عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-06-2022, 08:47 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي قراءة في خطبة أحكام الرؤى والأحلام

قراءة في خطبة أحكام الرؤى والأحلام
الخطيب صالح بن عبد العزيز آل الشيخ والكتاب قبل تفريعه كان تسجيلا صوتيا لخطبتى جمعة من الجمع الحالية وتم كتابته ككتاب وهو يدور جول أحكام الرؤى وقال استهل الحديث بالحديث عما جاء في سورة يوسف (ص) من الأحلام فقال:
"أيها المؤمنون إن الرؤى والأحلام تشغل كثيرا من الناس؛ لأنه ما من يوم إلا ويحصل لهم فيه رؤى أو أحلاما، والشرع المطهر جاءنا بتفصيل أحكام الرؤى وتفصيل أحكام الأحلام وما يتصل بهذه أو بتلك؛ بل إن أصولها قد جاءت في القرآن العظيم.
ألم تر سورة يوسف عليه السلام حيث إنه جل وعلا أخبرنا أن يوسف عليه السلام رأى رؤيا ثم تحققت تلك الرؤيا بعد كثير من السنين "إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"[يوسف:4]، قال جل وعلا في آخر السورة "ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا"[يوسف:100]، يعني أن إخوته كانوا هم الكواكب وكان أبوه وكانت أمه هما الشمس والقمر.
كذلك في تلك السورة أخبر الله جل وعلا عن الملك الكافر حيث إنه رأى رؤيا فجاءت رؤياه حقا، قال جل وعلا عن الملك "وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون(43)قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين"[يوسف:43-44]."
"وبعد ذلك تحدث عن أن الدنيا أول الوحى له كان الرؤى الصادقة فقال :
ونبينا عليه الصلاة والسلام أول ما بدئ به الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح؛ يعني يراها كما هي عيانا في الواقع كما رآها مناما، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام «الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين من النبوة» قال كثير من العلماء لعل معنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما بدئ به الوحي أنه يرى الرؤيا فتجيء مثل فلق الصبح، فاستمر ذلك معه قبل نزول جبريل عليه السلام عليه ستة أشهر، ثم إنه عليه الصلاة والسلام استمرت نبوته ورسالته ثلاثة وعشرين سنة، وكان نصيبها جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة."
وبالقطع الرؤى ليست وحيا فلم يقل الله عن أى رؤيا ذكرها كونها وحى لأن الوحى يتعامل مع الواقع وليس مع الأحلام
وأما حكاية تقسيم النبوة لست وأربعين جزء أة سبعين أو ستين في أحاديث مناقضة فهو من ضمن الخبل لأن النبوة شىء واحد هو :
الإيحاء للنبى أيا كان
وتحدث عن وجودين معبرين للرؤى فقال :
"والرؤى لها مقام عظيم من أول البشرية، كانوا يعتنون بها؛ لأن أمرها غريب ولأن شأنها عجيب، ولهذا قل أن يكون زمن إلا وفيه معبرون يعتنون بتعبير الرؤيا ويهتمون بذلك لأنها تشغل الناس،… والله جل وعلا بين أصول الرؤى وأنها تنقسم إلى:
رؤيا من المسلم المؤمن الكامل وفيها تكون رؤيا حق، وقد تكون الرؤيا الحق من الكافر الذي يشرك بالله جل وعلا."
وهذا كلام مخالف لكتاب الله فتأويل الأحاديث وهو الرؤى لا يعطى إلا لرسول مثل يوسف (ص) علمه الله إياه فقال :
" ولنعلمك من تأويل الأحاديث "
وأما المعبرون الحاليون فمجرد نصابين وإن ادعوا العلم وولاية الله فالرؤى هى أحداث مستقبلية أى غيب ولا يعلم الغيب أحد إلا الله كما قال تعالى :
" قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله"
وكل ما يحدث هو أن صاحب الرؤيا أو من حوله يعرفون التأويل قليلا عند حدوث ما ذكر في الحلم
ثم قال :
قال أهل العلم: الروح؛ روح الإنسان ثلاثة أنفس. فإن الروح منقسمة إلى أنفس قال جل وعلا "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"[الزمر:42]، فالروح أنفس، والأنفس في حال المنام:
منها نفس تكون مع النائم يتردد بها نفسه وتستقيم بها حياته.
ونفس أخرى يقبضها الله جل وعلا ويتوفاها فتكون عنده.
والنفس الثالثة تسرح وتذهب هاهنا وها هناك منفصلة عن البدن.
وكل هذه الأنفس قريبة من البدن تعود إليه في أقرب من لمح البصر.
أما النفس التي تتجول فهذه النفس هي التي يحدث منها ومن تجوالها الرؤى والأحلام."
والشيخ هنا يزعم أن الروح عدة أنفس ولا يوجد معه أى دليل على هذا التقسيم وما في الآية المستشهد بها يكذبه فالنفس واحدة لا ثانية وهى التى يأخذها الله عند النوم وعند الصحو يعيدها للجسم مرة أخرى ,اما التنفس فلا يسمى نفسا لتعلقه بعمل الجسم وأما النفس الميتة المقبوضة فهى نفس الأخرى التى تؤخذ وترسل قبل موتها
والأحلام هى عودة النفس للجسم في حالة ليست عودة كاملة لتذكر صاحبها لما يجرى في الخلم غالبا
وقسم الشيخ الرؤى إلى نوعين حق ملائكى وباطل شيطانى فقال :
"فإذا نفثها ملك فضرب لها الأمثال إما بالألفاظ وإما بالأشكال وإما بالوقائع والذوات والقصص، فإن الرؤيا تكون حينئذ ضرب من الملك.
وهذا القسم هو الرؤيا التي هي الحق.
( والقسم الثاني: أن يأخذها الشيطان فيتلاعب بها، يري الإنسان ما يغيظه، يري الإنسان ما يكرهه، وينغص عليه منامه، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت البارحة أن رأسي قطعت فأخذت أتبعها. قال عليه الصلاة والسلام «لا يخبر أحدكم بتلاعب الشيطان به في منامه»."
وبعد هذا التقسين الثنالئى عاد فقسمها حسب حديث تقسيما ثلاثيا فقال :
كذلك قد تكون تلك النفس تتجول ويؤثر عليها تعلقها بالبدن، فإذا شبع الإنسان -مثلا- أثر شبعه على تلك النفس، فإذا كان في نفسه من الخواطر ما فيه أثر ذلك على نفسه، فرأى ما شغل باله أو رأى ما أثر عليه من بدنه، لهذا ثبت في الصحيح -صحيح مسلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «الرؤيا ثلاثة أقسام فمنها ما هو حق يضربه الملك، ومنها ما هو تلاعب يتلاعبه الشيطان بأحدكم، ومنها ما هو حديث نفس» وهذه هي أقسام الرؤيا.
فمنها ما يكون حقا يضربه الملك لك أيها المؤمن؛ بل يضربه الملك للمؤمن والكافر، فيكون بتلك الأمثال إشارات يعقلها العلماء كما قال جل وعلا "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"[العنكبوت:43].
ومنها ما يكون من تلاعب الشيطان يري الشيطان للإنسان؛ يعني نفسه التي أخذها في المنام وذهب بها إلى ها هنا وها هنا، يريه أشياء مفزعة، يريه أشياء تحزنه، فيكون الإنسان في منامه محزونا، وذلك فعل الشيطان به، وربما لم يحزن في منامه؛ لكن يحزن إذا استيقظ، وهذا كله من الشيطان؛ لأن تلاعب الشيطان له دلالاته يستدل بها المعبرون على أن ذلك ليس الرؤى من الحق وإنما هو تلاعب الشيطان."
وهذه التقسيمات تقسيمات باطلة فلا وجود لملائكة ولا شياطين تاتى بالرؤى أو الأحلام وإنما كلها من عند الله كما قال تعالى :
" كل من عند الله"
وزعم الشيخ حسب الأحاديث أن النبى(ص) كان ينشغل في صباحه بطلب أحلام المسلمين لتفسيرها بدلا من اشتغاله بحل مشاكلهم والإجابة على قضاياهم وتدبير أمور الدولة فقال :
"والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا صلى الفجر غالبا من كل يومه فإنه يقبل على أصحابه ويسألهم «هل رأى أحد منكم رؤيا»، فيخبره من رأى منهم بما رأى، فربما عبرها لهم عليه الصلاة والسلام، وذلك أن الرؤيا الصالحة مبشرة للمؤمن، فما ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال «لم يبق من النبوة إلا الرؤى الصالحة يراها المؤمن أو ترى له»، فإن الرؤى الصالحة هذه مبشرات لأهل الإيمان"
والحديث مناقص لقوله تعالى :
" وخاتم النبيين"
فقد انتهت النبوة تماما ؟
والرؤى الصالحة يراها المسلمون أنبياء وغير أنبياء بل يراها الكفار أيضا كرؤيا الساقى في قصة يوسف(ص) فهل الكفار أيضا ممن فيهم الجزء المتبقى من النبوة؟
بالقطع لا
وتحدث عن كون التعبير لأهل العلم وهو خطأ فادح فتعبير وهو تأويل الأحاديث وهى الأحلام هو وحى من الله اختص به رسلا كيوسف(ص) وليس للناس ذلك لكونه وحى وقد قال:
"وربما كانت الرؤى الصالحة محذرة لأهل الإيمان، فكم من صالح رام أمرا فأتته الرؤيا، تحذره من غشيان ذلك الأمر تحذره إما بصريح أو بإشارة، ولهذا أهل العلم الذين يعبرون الرؤى يستدلون....؛ بل بما رآه الرائي، يستدلون على تأويل الرؤيا بما رآه، تارة يستدلون باللفظ، وتارة يستدلون بالأشباه، وتارة يستدلون بالأبدان وما بينها من [التنافر]، وتارة يستدلون في تفسير الرؤيا بما يأتي للرائي، وكثير منها يكون من العلم الذي علمه الله جل وعلا من شاء من عباده "ولنعلمه من تأويل الأحاديث"[يوسف:21]."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس