عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-04-2021, 05:56 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي نقد كتاب التشبه بالنساء والرجال

نقد كتاب التشبه بالنساء والرجال
الكتاب تأليف محمد محمد الشريف من أهل العصر وهو يدور حول تشبه الجنسين ببعضهما وقد استهل الشريف الكتاب بذكر رواية التشبه فقال:

"عن ابن عباس قال: "لعن رسول الله (ص)المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" " وبين الشريف أنه جنس له وظيفة محددة فى الأرض يقوم بها فقــال "ووقد تعالت حكمة الله تعالى فخصص لكل نوع وظيفة هامة لا يقوم بها غيره وهيأ لكل من الأسباب والوسائل ما يمكنه من النهوض بهذه الوظيفة وبهذا يكون التكامل البشري في أرقى صوره، فوظيفة الرجل الخلافة في الأرض وتعميرها والمشي في مناكبها لابتغاء فضل الله ورزقه وقد أعطاه الله من القوة والتحمل والصبر والجلد ما يهيئه لهذا، وسخر له الكون وأعطاه من العقل والحكمة ما يحسن به تدبير أموره وما يصلح به شأنه، ولذلك كان الرجل جلدا قويا متعقلا مفطورا على الكدح والسعي وأما المرأة فوظيفتها الأولى إنجاب الذرية، وحملها، ووضعها، وإرضاعها، وتعهدها، ورعايتها، وتربيتها، والقيام عليها، بينما يشغل الرجل بواجباته
وما أجل هذه الوظيفة التي تتميز بها المرأة، ولقد فطرها الله وهيأها للقيام بهذه الرسالة فجعل نفسها مليئة بالعطف والرحمة والحنان، وجعلها تحن إلى الصغار وتميل إلى تعهدهم منذ نعومة أظافرها، ولذا فإنها تحب العرائس من اللعب لتستعد بفطرتها لوظيفتها، كما أنها تحب القرار في البيوت وتنفر من الخروج منها لغير ما حاجة، وقد أعطيت من الصبر على الحمل والوضع والإرضاع والتربية ما يسهل عليها هذه المهمة الشاقة، كما أنها تخضع بذاتها لزوجها وتنقاد لأمره
ولقد جعل الله تكوينها البدني والنفسي مهيئا لهذه العمليات التي لا يقوم بها إلا المرأة بل إن تكوين المرأة كله يدور في محيط هذه الوظيفة ولذلك كانت المرأة القرار المكين الذي تتجلى فيه آيات الله الباهرة في تكوين الجنين في أطواره المختلفة فتبارك الله أحسن الخالقين ووظيفة هذا شأنها وهذه منزلتها جديرة بأن تتفرغ لها المرأة وتوفر جهدها عليها، وجدير بالمجتمع أن يقدر لها قدرها وأن يرعاها أحسن رعاية
ولا ننسى أن المرأة تساعد الرجل على القيام بوظيفته خير قيام فتعينه على التعفف والاستقامة، وتتعهد حاجياته الضرورية من مطعم ومشرب وملبس ومسكن وتتعهد أولاده، فيكون فارغ البال لعمله هادئ النفس، وعلى هذا فطرت المرأة منذ نعومة أظافرها فتشعر أن هذه الوظيفة من أجمل أمانيها وأحلى آمالها مهما بلغت من الدنيا! وإذا قام كل من الرجل والمرأة بما هو مفطور عليه استقامت الأمور، وسعد الناس، وعاشوا عيشة راضية، لاستقامتهم على الفطرة التي فطرهم الله عليها" وأوضح الشريف أن الله فضل الذكر على الأنثى بالقوامــة فقــــــــــال "ولقد أراد الله سبحانه - وله الحكمة البالغة - أن يجعل الذكر أفضل من الأنثى، وأن يكون له السيادة والقوامة عليها، وهي قوامة وسيادة قائمة على الفطرة السليمة التي خلق عليها كل من الذكر والأنثى، وهي كذلك قائمة على التبصر والحكمة والقدرة على تحصيل مطالب الحياة قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} ، مع أنهما يستويان في الحقوق والواجبات، فلكل منهما حق على الآخر، فكما أن على الرجل أن يسعى، فعلى المرأة أن تقوم بالإعفاف والخدمة، وكذلك يستويان في الأمر بالعمل الصالح وجزائه، ولكن الله سبحانه قد كلف الأنثى بما يناسب فطرتها فأعفاها من الصلاة والصيام عند الحيض والنفاس، وجعل صلاتها في بيتها أكرم من صلاتها في المسجد وجعلها لا تتطوع بالصيام إلا بإذن زوجها " والخطأ فى الفقرة السابقة هو جواز صلاة المرأة فى المساجد العامة وهو ما يناقض أن المساجد خاصة بالرجال لقوله تعالى " لمسجد أسس على التقوى أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهرون" وقال " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"


والخطأ الثانى جواز صوم التطوع ولا يوجد فى الإسلام شىء اسمه صيام تطوع لكون الصيام عقوبة على الكثير من الذنوب ومن ثم لن يبيح الله للمسلم أو المسلمة أن يعاقب نفسه بلا ذنب كما أن الصوم بعشر حسنات كما قال تعالى" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" بينما المفطر لو أكل وجبتين وشرب مرتين فى النهار لأخذ 40 حسنة فيكون الإفطار أفضل من الصوم ثوابا
ثم بين أن على الرجل والمرأة الرضا بما قسمه الله من الوظائف وألا يتدخل كل منهما فى ذلك فيتشبه بالآخر فقال:
" قال تعالى: {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} ، وليست القوامة قائمة على التحكم والتسلط والعدوان، ولذلك كان أعظم الناس حقا على الرجل أمه وعلى المرأة زوجها والله سبحانه عزيز لا يغلب، حكيم لا يفعل شيئا عبثا، عليم بما يصلح الكون ويسعد البشر، وقد اقتضت حكمته هذا الصنع المتقن البديع، وإن من نعم الله على الرجل أن يختاره الله هكذا رجلا له القوامة والسيادة ..ولقد كان جديرا بالرجل والمرأة أن يرضى كل منهما بما كلف به من مهام ليعيش حميدا سعيدا، لكن الشيطان الرجيم - وقد قعد للناس يصدهم عن الصراط المستقيم - جعل البعض يعترضون على أمر الله فيهم ويتركون مهامهم المنوطة بهم، ولذا نرى بعض الرجال لا يقدر نعمة الرجولة، ويقوم بكل عمل ممكن ليكون شبيها بالأنثى في هيئتها وزينتها وسلوكها، وكذلك نرى بعض الإناث يتأبين على الفطرة ويحاولن الظهور بمظهر الرجال والتساوي بهم، وهذا انتكاس بالإنسانية وتمرد على الفطرة الربانية لا يجني منه المجتمع إلا الشر المستطير والخطر الكبير، ولقد حذر الله تعالى الإنسان من تمني ما ليس من شأنه، فلا يتمنى الذكر أن يكون أنثى أو كالأنثى، ولا تتمنى الأنثى أن تكون ذكرا أو كالذكر، قال تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما} ولهذا حذر رسول الله (ص)أشد التحذير من الانتكاس بالفطرة وتغيير صنع الله البديع المحكم، ومن الاستجابة لكيد الشيطان اللعين الذي تهدد بني آدم بالإغواء والإضلال، ولذلك أخبر (ص)أن الله سبحانه قد أشتد غضبه على قوم رغبوا عن خلقه وتشبهوا بالنساء وفي الحديث المصدر به البحث يقول ابن عباس "لعن رسول الله (ص)" واللعن هو الطرد، فقد دعا رسوله الله (ص)على من فعل ذلك بالطرد وهو البعد عن رحمة الله تعالى، كما أخبر (ص)أن من فعل ذلك فقد أحل بنفسه الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى.. ولا ريب أن المتشبه بالمرأة والمتشبهة بالرجل يستحقان اللعن والطرد من رحمة الله إن لم يتوبا، والسر في هذا أن في التشبه تمردا على فطرة الله تعالى، واستجابة لكيد الشيطان الذي أبى أن يسجد لآدم تكبرا فطرد من رحمة الله تعال، فأراد لبني آدم أن يكونوا مثله في ذلك، فأتاهم من كل سبيل ليضلهم ويغويهم ولقد تجاسر الشيطان الرجيم وأبان عن وظيفته الخبيثة فقال {لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله} وفي هذا ضلال مبين، إذ أنه لا يرضى بصنع الله الذي أتقن كل شيء، ولا يروقه حسن الصنعة، وعظمة الصانع القادر، وهو سبحانه ما خلق كل شيء إلا بالحق، ولم يخلق شيئا عبثا ولا باطلا‍! ولكن الإنسان لضعفه أمام الشيطان وغروره ومكره يرضخ له ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ولذلك فإن التشبه من الكبائر، لاستحقاق فاعله لعنة الله تعالى كما أخبر بذلك رسول الله (ص)"
الخطأ هنا هو وجود كبائر وصغائر وهو ما يخالف أن كل ذنب هو كبيرة لأنه تكبر على طاعة حكم من أحكام الله ثم قال الشريف عن التشبه:
"..ويقال تشابه الرجلان إذا تساويا فالتشبه إذن هو تكلف المشاركة والاتفاق في معنى من المعاني، وتشبه الرجل بالمرأة أن يتصنع أن يكون مثلها في خاصية من خواصها وفي مظهر من مظاهرها، ولقد فطرت المرأة على حب التزين والتجمل لتكون محببة إلى الرجل، وقد أحل الشارع الحكيم لها أن تلبس الحرير، وأن تتحلى بالذهب، ومنع من ذلك الرجل، كما أن المرأة تحب الألوان الزاهية والبراقة لما فيها من زينة ظاهرة تلائم فطرتها، كما أن العرف على أن للمرأة ثيابها الخاصة بها في صفتها وهيئتها ولقد فطر الله المرأة على الحسن والجمال غالبا، وسوى لها أعضاءها على أتم ما تكون حسنا وجاذبية، وزودها بالشعر الغزير في رأسها ليزيدها جمالا وحسنا، في حين أنها فطرت على أنه لا شعر لها في وجهها وفي بعض أعضائها، لأن ذلك حسن يلائمها وقد أباح الشارع الحكيم لها أن تتجمل بكل ذلك التجمل الفطري الشرعي، وللمرأة صوتها العذب الرقيق و بدنها الضعيف"
الخطأ الأول فى الفقرة هو إباحة التجمل للمرأة لكونه من الفطرة وهو ما يخالف أن أى تغيير فى خلقة الجسيم هو استجابة لقول الشيطان الذى قصه الله علينا حيث قال "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
والثانى تحريم الذهب والحرير على الرجال مع قوله تعالى" وتستخرجوا منه حلية تلبسونها" فالحلى على كل أنواعها مباحة للرجل كما للمرأة والعبارة هنا تتحدث عن الرجل وحلى البحر منه الذهب والفضة وغير ذلك مما يستخرج من الماء
ثم قال الشريف:
"إن هذه الأمور ونحوها خاصة بالنساء تلائم فطرتهن، فإذا تكلف الرجل شيئا منها وعمد إلى الاتصاف بها فقد تشبه بالمرأة، واستحق اللعنة، فإذا بالغ في التزين والتجمل وجعل كل همه الاعتناء الزائد بالزينة فقد تشبه بالمرأة، وإذا لبس الحرير أو تحلق بالذهب في أصبعه أو وضعه على صدره فقد تشبه بها وإذا اختار الألوان البراقة لثيابه أو لبس نعلا يشابه نعلها فقد تشبه بها، وإذا ترك شعر رأسه لينمو ويكثر وصنع به كما تصنع بشعرها، فقد تشبه بها وإذا أزال ما في وجهه من شعر اللحية فقد تشبه بها، وإذا حاول التثني والتكسر في كلامه وهيئته ومشيته فقد تشبه بها، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على ضعف الدين وضعف الرجولة وضعف الذات وفقد الغيرة والنخوة والمروءة والشهامة، وعلى الميل إلى مظاهر الخسة والدناءة، وهذا هو التخنث المقيت الذي لعن صاحبه، فعن ابن عباس قال: "لعن النبي (ص)المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال: "أخرجوهم من بيوتكم"، قال: "فأخرج النبي (ص)فلانا وأخرج عمر فلانا" ، والمخنث هو المؤنث من الرجال وهو من يتشبه بالنساء في هيئاتهن وحركاتهن وثيابهم وفي كلامهن وأخلاقهن، وإنما يذم من تكلف وتصنع، وأما من كان من أصل خلقته مشبها للمرأة في رقة الصوت وتكسره وفي هيئته وحركته، فلا ذم ولا لوم، لأن الذم واللوم لمن تكلف وتعمد وتصنع، كما يفهم ذلك من لفظ "المتشبهين" وغيره لم يتعمد وليس في وسعه وطاقته غير هذا، ومن كان مشبها للمرأة من أصل الخلقة يؤمر بتكلف تركه ومعالجة نفسه، ومداواة قصورها شيئا فشيئا حتى يصير رجلا سويا، فإن فعل هذا ولم يقدر على العودة إلى أصل الرجولة ولم يوفق لترك ما هو من خصائص المرأة، فلا لوم عليه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ومن لم يعالج نفسه بل تركها وشأنها وتمادى في ذلك فهو مذموم، لا سيما إن بدا منه ما يدل على الرضا به، قال النووي: "فمن خلق كذلك ولم يتكلف التخلق بأخلاق النساء وزيهن وكلامهن وحركاتهن بل هو خلقه الله عليها فهذا لا ذم عليه ولا عتب ولا إثم ولا عقوبة لأنه معذور لا صنع له في ذلك" وقال: "ومن لم يكن ذلك له خلقة بل يتكلف أخلاق النساء وحركاتهن وهيئاتهن وكلامهن ويتزيا بزيهن، فهذا هو المذموم الذي جاء في الأحاديث الصحيحة لعنه"
ولقد شاع تشبه الرجل بالمرأة لدى الكفرة الذين ضلوا عن دينهم وأصبح دينهم هو الشهوات يبحثون عنها ويستمتعون بها بكل وسيلة، وقد فقدوا رجولتهم وكرامتهم، فصاروا عبيدا للشيطان وللنساء، وهم بفعلهم هذا يرغبون في التقرب إلى المرأة ويطلبون ودها، ويوقعونها في حبائل الهوى لينالوا منها لذتهم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس