الموضوع: * المعلقات *
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-02-2010, 02:26 PM   #16
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

قال الدكتور جواد علي: اِن صحّهذا الشعر هو لعنترة دلّ على وقوف الجاهليين على اسم «حام» الوارد في التوراة علىأنّه جدّ السودان، ولابدّ أن تكون التسمية قد وردت إلى الجاهليين عن طريق أهلالكتاب51.



وقد اختلف في موته، فذكر ابنحزم52انّه قتله الأسد الرهيص حيّان بن عمرو بنعَميرة بن ثعلبة بن غياث بن ملقط. وقيل: إنّه كان قد أغار على بني نبهان فرماه وزربن جابر بن سدوس بن أصمع النبهاني فقطع مطاه، فتحامل بالرميّة حتّى أتى أهلهفمات53.



معلّقة عنترة العبسي



البحر: الكامل. عدد الأبيات : 80بيتاً. 5 في الأطلال. 4 في بعد الحبيبة وأثره. 3 في موكب الرحلة. 9 في وصف الحبيبة. 13 في الناقة. 46 في الفخر الشخصي . . .



يبدأ عنترة معلّقته بالسؤال عنالمعنى الذي يمكن أن يأتي به ولم يسبقه به أحد الشعراء من قبل، ثمّ شرع في الكلامفقال: إنّه عرف الدار وتأكّد منها بعد فترة من الشكّ والظنّ فوقف فيها بناقتهالضخمة ليؤدّي حقّها ـ وقد رحلت عنها عبلة وصارت بعيدة عنه ـ فحيّا الطلل الّذي قدمالعهد به وطال...



فيقول:



هل غادر الشعراء منمتردّمِ



أم هل عرفت الدار بعدتوهُّمِ



يا دار عبلةبالجواء تكلّمي



وعمي صباحاً دار عبلةواسلمي



فوقفت فيها ناقتيوكأنّها



فدن لأقضي حاجةالمتلوّمِ



حُيّيتَ من طللِتقادمَ عهدهُ



أقوى وأقفر بعد اُمّالهيثمِ



ولقد نزلت فلاتظنّي غيره



منّي بمنزلةِ المحبّالمكرمِ



إن كنت أزمعتالفراق فإنّما



زمّت ركابكمُ بليلمظلمِ



ما راعني إلاّحمولة أهلها



وسط الديار تسفّ حبّالخمخَمِ




ثمّ سرد طرفاً من أسباب هيامه،فقال:



إنّها ملكت شغاف قلبه بفم جميل،أبيض الأسنان طيّب الرائحة، يفوح العطر من عوارضه:



إذتستبيك بذي غروب واضح عذب مقبّله لذيذالمطعمِ



ثمّ قارن بين حاله وحالها; فهيتعيش منعّمة، وهو يعيش محارباً، وتمنّى أن توصله إليها ناقة قويّة لا تحمل ولا ترضعوتضرب الآثار بأخفافها فتكسرها... فقال:



تمسي وتصبح فوق ظهرحشيّة



وأبيت فوق سراة أدهمملجمِ



وحشيتي سرج على عبلالشوى



نهد مراكله نبيلالمحزمِ



هل تبلغنّي دارهاشدنيّة



لعنت بمحروم الشرابِمصوّمِ




ثمّ يتجّه بالحديث إلى الحبيبةيسرد أخلاقه وسجاياه قائلاً:



إن ترخي قناع وجهك دوني فإنّيخبير ماهر بمعاملة الفرسان اللابسين الدروع، وأنا كريم الخلق لين الجانب إلاّ إذاظُلمت فعند ذلك يكون ردّي عنيفاً مرّاً:



إن تغدفي دوني القناعفإنّني



طبّ بأخذ الفارسالمستلئم



أثني عليّ بما علمتفإنّني



سهل مخالقتي إذا لماُظلمِ



فإذا ظُلمت فإنّظلمي باسل



مرّ مذاقته كطعمالعلقمِ




ثمّ يستمرّ البطل في وصف بطولتهلحبيبته، فيحثّها أن تسأل عنه فرسان الوغى الّذين شهدوه في معترك الوغى وساحاتالقتال ليخبروها بأنّ لعنترة من الشجاعة ما تجعله لا يهاب الموت بل يقحم فرسه فيلبّة المعركة، ويقاتل، وبعد الحرب ـ وكعادة الجيش المنتصر ـ فإنّ أفراده ينشغلونبجمع الغنائم، امّا هو فيده عفيفة عن أخذ الغنائم، فقتاله لا للغنيمة وإنّمالهدفأبعد وهو أن يكسب لقومه شرف الانتصار.



ويستمرّ في مدح نفسه فيذكر فيشعره معان نبيلة، وهي معان ارتفعت عنده إلى أروع صورة للنبل الخلقي حتّى لنراه يرقّلأقرانه الّذين يسفك دماءهم، يقول وقد أخذه التأثّر والانفعال الشديد لبطشهبأحدهم:



فشككتبالرمح الطويل ثيابَهُ ليس الكريم على القنابمحرّمِ



المصري غير متصل   الرد مع إقتباس