الشاعر هشام مصطفى
مصر
أضف لقائمة شعرائك المفضلين
لمراسلة الشاعر
ندمُ المسافرِ
سكن الكلامُ على شَفا الندمِ
وتساوت الضحكاتُ بالألمِ
لا فرقَ بينَ دُجىً وبين سنا
فكلاهما وجهانِ للعدمِ
كلماتُنا الثكلى تقودُ يدي
ومدادُها ينساب عِبرَ دمي
وعلى السطورِ تعيشُ أغْنيتي
حرفا تبخّرَ في سجونِ فمي
فهناكَ خلفَ مدائنِ الأملِ
صلبَ الظلامُ مشاعلَ القلمِ
و مضى يمزّقُ كلَّ أمنيةٍ
عشقتْ ضياءَ الفجرِ في الظُلَمِ
و تبدّلتْ آمالنا عبثا
مزجتْ خُطى الآلامِ بالنغمِ
ذبحتْ مُدى التغريبِ حُلمَ غدي
ضلَّ الطريقَ إلى هُدى الكلمِ
وأنا المسافرُ في حقائبه
عمرٌ يضاجع جُرْحَهُ سأمي
قلبٌ تغرّبَ نبضُهُ أملا
فرمتْ به الأقدارُ للسِقَمِ
جفّتْ منابعُ حبّه أسفا
فغدتْ سحائبُهُ بلا دِيَمِ
وسرى بلا مرسى و أشرعةٍ
وتحوّل المجدافُ للحُطَمِ
مثْلُ الوليدِ إذا جَفَتْهُ يدٌ
أو أنّهُ المنزوعُ من رحمِ
و لأنّ بعضي ضاع في سفري
و بقيةُ الإنسان في هَرِمِ
ومعاولُ الترحالِ ترصدني
و تفتّتُ الخُطواتِ مِنْ قدمي
ويضيعُ من زمني ملامحُهُ
وبراءةُ الأحلامِ من حُلُمي
فمتى نُلمْلمُ يومَنا لغدي
ومتى يُفارقُ صوتُنا ندمي
شعر / هشام مصطفى
هشام مصطفى
عمان / الوافي والكامل
|