عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-08-2018, 08:11 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي


وبالطبع هذه ليست وجهة نظر سليمة فالتلميذ بحاجة للتعلم النظرى خاصة أن البيئة المحيطة به لا تحتوى على كل النباتات والحيوانات والجمادات وحتى أجناس البشر ومن ثم يجب تعليمه بعض المعلومات النظرية فمثلا إن فى مجتمع سكانه بيض يجب ان يعلم بوجود السمر والسود والصفر والحمر ومثلا كل المعادن لا تتواجد فى بيئته ومع هذا يجب تعليمه ألوانها أو صفاتها لأنه قد يصادفها فى حياته العملية مستقبلا
وبين روسو أن الغرض من القراءة هو الفهم وليس الحفظ كما بين أن على المعلم أن يجعل التلميذ يحل المسائل بمفرده ولا يتدخل إلا عند عجزه فقال :
إن الطفل الذى يقرأ لا يفكر فهو يقرأ فحسب إنه لا يتعلم حقا بل هو يحفظ ألفاظا فحسب ص152
ويبين روسو أن تعلم الكلام وهو اللغة عند الفتيات أفضل من الفتيان وينبغى أن يفرق المعلم فى تعليمه اللغة وهى الكلام للفتاة والفتى حسب عادة الرجال وعادة النساء فقال:
"والفتيات أسرع على تعلم الكلام من الفتيان واشد منهم طلاقة بل إن الفتيات قد يتهمن بالثرثرة وهذا طبيعى وأقرب إلى المزية منه إلى النقص فللفم والعينين وظيفة واحدة عند الفتاة ولئن كان الرجل يقول ما يعرفه فإن المرأة تقول ما يثير الاعجاب فالرجل بحاجة إلى المعرفة كى يتكلم أما المرأة فبحاجة إلى الذوق كى تتكلم أى أن الرجل يتكلم فيما يراه نافعا أما المرأة فتتحرى ما يطيب للناس سماعه ص259
وبين روسو أن الطفل لابد أن يتعلم الرسم من الطبيعة كما وضح أن دراسة الهندسة لابد أن تكون عملية بالقياس وليس دراسة نظرية كما هو المطبق منذ عصور وهو قوله:
"ويجب أن يتعلم اميل الرسم ولن اجعل معلمه فى هذا الفن سوى الطبيعة ولم يكن النموذج الذى ينقل عنه سوى موضوعاتها أما دراسة الهندسة فستكون عن طريق القياس الدقيق للأشياء والأشكال ثم عليه بعد ذلك أن يبحث عن العلاقات التى بينها لست أرى أن تتبع الطريقة المقلوبة فى تعليم الهندسة بعرض منطوق النظرية ثم البحث بعد ذلك عن إثباتها ومن المرغوب فيه أيضا تنمية الملاحظة أثناء اللعب عن طريق العين والأذن والأصوات لتقدير المسافات ص144
بالطبع تعلم رسم نماذج لما يراه التلميذ فى الطبيعة ليست عملية مفيدة إلا قليلا والرجل يعتمد التعليم العملى ومن ثم فتعلم الرسم يكون للفوائد مثل الرسم الهندسى ومثل رسم الآلات ومثل رسم الأجهزة فى الجسم وأما مجرد نقل النباتات والحيوانات والناس والجمادات للورق فليس له فائدة تعليمية إلا أن نقول لطفل لم يرى حيوانا أو نباتا أن هذا نبات كذا أو حيوان كذا
وأما دراسة الهندسة عمليا فهى وجهة نظر صحيحة تماما فمنطوق النظرية وبرهانها لا يستخدمهم أحد فى الحياة إلا نادرا جدا فى الحياة العملية
ووضح روسو أن تدريس العلوم علوم المخلوقات يكون من خلال تنبيه التلاميذ للظواهر وجعله يفهمها بمفرده فقال:
"ويكفى أن نوجه أنظار التلميذ بعد اكتشافه لحركة الشمس الدائرية ولشكل الأرض الكروى كى يكتشف أن جميع الحركات الظاهرية للأجرام السماوية قائمة على هذا المبدأ بعينه ولما كانت الشمس تدور حول الأرض على شكل دائرة ص154
ووضح روسو أن تعلم الحساب للفتيات أحسن من القراءة من خلال التعلم بالحافز المادى فقال :
"أما تعلم الحساب فقد يكون ألزم للفتاة من تعلم القراءة والكتابة لحاجتها على ذلك الفن قبل تعلم القراءة والكتابة وإذا رفضنا أن نعطى الصغيرة الفاكهة إلا جزاء على عملية حسابية شفوية بسيطة فسرعان ما تتعلم الحساب واعرف فتاة صغيرة تعلمت الكتابة قبل القراءة وبدأت تكتب بخيوط الإبرة قبل أن تكتب بالقلم واستعملت أشكال الحروف فى التطريز ص250
وبين روسو أن أشغال الإبرة يجب تعليمها للبنات فى الصغر فيقول:
أما أشغال الإبرة فإنهن يتعلمنها عن طيب خاطر دائما لأنهن منذ الطفولة يتخيلن أنفسهن كبيرات ولأن هذا الفن يساعدهن على إتقان التزين والأناقة ص249
وبين أن أشغال الإبرة تفضى لتعلم البنات الرسم:
"وهذا التدرج الاختيارى التلقائى ينتهى بسهولة إلى فن الرسم فليس الرسم غريبا عن أناقة الملبس والزينة ولست أعنى الرسم من حيث هو فن شامل يحاكى الطبيعة بل أقصد أنواع الرسم المتصلة مباشرة بزينة الثياب والأناقة بحيث تستطيع الفتاة أن تنهض يوما بتصميم زينة ثيابها بنفسها إن لم تجد نموذجا تحت يدها ص249
ويبين روسو أن تعليم الرقص والغناء والفن الجميل أمر واجب للفتيات حتى يسعدن الأزواج به فيما بعد وكذلك الأطفال بقوله:
وأنا أعلم أن أهل التشدد من المربين لا يريدون منا ألا نعلم الفتيات غناء أو رقصا أو أى فن من الفنون الجميلة التى تساعد على الفتنة وإنى لأعجب لمن نعلم هذه الفنون إن لم نعلمها للفتيات أن علمها للفتيان إذن وأى الجنسين أحرى باكتساب هذه المواهب وتنميتها ؟ لعلهم يرون الا نعلم تلك الفنون لأحد إطلاقا فالأغانى غير الدينية فى نظرهم جريمة أما الرقص فبدعة من الشيطان ولا ينبغى فى رأيهم أن يكون للفتاة ما يلهيها أو يسليها اللهم إلا العمل والصلاة ويا لها من حياة بهيجة لابنة العاشرة"ص257
وبالقطع وجهة النظر هذه سليمة نوعا ما فتعليم الرقص والغناء للفتيات حسب الشرع عندنا واجب وهو أن تعلمه نساء للفتيات وفى أماكن مغلقة عليهن ويبين روسو عدم فرض دراسة تلك الفنون إلا على الفتيات الراغبات فيه وهو قوله:
"وعلى كل حال يجب ألا نفرض الدروس والمعلمين على الفتيات بل ندع الفتاة تطلب تلك الدروس عند شعورها باحتياجها إليها ويجب أكثر من ذلك ألا ندفع الفتاة فى طريق التعلم دفعا بل نتركها لميلها الفطرى وأما أن تقرر الدرس فليس بذى أهمية أن يكون المعلم رجلا أو امرأة ص258
والخطأ هنا كون معلم الفتيات الرقص رجل فهذا يتنافى مع قوله تعالى "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
وبين روسو أن تدريس الدين للفتاة يكون قبل الفتى بقوله:
"ولئن كان الأطفال الذكور بعيدين عن تكوين فكرة صائبة عن الدين فمن باب أولى تكون هذه الفكرة فوق مستوى عقول الفتيات ولهذا أوصى بمفاتحة الفتاة فى الدين قبل الفتى لأننا لو انتظرنا على أن تتهيأ عقليتها لإدراك هذه ألأمور السامية فربما انتظرنا إلى الأبد ولم تتح لنا فرصة مفاتحتها فى موضوع الدين ص260
ومقولة تعليم الدين دون فهم من الفتيان والفتيات تتعارض مع مقولة التعليم بالإقناع فى قوله:
"وعلى كل حال يجب ألا نفرض الدروس والمعلمين على الفتيات بل ندع الفتاة تطلب تلك الدروس عند شعورها باحتياجها إليها ويجب أكثر من ذلك ألا ندفع الفتاة فى طريق التعلم دفعا بل نتركها لميلها الفطرى وأما أن تقرر الدرس فليس بذى أهمية أن يكون المعلم رجلا أو امرأة ص258
ويبين روسو أن تعليم الدين للفتيات الصغيرات يكون دون تركيز وإنما يكون عن طريق القدوة وهى الفعل أمامهن حتى يتعلمن بقوله:
"فلكى نعلم الدين للفتيات الصغيرات يجب ألا نجعل الديانة موضوعا للضيق أو الكآبة أو واجبا ثقيلا مفروضا ولهذا لا تعلمونهن إطلاقا شيئا عن ظهر قلب حتى ولا الصلوات ويكفى أن تؤدوا صلواتكم أمامهن بانتظام من غير أن تجبروهن على الاشتراك فيها ولتكن تلك الصلوات قصيرة كما أوصانا بذلك السيد المسيح ويكفى أن تكون محفوفة بالوقار من غير تصنع فهذا كله ما يطالبنا به المولى أما الألفاظ فليست من الأهمية كما نتوهم" ص262
ويبين أن الواجب تعليمهن الأخلاقيات وليس الموضوعات المذهبية فقال:
"ويجب تحاشى الموضوعات المذهبية الجافة والخفية التى لا تعنى إلا ألفاظا بغير مفهومات ولنوجه العناية الكبرى للتعليم الدينى للبنت على المبادىء الدينية المتصلة بالأخلاق عن قرب فليس أنفع للأطفال من الجنسين وللفتيات على وجه الخصوص من تعلم المبادىء التى تجعلهم يحسنون السلوك ويفعلون الخير
لا تجعلوا من بناتكم فقيهات فى العلوم الإلهية أو مجادلات جدلات فلا تعلموهن من أمور السماء إلا ما يفيد فى الحكمة البشرية والفضيلة الدنيوية علموهن وعودوهن الشعور الدائم بأنهن تحت أنظار الله فهو شاهد دائم على أمالهن وأفكارهن وملذاتهن وعودوهن ان يصنعن الخير لأن الله يحب الخير وأن يتحملن الألم بغير تململ لأنه سبحانه سيعوضهن عن ذلك الألم ويجزيهن خيرا وإن يكن فى كل يوم من أيام حياتهن على النحو الذى يحببن أن يظهرن به أمام مجده"ص269
ويبين روسو أن طريقة تعليم الأخلاقيات تكون بطريقة غير مباشرة أى ليس عن طريق الأمر والنهى المباشرين فقال:
وليس معنى تعليمها مبادىء الأخلاق أن يكون ذلك بطريق آراء مجردة وصيغ علمية فالحقائق المجردة ليست مما يوافق طبيعة المرأة بل ينبغى أن تكون جميع دراسات المرأة متصلة بالعمل مباشرة ص272
وبين روسو أنه لابد أن يعلم تلميذه مهنة أى وظيفة يتعيش منها لأن كل أفراد المجتمع لابد ان يعملوا فى وظيفة لأن المتبطلين ومنهم الأغنياء هم مجرد لصوص وقطاع طرق وهو قوله:
"إن من يأكل خبز البطالة الذى لم يكسبه بعمله يسرق ذلك الخبز والثرى الذى يتقاضى من المجتمع ما يعفيه من كل عمل لا يختلف فى نظرى إطلاقا عن قاطع الطريق الذى يعيش على حساب السابلة ص168
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس