عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-07-2023, 07:32 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,994
إفتراضي

ألا ترى أن مسحة الصوفية قد أذهبت رونق المدح والثناء فأحالت المدح قدحا والثناء هجاءا وقارن ذلك بقول ابن المبارك عنه ما رأيت أحدا أشبه بمسالك الأوائل من حماد بن سلمة تجد بينهما بونا شاسعا تستلطف معه كلام ابن المبارك وتلقى إليه سمعك بينما تستغرب ما صدر عن البلخى "
والملاحظ أن الرجل هنا يحمل على الشيعة والمتصوقة ويعيب عليهم استعمالاتهم للكلمات فى المعانى ويعتبر ذلك فى حق السنة ليس عيبا وهو خلل فى الميزان فاستعمال اللفظ فى معناه المشترك إنما هو عيب على الفريقين
وتحدث عن معنى البدل فى المعتقد الصوفى فقال :
"فإذا وضحت هذه اللمعة فلنذكر طرفا من الاستعمالات الجائرة لهذه الألفاظ عند الصوفية
فهذا الشيخ عبد الرؤوف المناوى يوضح حقيقة البدل على اعتقادهم فيقول فى فيض القدير وإذا رحل البدل عن موضع ترك بدله فيه حقيقة روحانية ؛ يجتمع إليها أرواح أهل ذلك الموطن الذي رحل عنه هذا الولي فإن ظهر شوق من أناس ذلك الموطن شديد لهذا الشخص تجسدت لهم تلك الحقيقة الروحانية التي تركها بدله فكلمتهم وكلموها وهو غائب عنهم وقد يكون هذا من غير البدل لكن الفرق بينهما أن البدل يرحل ويعلم أنه ترك غيره وغير البدل لا يعرف ذلك وإن تركه
ولا أظنك وأنت تقرأ هذا الغثاء إلا تعوذت بالله من هذه الأباطيل وقلت مسارعا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ودعوت عائذا رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون
وها هو يقول ما تقشعر منه الجلود وتشمئز منه الأفئدة "
ثم عرف الأبدال فقال:
"الأبدال ـ بفتح الهمزة ـ جمع بدل بفتحتين خصهم الله تعالى بصفات منها أنهم ساكنون إلى الله بلا حركة ومنها حسن أخلاقهم في هذه الأمة ثلاثون رجلا قيل سموا أبدالا لأنهم إذا غابوا تبدل في محلهم صور روحانية تخلفهم قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن (ص) أي انفتح لهم طريق إلى الله تعالى على طريق إبراهيم (ص) وفي رواية قلوبهم على قلب رجل واحد قال الحكيم الترمذى إنما صارت هكذا لأن القلوب لهت عن كل شيء سواه فتعلقت بتعلق واحد فهي كقلب واحد قال في الفتوحات قوله هنا على قلب إبراهيم وقوله في خبر آخر على قلب آدم وكذا قوله على قلب شخص من أكابر البشر أو من الملائكة معناه أنهم يتقلبون في المعارف الإلهية بقلب ذلك الشخص إذ كانت واردات العلوم الإلهية إنما ترد على القلوب فكل علم يرد على قلب ذلك الكبير من ملك أو رسول يرد على هذه القلوب التي هي على قلبه وربما يقول بعضهم فلان على قدم فلان ومعناه ما ذكر وقال القيصري الرومي عن العارف ابن عربي إنما قال على قلب إبراهيم (ص) لأن الولاية مطلقة ومقيدة والمطلقة هي الولاية الكلية التي جميع الولايات الجزئية أفرادها والمقيدة تلك الأفراد وكل من الجزئية والكلية تطلب ظهورها والأنبياء قد ظهر في هذه الأمة جميع ولاياتهم على سبيل الإرث منهم فلهذا قال هنا على قلب إبراهيم (ص) وفي حديث آخر على قلب موسى (ص) وفلان وفلان ونبينا محمد (ص)صاحب الولاية الكلية من حيث أنه صاحب دائرة الولاية الكلية لأن باطن تلك النبوية الكلية الولاية المطلقة الكلية ولما كان لولاية كل من الأنبياء في هذه الأمة مظهرا كان من ظرائف الأنبياء أن يكون في هذه الأمة من هو على قلب واحد من الأنبياء كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا فلذلك سموا أبدالا أو لأنهم أبدلوا أخلاقهم السيئة وراضوا أنفسهم حتى صارت محاسن أخلاقهم حلية أعمالهم
وظاهر كلام أهل الحقيقة ؛ أن الثلاثين مراتبهم مختلفة قال العارف المرسي جلت في الملكوت فرأيت أبا مدين معلقا بساق العرش رجل أشقر أزرق العين فقلت له ما علومك ومقامك ؟ قال علومي أحد وسبعين علما ومقامي رابع الخلفاء ورأس الأبدال السبعة قلت فالشاذلي قال ذاك بحر لا يحاط به قال العارف المرسي كنت جالسا بين يدي أستاذي الشاذلي فدخل عليه جماعة فقال هؤلاء أبدال فنظرت ببصيرتي فلم أرهم أبدال فتحيرت فقال الشيخ من بدلت سيئاته حسنات فهو بدل فعلمت أنه أول مراتب البدلية وأخرج ابن عساكر أن ابن المثنى سأل أحمد بن حنبل ما تقول في بشر الحافي بن الحارث ؟ قال رابع سبعة من الأبدال اهـ بنصه من غير تحريف ولا تصرف
وألق سمعك هذه الخرافة المأثورة عن شيخهم الأكبر ذى المآثر التى تخبل العقول وتبهر ـ أعنى ابن عربى الحاتمى ـ حيث يقول عن نفسه الأوتاد الذين يحفظ الله بهم العالم أربعة فقط وهم أخص من الأبدال والإمامان أخص منهم والقطب أخص الجماعة ولكل وتد من الأوتاد الأربعة ركن من أركان البيت ويكون على قلب نبي من الأنبياء فالذى على قلب عيسى له اليماني والذي على قلب آدم له الركن الشامي والذي على قلب إبراهيم له العراقي والذي على قلب محمد له ركن الحجر الأسود وهو لنا ـ يعنى نفسه ـ كذا حكاه المناوى
وكتب القوم طافحة بهذه التعبيرات الجائرة عن طريق الاستقامة"
وكل هذا الحديث من الباطل الذى لا وجود له فى الوحى فالقوم جعلوا الموتى هم من يحفظون العالم وهم جثث فى قبورهم لا يقدرون على نفع أنفسهم ولا نفع غيرهم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس