عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-11-2022, 08:36 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,003
إفتراضي

ولذا فإن طرح المشكلة على أنها مشكلة المستخدمين الأفراد وأن تقليل استخدام الكهرباء من قبلهم سيقلل من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن توليد الكهرباء طرح غير صحيح لأن باقي الكمية المخصصة للتلويث ستباع إلى من يحتاجها من الدول الأخرى المعتمدة على الفحم في توليد الكهرباء وإن جعل مشكلة المناخ مشكلة فرد مستهلك لهو تهرب من قبل السياسيين والشركات الغربية الذين يروجون لهذا لرأي"
إذا مما سبق يقول الحزب أن ما يجرى هو تحليل الجريمة للشركات الكبرى بدلا من التحريم التام للمواد التى يقال أنها مشكلة
وتحدث عن التنمية النظيقة وكيف تستغلها الدول الكبرى فقال :
""التنمية النظيفة"
إن آلية التنمية النظيفة تسمح للدول الصناعية بزيادة حصصها من ثاني أوكسيد الكربون ( co2) عن طريق شراء اعتمادات تخفيض ثاني أوكسيد الكربون من الدول النامية وبناء على هذا المفهوم للتنمية النظيفة فإن الشركات ليست بحاجة لتخفيف التلوث حتى لو استنفدت حصصها من نسبة التلوث المنصوص عليها إن هذا النظام يطبق من خلال جعل الشركات الغربية، أو البلدان النامية الموقعة تنفذ مشاريع "تساعد" على مكافحة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، ووفقا للقواعد المحددة في بروتوكول كيوتو فإن هذه المشاريع تعطي للشركات اعتمادات إضافية في إنتاج ثاني أوكسيد الكربون، حيث تباع هذه الاعتمادات وتشترى لاستخدامها في الصناعات وبهذا تستطيع الشركات أن تلوث الأجواء بالغازات المنبعثة وبكمية أكبر من حصتها المقررة لها من قبل الدولة

إن هذا النظام يعفي الشركات التي ساهمت في التلويث من مسؤوليتها عما سببته من التلوث عبر السنوات الماضية بل يضمن لها الاستمرار بالتلويث وبنفس الطريقة علاوة على ذلك، فإن مشاريع التنمية النظيفة"
وتناول الحزب هدف أخر وهو أن الدول الكبرى تريد الحد من قدرات الدول الأصغر على التصنيع والإنتاج فقال :
"القيود الملقاة على عاتق البلاد النامية
هناك بلدان مثل الصين والبرازيل تعتبر عمليات التصنيع فيها حديثة السن مقارنة بالصناعات في الغرب، وهذا يعني أن خضوع هذه البلدان حديثة التصنيع، لإرادة الغرب بتخفيض ثاني أوكسيد الكربون سيؤدي إلى تقييد الصناعة والتقدم الاقتصادي فيها وذلك بسبب نسب الحصص المعطاة لها لأن التطور الصناعي يحتاج إلى زيادة إنتاج أكبر للمصانع وهذا يعني زيادة أكبر من كميات ثاني أوكسيد الكربون وليس خفضها ولذلك فإن إبرام مثل هذا الاتفاق الآن أو في المستقبل يعني خضوع هذه الدول للهيمنة الغربية بما يخص التصنيع والتقدم في تلك البلدان

كما أن معظم الدول غير الغربية (الدول النامية)، ومنها الدول القائمة في البلاد الإسلامية، ليس لديها صناعات حقيقية، فإذا كانت البلدان النامية ستصبح جزءا من أي اتفاق مستقبلي فإن ذلك سيحول دون تطور هذه البلدان لتصبح بلدانا صناعية وسيدفع هذه الدول لبيع حصصها من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون إلى الدول المتقدمة وعليه فلن يكون هناك أي فائدة للدول النامية على صعيد المشروعات إلا بتطبيق ما يسمى بمشاريع"التنمية النظيفة" "
وطبقا لهذا الكلام فإن الغرض من تلك المؤتمرات وما ينتج عنها هو احتفاظ الشركات الكبرى فى الغرب بأسواقها وتوسعتها وتحدث الحزب عن ما يقدمه النظام الرأسمالى هو حلول خاطئة نتيجة فصله للدين عن الدولة فقال:
"الرأسمالية هي التي تسبب أزمات بيئية
إن مشكلة البيئة ليست الفشل الوحيد للنظام الرأسمالي الذي يسبب أزمة تليها أخرى، وليس آخرها ما شهدناه في الأعوام القليلة الماضية من أزمات غذائية، ومالية واقتصادية عالمية جعلت مئات الملايين من البشر في فقر مدقع في حين أتاحت لقلة قليلة من الناس أن تملك ما لا يمكن للعقل البشري أن يتخيله
ويكمن السبب في عجز الرأسمالية عن تقديم الحلول الصحيحة للمشاكل التي يواجها البشر في عقيدتها القائمة على فكرة الحل الوسط التي تجعل عقل الإنسان العاجز مشرعا ففكرة فصل الدين عن الحياة تركت الناس تحت سيطرة المشرعين الرأسماليين الذين يرون أن الغاية من الحياة هي الحصول على أكبر قدر ممكن من المتع المادية وأن المقياس لأي عمل هو المنفعة دون أخذ أي شيء آخر بعين الاعتبار ...ثم إنه لا أخلاق في الأعمال الاقتصادية في النظام الرأسمالي، فهو اقتصاد يبحث فقط عن القيم المادية...
إن حماية البيئة ذات تكاليف كبيرة، وعندما يكون الربح هو الهدف الوحيد فإن أي شركة ستسعى لخفض التكاليف لديها، وهذا يعني أنه وفق المنطق الرأسمالي فهناك تناسب عكسي بين حماية البيئة وزيادة حجم الأرباح كما هو الحال بين حماية كرامة الإنسان وزيادة حجم الأرباح ..."
وهذا الكلام من الحزب هو كلام ليس صحيحا تماما فمشاكل البيئة مهما اتسعت رقعتها فهى قليلة ولا تؤثر بشىء سوى نادرا كما قلت الغرض :
استبدال صناعات القديمة بصناعات جديدة بدليل مثلا أن الهاتف المحمول عرفوه من 90 سنة ومع هذا تم اخفاء الاختراع لترويج صناعة الهواتف السلكية لمدة نصف قرن وعاد المحمول للظهور ليقضى تقريبا على صناعة الهواتف السلكية
وتحدث الحزب عن وجهة النظر الإسلامية فقال :
"وجهة النظر الإسلامية
وجهة النظر الإسلامية في الحياة تقوم على الاقتناع المطلق بأن الإنسان والحياة والكون لها خالق خلقها هو الله سبحانه وتعالى، وأن الإسلام هو الرسالة التي أنزلها الخالق القدير إلى البشرية ليخرج الناس من الظلمات إلى النور والإنسان إذا ما اقتنع قناعة عقلية جازمة بهذه العقيدة واطمأن بها قلبه، فإنه يجعلها الأساس لأفكاره والمقياس لأعماله كلها لذا...ثم إن العقيدة الإسلامية تعالج مشاكل الإنسان آخذة بعين الاعتبار جميع القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية والمادية مراعية إياها على نحو متناسق محقق جميع القيم...
غير أن التوازن بين هذه القيم الأربع لن يحدث أبدا إذا ترك التشريع للإنسان استنادا إلى حقيقة أن الإنسان غير قادر على التجرد من مصالحه الخاصة ورغباته حين وضعه للتشريع،...والإسلام لا يمنع الناس من الاستمتاع بنعم الله ولا يمنع العمل والكسب والغنى بل يجعل العمل لازما لتقدم حياة الإنسان ولقيامه بواجباته، قال تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون} لكن الذي لا يرتضيه هو تخمة البعض بينما يوجد من لا يشبع حاجاته الأساسية، ولذا فإن الإسلام يرى أن المشكلة الاقتصادية هي توزيع الثروة لا الندرة النسبية، فلا يجعل همه منصرفا إلى زيادة الإنتاج، بل إلى مكافحة فقر الأفراد، وهو يضمن التوازن بين رعاية الجماعة والفرد فلا يلغي احتياجات الأفراد لصالح الجماعة ولا يقدم احتياجات الفرد على حساب الجماعة والإسلام لا يقبل الظروف غير الإنسانية التي تعيشها الغالبية العظمى من سكان الأرض تحت حكم النظام الرأسمالي بسبب قلة قليلة تطارد الثروات دون شبع"
وهذا الكلام هو حديث عن عدالة ونفع الكل وتحدث عن علاقة الإنسان بالمخلوقات الأخرى فقال :
"نظرة الإسلام للبيئة
لم ينظر الإسلام إلى علاقة الإنسان بالطبيعة على أنها علاقة صراع وتضاد، بل جعلها علاقة تكامل، لأن الكون والحياة هي من خلق الله تعالى مثل الإنسان، وقد سخر الله سبحانه الكون لصالح الإنسان، وأناط بالإنسان عمارة الأرض، قال تعالى: {الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار - وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار} وقال: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون} وعمارة الأرض تقتضي الحفاظ عليها وعدم الإفساد فيها لا ماديا ولا معنويا، قال تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين} وقد جعل الإسلام الإفساد في الأرض جريمة منكرة، قال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام - وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} كما بين الإسلام أن في الكون وفي الأرض توازنا وتقديرا دقيقا مقصودا، قال تعالى: {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون}
وقال: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} إن هذه النصوص القرآنية وأمثالها تكفي وحدها لبيان نظرة الإسلام إلى الطبيعة والبيئة، وتدل على ضرورة الحفاظ على البيئة وحرمة الإخلال بتوازنها، وتدل على ضرورة الحفاظ على البيئة وحرمة الإخلال بتوازنها، وتجعل المسلم يحرص كل الحرص على عمارة الأرض وحسن القيام عليها وعلى مصالحه فيها غير أنه وردت نصوص شرعية كثيرة في القرآن والسنة تتعلق بتفاصيل الحفاظ على البيئة... ففي التعامل مع الماء،
ما جاء من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص)«لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه» البخاري ومسلم
وما رواه معاذ بن جبل عن النبي (ص)أنه قال: «اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل» أبو داود وابن ماجة
وما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص «أن رسول الله (ص)مر بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف؟ فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار» ابن ماجة
• وفي إزالة الأذى قوله (ص)«الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» مسلم
وقال(ص): «ويميط الأذى عن الطريق صدقة» البخاري
وقال (ص): «بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخذه، فشكر الله له، فغفر له» البخاري
• وفي أمر الزرع والنبات،
قال رسول الله (ص)«ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كان له به صدقة» البخاري
وقال رسول الله (ص)«من أحيا أرضا ميتة فهي له» أبو داود أحمد
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس