الموضوع: اساطير عالميه
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-02-2008, 02:35 AM   #20
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

الحزن الجماعي على (دموزي)




يبلغ خبر (دموزي) إلى أخته (كشتن آنا) فتشق ثيابها وتلطم خدَّيها وتذرف الدموع وتنوح عليه بحرقة ومرارة. وتصبح مأساة (دموزي) مادة خصبة لشعراء بلاد ما بين النهرين فينظمون المراثي، يصورون فيها أحداث المصاب ودلالاته العميقة. ولنستمع لأحد الشعراء السومريين في إحدى قصائده:

((كان قلبه يفيض أسى، فهام على وجهه في المروج

الراعي (دموزي) ـ كان قلبه يفيض أسى

ومزماره يتدلى من رقبته وهو يبكي ويقول:

النواح النواح أيتها المروج، النواح …

ولتردِّد أُمّي الصراخ والعويل،

لأنني عندما أموت لن تجد مَن يرعاها

ولتذرف عيناي الدموع مثل أمي

ولتذرف عيناي الدموع على المروج مثل أختي الصغرى)).


ولنستمع إلى مناحة أخرى نظمها شاعر سومريّ آخر على لسان (عينانا) التي أصابها الندم على ما فعلته ب(دموزي) فراحت تبكي وتنوح عليه عاماً بعد عام:
(( راح قلبي إلى السهل نائحاً نائحاً

راح قلبي إلى مكان الفتى

راح قلبي إلى مكان (دموزي)

إلى العالم السفلي، مرقد الراعي

راح قلبي إلى السهل نائحاً نائحاً…))..


وإذا كان سكان بلاد ما بين النهرين يحتفلون في شهر نيسان من كل عام. (وهو نفس تاريخ 21 آذار حسب التاريخ العراقي القديم، أي يوم المنقلب الربيعي، وقد اقتبسه الايرانيون باسم يوم نيروز). حين تزدهي الأرض خضرة وربيعاً، بانبعاث إله الرعي وربّ الماشية والنبات (دموزي) وزواجه من إلهة الخصب (عينانا)، فإنهم في الصيف، أوائل شهر (تموز)/يوليو، ووجه الأرض مجدب كالح تلفحه ريح السموم وتصليه الشمس المحرقة، يقيمون مجالس التذكّر والبكاء، ويسيّرون مواكب العزاء، ويتلون المناحات في حزن جماعيّ على وفاة (دموزي).
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس