عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-06-2022, 08:25 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي نقد النقد لبحث أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى

نقد النقد لبحث أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى
مؤلف البحث مسفر بن حسن القحطاني وأما عارضه وناقده فهو محمد بن سالم بن علي جابر والبحث عنوانه خاطىء لأنه مأخوذ من دراسات الكفار الاجتماعية فلا يمكن أن يكون للبيئة الاجتماعية أثر على الدعوة وهى الإسلام لأن الغرض من الإسلام هو تغيير البيئة الاجتماعية وليس أن تؤثر البيئة الاجتماعية على الإسلام لأنه محال لقوله تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
كما قال :
" لا مبدل لكلماته"
والعنوان أو الموضوع كان يجب أن يكون أثر المحرفين للدين في تثبيت السلطات
وقد اعتبر جابر وجود بيئات لها اثر إيجابى وبيئات لها أثر سلبى على الدعوة فقال :
"وبعد:
فإن للبيئة الاجتماعية أثرا واضحا على الدعوة الإسلامية انتشارا وانكماشا، وسعة وضيقا عند دراستنا لأثرها؛ فقد تؤثر البيئة الاجتماعية على الدعوة آثارا عكسية مثلما حدث مع رسل الله الذين واجهوا بيئاتهم الاجتماعية بكل ما فيها من أمراض اجتماعية، اعترضت مسيرات دعوتهم وقاموا - عليهم الصلاة والسلام - بمعالجة تلك البيئات الاجتماعية، وقد عرض القرآن الكريم ذلك أثناء حديثه عن دعوة الرسل، لذا ظهر أثر البيئة الاجتماعية، وظهرت أهميتها للدعوة في كل زمان ومكان؛ ففي دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم- كان أثر البيئة الاجتماعية إيجابيا على الدعوة في المدينة النبوية، وذلك خلافا لما كانت عليه البيئة الاجتماعية في مكة وبين أيدينا الآن دراسة قيمة بعنوان (أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة) للباحث: مسفر بن حسن القحطاني"
وقد استهل العارض نقده بذكر معانى مصطلحات الدراسة فقال:
" ويسرنا أن نستعرض تلك الدراسة عبر المحاور التالية:
التعريف بمصطلحات عنوان البحث:
عند النظر إلى عنوان البحث (أثر البيئة الاجتماعية على الدعوة إلى الله تعالى)، نجد أن هناك بعض المصطلحات التي تحتاج إلي بيان؛ وهي على وجه الإجمال:
(أ) تعريف الأثر:
أولا: الأثر في اللغة:
قيل: إنه (بقية الشيء، وقال بعضهم: الأثر ما بقي من رسم الشيء)
ثانيا: الأثر في الاصطلاح:
قيل: (أثر الشيء: حصول ما يدل على وجوده؛ يقال: أثر وإثر والجمع: آثار.
قال تعالى: {ثم قفينا على آثارهم برسلنا}
(ب) تعريف البيئة:
أولا: البيئة في اللغة:
قيل: "هي من بوأ، والباءة والمباءة: المنزل، وقيل: منزل القوم حيث يتبوؤون من قبل واد أو سند جبل"، وفي "الصحاح" "المباءة: منزل القوم في كل موضوع، ويقال كل منزل ينزله القوم"
وقيل هي: "بوأ فيه، وبوأ له بمعنى هيأ له منزله، قال أبو زيد: أبات القوم منزلا وبواتهم منزلا، إذا نزلت بهم إلى سند جبل أو قبل نهر.
والاسم البيئة بالكسر، وبوأ المكان: حله وأقام؛ كأباء به وتبوأ - عن الأخفش – به؛ قال تعالى: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}
ثانيا: البيئة في الاصطلاح:
قيل: إنها "المحيط أو الوسط الذي يولد فيه الإنسان، وينشأ فيه ويعيش خلاله حتى تنتهي حياته"
وقيل إنها: "المجال الذي تحدث فيه الإثارة والتفاعل لكل وحدة حية، وهي كل ما يحيط بالإنسان من: طبيعة مجتمعات بشرية، ونظم اجتماعية، وعلاقات شخصية"
وقيل إنها: "الإطار الطبيعي والاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد بما يتضمنه من تكنولوجيا يخترعها الإنسان"
(ج) الاجتماعية:
أولا: التعريف اللغوي:
من جمع: "وهو جمع الشيء المتفرق، وتجمع القوم: اجتمعوا من هنا وهنا، والجميع: الحي المجتمع"
ثانيا: التعريف الاصطلاحي:
يمكن تعريف الاجتماع أنه: "مجموعة قواعد وقيود تفرض على الأفراد في مجتمع معين، حيث من المهم معرفة أصولها ونتائجها"
(د) تعريف الدعوة:
أولا: الدعوة في اللغة:
قيل: "الدعوة - بفتح الدال -: الدعاء إلى الشيء، ودعاء صاحبه، ومنه الدعاء والأدعية، والدعوة هي الطلب؛ يقال: دعا بالشيء: طلب إحضاره، ودعا إلى الشيء: حثه على قصده، ويقال: دعاه إلى القتال، ودعاه إلى الصلاة، ودعاه إلى الدين"
ثانيا: الدعوة اصطلاحا:
إذا أطلق مصطلح الدعوة فإنه يراد به في الغالب معنيان:
الأول: الإسلام والرسالة.
الثاني: عملية نشر الإسلام وتبليغه.
والمعنى الثاني هو المقصود في البحث، وأود أن أذكر ببعض التعريفات الاصطلاحية للدعوة وهي كالتالي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية "الدعوة إلى الله هي: الدعوة إلى الإيمان به بما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وذلك يتضمن الدعوة إلى الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والدعوة إلى الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله"
وقيل: "السعي لدعوة الناس بالقول والعمل إلى الإسلام، وإلى تطبيق منهجه واعتناق عقيدته وتنفيذ شريعته"
وقيل: "تبليغ الإسلام للناس، وتعليمه إياهم وتطبيقه في واقع الحياة"
وكالدراسات الاجتماعية المستوردة نجد أن الباحثين يأتون بتعريفات هى نتيجة ترجمة تلك المصطلحات لغويا والمترجمون غالبا إما جهلة بالمصطلح القرآنى وإما يريدون فرض الواقع الغربى فمصطلح المجتمع لا وجود له حتى في كتب التراث بالمعنى المعروف وفى القرآن نجد مقابله القوم والحزب والفريق ومصطلح البيئة أيضا لا وجود له ومكانه الأرض أو مكان المعيشة مصر مدين مكة المدينة يثرب ومصطلح الأثر مكانه في القرآن التغيير
ولم يكتفى العارض أو الباحث بتلك التعريفات بل ذكر تعريفات أخرى فقال العارض :
"وبعد ذكر هذه التعريفات السابقة لمفردات عنوان البحث، أود أن أذكر المعنى المقصود من عنوان الدراسة ومفهوم البيئة الاجتماعية ومكوناتها:
وسيتناول الباحث - بإذن الله - أثر أفراد الأسرة والمجتمع المحلي، والمجتمع العام على الدعوة وقبل ذلك سوف أبين – بإذن الله - مفهوم البيئة الاجتماعية ومكوناتها، والمعنى المقصود من عنوان الدراسة.
مفهوم البيئة الاجتماعية:
هي المحيط الذي تحدث فيه الإثارة والتفاعل لمن يعيش في ظله من أفراد المجتمع
مكونات البيئة الاجتماعية:
يمكن بيان مكونات البيئة الاجتماعية من خلال أقوال علماء الاجتماع والتربية:
1 - يقول عمر أحمد همشري: "وتشمل البيئة المؤسسات الاجتماعية على اختلافها؛ كالأسرة، ودور العبادة، والإدارات الحكومية"
2 - يقول جابر عوض سيد، و حاتم عبدالمنعم أحمد: "إن مكونات البيئة الاجتماعية هي أشخاص وجماعات ومجتمعات متفاعلة"
3 - يقول عبدالله الرشدان، نعيم جعنيني: "إن البيئة الاجتماعية تشمل المؤسسات الاجتماعية المختلفة، والجماعات المختلفة، والجماعات والتجمعات والهيئات والمشاريع المختلفة
ونظرا لتنوع مكونات البيئة الاجتماعية، فإن الباحث سوف يقتصر في دراسته على أثر أفراد الأسرة، وأثر أفراد المجتمع المحلي على الدعوة."
وهذا الكلام هو نتاج الدراسات الغربية فالبيئة عند المسلمين يقصد بها الناس فقط وأما المؤسسات ودور العبادة فليست بيئة لأن الأثر وهو التغيير يحدث في الناس فقط كما قال تعالى :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
وهذا التغيير في مشيئة الناس يحدث أثره على الأرض التى يعيشون فيها فمثلا بنى المسلمون مسجد التقوى لنفع المسلمين بينما بنى المنافقون مسجد الضرار لإضرار المسلمين وفى هذا قال تعالى :
والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين
والمسجد كمكان واحد جدران وأرض وسقف ولكن يبقى التأثير للناس نفعا أو ضررا فقد قال في أثر مسجد الضرار :
"لا يزال بنيانهم الذى بنوا ريبة فى قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم"
وتحدث عن المعنى المقصود من عنوان الدراسة فقال :
المعنى المقصود من عنوان الدراسة:
"وهو دراسة أثر أفراد الأسرة والمجتمع على تبليغ الدين الإسلامي، وكيفية العلاج على ضوء ما ورد في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس