الموضوع: هجر القران
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-06-2008, 09:24 PM   #2
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

مفاهيم أساسية لمن أراد أن يتأثر بالقرآن


1) أن يحسن نظرته للقرآن وينظر له على أنه كتاب شامل ومنهج حياة متكاملة فإن الزاوية التي ينظر منها والصورة التي يرسمها للقرآن مرتبطة ارتباطاً مباشراً في كيفية التعامل مع القرآن والتأثر به .

2) الإلتفات إلى الأهداف الأساسية للقرآن وعدم الوقوف فقط عند بعض الأهداف الفرعية أو التي لا يريدها القرآن ولا يهدف لها . والأهداف الرئيسية للقرآن تتمثل في :
أ- الهداية إلى الله تعالى وبيان التوحيد .
ب- بيان الأحكام الشرعية وما يصلح احوال الناس .
ج- إيجاد الشخصية الإسلامية المتكاملة المتوازنة .
د- إيجاد المجتمع الإسلامي القرآني الأصيل .
هـ - قيادة الأمة المسلمة في معركتها مع الجاهلية من حولها

3) الإلتفات إلى المهمة العملية للقرآن : فعندما يعرف الأهداف الأساسيـة للقرآن من خلال قراءة القـرآن فإنه حتمـا
سيعرف أن مهمة هذا القرآن ورسالته عملية واقعية .

4) المحافظة على جو النص القرآني وعدم الانشغال بأي شاغل أثناء التلاوة ويحرص على أن يحضر كل أجهزة وأدوات الاستجابة والتأثر والانفعال .

5) الثقة المطلقة بالنص القرآني وإخضاع الواقع المخالف له، فمثلا لو كان واقع بعض المسلمين مخالف لنصوص من القرآن أو يطبقون بعض الأمور بطريقة تخالف النص القرآني فلا نقول ان هذا من القرآن ، وإنما هو من عدم الفهم الصحيح من هؤلاء المسلمين للقرآن .

6) الاعتناء بمعاني القرآن التي عاشها الصحابة عمليا ومحاولة الاقتداء بهم .

7) الشعور بأن الآية موجهة له هو وأن الخطاب يعنيه هو شخصيا .

8) تحرير النصوص القرآنية من قيود الزمان والمكان فهو صالح لكل زمان ومكان وتوجيهاته لكل الناس إلا ما ورد فيـه استثناء أو تخصيص أو تقييد .

9) أن لا يكون هم القارىء كثرة القراءة او الانتهاء منها بأقصر وقت فقط ، فهذا يمنعه من تدبره والتامل فيه

10) أن يصاحب من يعاونه على هذا الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق فإنه له أكبر الأثر في تعميق قراءة القرآن والتأثر به ..قال تعالى:{ وكونوا مع الصادقين}


نماذج من تفاعل الصحابة مع القرآن

الصحابة مع خواتيم سورة البقرة
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : {للّه ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء واللّه على كل شيء قدير} اشتد ذلك على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم جثوا على الركب وقالوا: يا رسول اللّه، كُلِّفنا من الاعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"، فلما أقرَّ بها القوم وذلَّت بها ألسنتهم أنزل اللّه في أثرها: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} فلما فعلوا ذلك نسخها اللّه فأنزل قوله: {لا يكلف اللّه نفساً إلى وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} إلى آخره، ورواه مسلم عن أبي هريرة ولفظه: فلما فعلوا ذلك نسخها اللّه فأنزل الله: {لا يكلف اللّه نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: نعم، {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا}، قال: نعم {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به}، قال: نعم {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فاصرنا على القوم الكافرين} قال: نعم.


الصديق مع مسطح بن أثاثة
هذه الآيات نزلت في (الصدّيق) رضي اللّه عنه، حين حلف أن لا ينفع (مسطح بن أثاثة) بنافعة أبداً، بعدما قال في عائشة ما قال كما تقدم في الحديث، فلما أنزل اللّه براءة أم المؤمنين عائشة، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب اللّه على من تكلم من المؤمنين في ذلك، وأقيم الحد على من أقيم عليه، شرع تبارك وتعالى - وله الفضل والمنة - يعطف الصديق على قريبه ونسيبه، وهو مسطح بن أثاثة، فإنه كان ابن خالة الصديق، وكان مسكيناً لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر رضي اللّه عنه، وكان من المهاجرين في سبيل اللّه وقد زلق زلقة تاب اللّه عليه منها، وضرب الحد عليها، وكان الصديق رضي اللّه عنه معروفاً بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب، فلما نزلت هذه الآية، قال الصديق: بلى واللّه إنا نحب أن تغفر لنا يا ربنا، ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة وقال: واللّه لا أنزعها منه أبداً، فلهذا كان الصديق هو الصديق رضي اللّه عنه وعن بنته.‏


المسلمات الأوائل مع الحجاب
روى البخاري عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: يرحم اللّه نساء المهاجرات الأول لما أنزل اللّه {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن مروطهن فاختمرن بها. وروى ابن أبي حاتم عن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة قالت: فذكرنا نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة رضي اللّه عنها: إن لنساء قريش لفضلاً وإني واللّه ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب اللّه ولا إيماناً بالتنزيل، ولقد أنزلت سورة النور: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل اللّه إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل، فاعتجرت به تصديقاً وإيماناً بما أنزل اللّه من كتابه، فأصبحن وراء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم معتجرات كأنهن على رؤوسهن الغربان (أخرجه ابن أبي حاتم وأبو داود). وقال ابن جرير عن عائشة قالت: يرحم اللّه النساء المهاجرات الأول، لما أنزل اللّه: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن أكتف مروطهن فاختمرن بها،


الصحابة مع تحريم الخمر
قال الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية في البقرة: {يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير} فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في سورة النساء: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فكان منادي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قال: حي على الصلاة نادى: لا يقربن الصلاة سكران. فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ قول اللّه تعالى: {فهل أنتم منتهون}، قال عمر: انتهينا انتهينا.
واذا لاحظنا قصة تحريم الخمر في الاسلام استطعنا أن ندرك ـ من خلال هذا المثال ـ مدى نجاح القرآن في تحرير الانسان المسلم من أسر الشهوة وتنمية إرادته وصموده ضدها; فقد كان العرب في الجاهلية مولعين بشرب الخمر معتادين عليها، حتى أصبح ضرورة من ضرورات الحياة بحكم العادة والالفة ، وشغلت الخمر جانباً كبيراً من شعرهم وتأريخهم وأدبهم ، وكثرت اسماؤها وصفاتها في لغتهم ، وكانت حوانيت الخمارين مفتوحة دائماً ترفرف عليها الاعلام ، وكان من شيوع تجارة الخمر أن أصبحت كلمة التجارة مرادفة لبيع الخمر في مثل هذا الشعب المغرم بالخمر نزل القرآن الكريم بقوله تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )
فما قال القرآن ( اجتنبوه ) الا وانطلق المسلمون الى زقاق خمورهم يشقونها بالمدي والسكاكين يريقون ما فيها ، يفتشون في بيوتهم لعلهم يجدون بقية من خمر فاتهم ان يريقوها ، وتحولت الاُمة القرآنية في لحظة الى اُمة تحارب الخمر وتترفع عن استعماله ، كل ذلك حدث لان الاُمة كانت مالكة لارادتها ، ( حرة ) في مقابل شهواتها ، قادرة على الصمود امام دوافعها الحيوانية ، وأن تقول بكل صرامة وجد حين يدعو الموقف الى ذلك، وبكلمة مختصرة كانت تتمتع «بحرية (حقيقية) تسمح لها بالتحكم في سلوكها » .
وفي مقابل تلك التجربة الناجحة التي مارسها القرآن الكريم لتحريم الخمر نجد أنّ أرقى شعوب العالم الغربي مدنية وثقافة في هذا العصر فشل في تجربة مماثلة ; فقد حاولت الولايات المتحدة الاميركية في القرن العشرين أن تخلص شعبها من مضار الخمر فشرعت في سنة ( 1920 ) قانوناً لتحريم الخمر ، ومهدت لهذا القانون بدعاية واسعة عن طريق السينما والتمثيل والاذاعة ونشر الكتب والرسائل ، وكلها تبين مضار الخمر مدعومة بالاحصائيات الدقيقة والدراسات الطبية .
وقد قدر ما انفق على هذه الدعاية ( 65 ) مليوناً من الدولارات ، وسودت تسـعة آلاف مليـون صفحـة في بيـان مضـار الخمـر والزجـر عنها ، ودلـت الاحصائيات للمدة الواقعة بين تأريخ تشريعه وبين تشرين الاول ( 1933 ) أ نّه قُتل في سبيل تنفيذ هذا القانون مائتا نسمة ، وحبس نصف مليون نسمة ، وغرم المخالفون له غرامات تبلغ مليوناً ونصف المليون من الدولارات ، وصودرت اموال بسبب مخالفته تقدر باربعمائة مليون دولار ، وأخيراً اضطرت الحكومة الاميركية الى الغاء قانون التحريم في أواخر سنة ( 1933 ) ، وفشلت التجربة .
والسبب في ذلك أنّ الحضارات الغربية بالرغم من مناداتها بالحرية لم تستطع بل لم تحاول ان تمنح الانسان الغربي ( الحرية الحقيقية ) التي حققها القرآن الكريم للانسان المسلم ، وهي حريته في مقابل شهواته وامتلاكه لارادته امام دوافعه الحيوانية ، فقد ظنت الحضارات الغربية أنّ ( الحرية ) هي ان يقال للانسان : اسلك كما تشاء وتصرف كما تريد ، وتركت لاجل ذلك معركة التحرير الداخلي للانسان من سيطرة تلك الشهوات والدوافع ، فظل الانسان الغربي أسير شهواته عاجزاً عن امتلاك ارادته والتغلب على نزعاته ، بالرغم من كل ما وصل إليه من علم وثقافة ومدنية .


الاستغفار للمشركين
قال الإمام أحمد، عن ابن بريدة عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم ونحن في سفر، فنزل بنا ونحن قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب وفداه بالأب والأم وقال: يا رسول اللّه ما لك؟ قال: "إني سألت ربي عزَّ وجلَّ في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، وإني كنت نهيتكم عن ثلاث: نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها لتذكركم زيارتها خيراً، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث، فكلوا وأمسكوا ما شئتم، ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية فاشريوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكراً".
وقال ابن أبي حاتم، عن عبد اللّه بن مسعود قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوماً إلى المقابر، فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها، فناجاه طويلاً، ثم بكى فبكينا لبكائه، ثم قام إليه عمر بن الخطاب، فدعاه ثم دعانا فقال: "ما أبكاكم"؟ فقلنا: بكينا لبكائك، قال: "إن القبر الذي جلست عنده قبر آمنة، وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي"، ثم أورده من وجه آخر وفيه: "وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي وأنزل عليَّ: {ما كان للنبي والذين آمنوا} الآية، فأخذني ما يأخذ الولد للوالد، وكنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة.
وقال ابن عباس في هذه الرواية: كانوا يستغفرون لهم، حتى نزلت هذه الآية فأمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم ولم ينهوا أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس