عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-09-2008, 08:19 PM   #1
1st_top
عضـو شــرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 105
إفتراضي لله درك يا إبن عبدالعزيز حكمت فكان حكمك عادلا

.
.
.
.
.
.
.
.

.....

كان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يصلي العتمة ثم يدخل على بناته فيسلم عليهن ، فدخل عليهن ذات ليلة ، فلما أحسسنه ، وضعن أيديهن على أفواههن ، ثم تبادرن الباب ( خرجن من الباب مسرعات ).

فقال للحاضنة : ما شأنهن ؟

قالت : إنه لم يكن عندهن شيء يتعشينه إلا عدس وبصل ، فكرهن أن تشم ذلك من أفواههن .

فبكى عمر ، ثم قال لهن : يا بناتي ما ينفعكن أن تعشّيْن الألوان ( أصناف الطعام ) ويُمَرُ بأبيكُن إلى النار .

قال : فبكين حتى علت أصواتهن ، ثم انصرف .

هذا مقتطف من سيرة عمر بن عبد العزيز ، لابن عبدالحكم

تعالوا نقرأ ماذا حصل يوم توليه الخلافة.

يوم بويع فيه بالخلافة مضى إلى المنبر، فتعثر من الخوف والوجل من الله :

حياءً من إلهـي أن يرانـي...وقد ودعت دارك واصطفاكا
أروح وقد ختمت على فؤادي...بحبك أن يحـل بـه سواكـا


وقف على المنبر ليتحدث إلى من في المسجد من الوزراء والعلماء والعباد والفقهاء ، والجنود المجندة والجيوش المجيشة، فقال :

[[يا أيها الناس! بويعت بالخلافة على غير رغبة مني، فخذوا خلافتكم لا أريدها، فضج الناس بالبكاء ، وقالوا : لا نريد إلا أنت، فقال : الله المستعان وعليه التكلان ، وحسبي الله ونعم الوكيل ]]

ولما انتهت الصلاة عرضت له الدواب والبغال ليركبها فأعرض عنه ا، وقال :

ما أنا إلا رجل من المسلمين : تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83]

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود:15-16].

زهد عمر بن عبد العزيز

عاد عمر إلى بيته، وترك قصر الخلافة الشاهق في دمشق ، ونزل إلى غرفته، وجلس على الحصير وقال: هذا حظي من الخلافة، ثم استدعى زوجته الزاهدة فاطمة زوجة الخليفة وبنت الخليفة وأخت الخلفاء ، وقال لها :

[[إني بعت نفسي من الله عز وجل، فإن كنت تريدين العيش معي فحيهلاً وسهلاً وإلا فالحقي بأهلك ]]

فبكت وقالت: الحياة حياتك والموت موتك، ثم سلمت له ذهبها وفضتها وحليها إلى بيت المال ، وعاد رضي الله عنه وأرضاه ليرد الأمة إلى الله الواحد القهار ، عاد ليربيها من جديد مع ربها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ، فكان يصدق قوله فعله ، وكان لا يشغله عن الله شاغل.

أما ليله فبكاء وسجود وتبتل وخشوع مع الله ، وأما نهاره فتعليم للناس وعدل وإنصاف وبذل وعطاء ، كان بعد كل صلاة ينادي المنادي :


أين الفقراء؟ أين المساكين؟ أين المحتاجون؟ أين الذين يريدون الله؟ أين الذين لم يأخذوا من الدنيا شيئاً؟

فيبذل لهم المال، فتقام به قلوب حية وتحيا بهم أرواح كانت ميتة.

رزقه الله الخشية ، والذي يجعل الله نصب عينيه دائماً ؛ يفتح الله عليه فتحاً لا يدور بالخيال ، ولا يخطر بالبال ؛ فكان من أخشى الناس لله.

دخل عليه أحد العباد من أهل المدينة ، واسم هذا العابد زياد مولى ابن عياش ، فقال لـعمر بن عبد العزيز :

"ما دهاك؟ ماذا أصابك؟ قال: وماذا تقول؟

قال: والله لقد رأيتك وأنت من أجمل الفتيان في قريش، تلبس اللباس اللين ، وأصبحت في هذه الحالة ، والله لو دخلت عليك في غير هذا المكان لما عرفتك

فبكى عمر وقال: والله لو رأيتني بعد ثلاثة أيام من دفني لأنكرتني شديداً ، حين تسقط عيناي على وجنتي ، وتخلع أذناي من رأسي ، ويتغير خدي، وينهش بطني ، إذاً لرأيت منظراً فظيعاً ؛ فبكى ذاك العابد".

تحياتي
1st_top غير متصل   الرد مع إقتباس