائد السوي ّلأن الأنماط القيادية على اختلاف أشكالها قد يكون هذا الاختبار عاديا بالنسبة لها لكن هناك عوامل وظروف عديدة هي التي تصنع القيادة التي لا تموت بموت صاحبها . ولعل من هذه الخصائص مثلاً :
*هل تأثيرك في الأفراد يمتد إلى خارج نطاق إدارتك ؟
هل تأثيرك في الأفرا د يمتد إلى ما بعد انتهاء مهمتك الإدارية؟
* هل تستمد قوة تأثيرك من منصبك والسلطات الممنوحة لك أم من قناعات الأفراد الحقيقية تجاهك ؟
*كم عدد الأشخاص الذين اطمأنوا عليك بعد مغادرتك موقع القيادة ؟
*هل تمتلك الجرأة للاعتراف بأنماط أخرى من القيادة يمكنك السير تحت مظلتها ؟
* هل تمتلك القدرة على الاعتراف بأخطائك الماضية ؟
هنا يكمن الفرق بين مدير يمكن الاعتماد عليه وبين مدير آخر حينما يموت فإن قبره سيلفظه وسوف تصفعه مبادئه .
من الممكن أن يكون النمط التكنوقراطي سليمًا لمرحلة معينة ووفقًا لظروف استثنائية ومن الممكن أن يسير في ركاب عملية التطبيع الاجتماعي أما أن يكون هو النمط الأكثر سيادية والأكثر تعلقًابالصورة الذهنية فهذه كارثة .
وإذا كان المثل العربي القديم (شر البلاد بلاد لا أمير لها ) يستبطن دخائل هؤلاءالأفراد ، فالحقيقة التي لا جدال فيها يمثلها المثل العربي القائل (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع).
إن عبقرية الفكر القيادي تتمثل في أنها عبقرية جامدة لا تغير عوامل الزمن ولا ظروف المجتمع من الإشادة بها . عبقرية لا تُنسب إلى فرد واحد ولا إلى فكر واحد وإنما تُنسب إلى فرادة وتعقد الظروف الداخلة في تكوينها . إنها القيادة التي يصنعها العقل وتدلل عليها النتائج . 300 سنة أو يزيد هو عمر الولايات المتحدة ، ورغم رحيل جورج واشنطن إلا أن التاريخ يذكره ويذكر عبقرية فكره في قيادة مجتمعه وإرساء دعائمه إلى مدة تجاوزت الثلاثة قرون .. من يا ترى يجرؤ على مقارنتها بالقيادة البعثية (العبثية)؟ أو القيادة القومية العربية والتي راحت برحيل انقلاباتهم إلى مزابل التاريخ ؟!!
والقيادة داخل النطاق المؤسسي في المجالات الاقتصادية في القطاعات الخاصة والعامة هي امتداد لهذه الأنماط لأن نمط القيادة يتدرج ليصل إلى أبسط جوانب الحياة كقيادة فصل مدرسي مثلاً .
سيان بين نمط القيادة لدى بيل جيتس ، وبين نمط القيادة لدى رجال أعمالنا المدعومين دعمًا غير حيادي من مؤسسات تتطابق معها في أسلوب الإدارة ..
الإدارة متكاملة النظم والقيادة من خلال المبادئ هي الكلمة الصعبة في مجتمعاتنا العربية ..لكن هل ترى تستطيع أقلامنا ورؤانا أن تغير شيئًا ؟ ربما .
أشكر لك طرحك الهام وأرجو ألا أكون قد أثقلت عليك .. تقبلي تحياتي .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس