الموضوع: * المعلقات *
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-02-2010, 02:24 PM   #13
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

معلّقة زهير بن أبي سلمى



البحر : الطويل . عدد الأبيات : 59 موزّعة فيما يلي : 6 في الأطلال . 9 في الأظعان . 10 في مدح الساعين بالسلام . 21 في الحديث إلى المتحاربين . 13 في الحكم .



يبدأ الشاعر معلّقته بالحديث عمّاصارت إليه ديار الحبيبة ، فقد هجرها عشرين عاماً ، فأصبحت دمناً بالية ، وآثارهاخافتة ، ومعالمها متغيّرة ، فلمّا تأكّد منها هتف محيّياً ودعا لهابالنعيم :



أمناُمّ أوفى دِمنةٌ لم تَكَلَّمِ بحَوْمانَةِ الدّرّاجِفالمتثَلَّمِ



وقفتُبها من بعدِ عشرينَ حجّةً فَلاَْياً عرفتُ الدار بعدتوهُّمِ



فلمّاعرفتُ الدار قلت لربعها ألا أنعم صباحاً أيّها الربعوأسلمِ



ثمّ عاد بالذاكرة إلى الوراءيسترجع ساعة الفراق ، ويصف النساء اللاتي ارتحلن عنها ، فيتبعهنّ ببصره كئيباًحزيناً ، ويصف الطريق الّتي سلكنها ، والهوادج التي كنّفيهاو . . . :



بكرن بكوراً واستحرنَبسحره



فهنّ ووادي الرسّ كاليدِللفمِ



جعلن القنان عنيمين وحزنه



وكم بالقنان من محلّومحرمِ



فلمّا وردنَ الماءزرقاً جمامه



وضعْنَ عِصِيَّ الحاضرِالمتخيَّمِ



وفيهنّ ملهى للّطيفومنظر



أنيق لعين الناظرالمتوسّمِ




وكأنّه حينما وصل إلى هذا المنظرالجميل الفتّان سبح به خاطره إلى جمال الخلق وروعة السلوك ، وحبّ الخير والتضحية فيسبيل الأمن والاستقرار ، فشرع يتحدّث عن الساعين في الخير ، المحبّين للسلام،الداعين إلى الإخاء والصفاء ، فأشاد بشخصين عظيمين هما هرم والحارث ، وذلك لموقفهماالنبيل في إطفاء نار الحرب بين عبس وذبيان ، وتحمّلهما ديات القتلى من مالهما وقدبلغت ثلاثة آلاف بعير ، قال :



سعى ساعياً غيظ من مرّةبعدما



تبزّل ما بين العشيرةبالدمِ



فأقسمت بالبيتالّذي طاف حوله



رجال بنوه من قريشوجرهمِ



يميناً لنعمالسّيّدان وُجدتما



على كلّ حال من سحيلومبرمِ



تداركتما عبساًوذبيان بعدما



تفانوا ودقّوا بينهم عطرمنشمِ



وقد قلتما : إنندرك السلم واسعاً



بمال ومعروف من القولنسلمِ



فأصبحتما منها علىخير موطن



بعيدين فيها من عقوقومأثمِ
المصري غير متصل   الرد مع إقتباس