عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-08-2023, 07:55 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,007
إفتراضي

، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} .. تطمئن القلوب ، فلا تشعر بغم .. ولا تحس بهم .. وتشعر أن مصائب الدنيا مهما بلغت عظمتها ، فإنها هينة أمام ذكر الله .. وسهلة تحت قدرة الله .. ما دمت مع الله تعبده ، وترضى بقضائه وقدره ، وتعلم أنه سبحانه لن يضيع صبرك ، ولن ينسى إيمانك ."
وتحدث عن التلذذ بالعبادة فقال :
"عباد الله .. أين الذين يستلذون بعبادة الله كما يستلذ غيرهم بالطعام والشراب .. أين من يستلذ بمناجاة ربه ، وبالصدقة في وجوه الخير ، وبالإحسان إلى الناس ، والتخلق بأحسن الأخلاق ، وبكل أنواع العبادة وأشكالها المشروعة .. يستلذ ويحس بطعم الحلاوة الإيمانية يسري في جوانحه ، ولو أجهد بدنه ، وترك الدنيا من خلفه ، وزهد في مناصبها ومتعها ، في سبيل أن يتذوق طعم العبادة لربه "
والحق أن تلذذ المسلم بالطعام والشراب وغيرهما هو من ضمن التلذذ بعبادة الله فالتلذذ ناتج من طاعة الله كما هو ناتج عند الكفار من العصيان
وتحدث عن صباحة وجوه القائمين بالليل فقال :
"قيل للحسن البصري : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ قال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره .
وقال سفيان : ترى صاحب قيام الليل منكسر الطرف ، فرح القلب .
وكان الحسن بن صالح يقوم الليل هو وجاريته ، فباعها لقوم ، فلما صلت العشاء افتتحت الصلاة ، فما زالت تصلي إلى الفجر ، وكانت تقول لأهل الدار كل ساعة تمضي من الليل: يا أهل الدار قوموا ، يا أهل الدار قوموا ، يا أهل الدار صلوا ، فقالوا لها : نحن لا نقوم إلى الفجر ، فجاءت إلى الحسن بن صالح الذي باعها وقالت له : بعتني لقوم ينامون الليل كله، وأخاف أن أكسل من شهود نومهم ، فردها الحسن رحمة بها ، ووفاء بحقها )) .
وكان لبعض السلف عشرة مع العبادة ، حتى إنه ليذرف الدموع على فراقها إذا نزل به الموت .
لما نزل الموت بالعابدة أم الصهباء بكت ، فقيل لها: مم تبكين؟ فقالت: بكيت حينما تذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر .

بل كانوا يتهمون أنفسهم بالذنوب إذا ما أصابهم الكسل عن العبادة ، قال الثوري : حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته .
وجاء رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد ، إني أبيت معافى ، وأحب قيام الليل ،وأعد طهوري ،فما بالي لا أقوم ؟ فقال: ذنوبك قيدتك .
أي إخواني : متى نشعر بالسعادة حينما نلقي بجباهنا على الأرض لله تعالى ، متى نعود أنفسنا أن نشتاق للقاء ربنا في صلاتنا وذكرنا ، متى تحلق قلوبنا في السماء طربا وفرحا حينما نبذل الصدقة السخية لا نبالي الفقر أو المسكنة ، ومتى نعود على صدورنا بالراحة حينما نخفض جناح الذل لوالدينا وأهلينا ؟"

والحكايات السابقة لا اصل لها فى الوحى وهو مخالفة للقرآن فقيام الليل لا يسبب صباحة الوجوه وإنما يسبب كأى عبادة الطمأنينة القلبية
وتحدث عن أن عبادة اللههى الطريق للفلاح والنصر والشفاء فقال :
"إنها العبادة عباد الله ، طريقنا إلى الفلاح والنصر والشفاء ، فهنيئا لنا سلوكها ، وتوخي طريقها ، لأنفسنا و أزواجنا وأولادنا ، فإن الله يقول : { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين } ."

وتحدث الرجل عن شمولية العبادة لكل شىء فى حياتنا كالكل والشرب واللبس والنوم فقال :
"عباد الله .. إن من رحمة الله تعالى علينا أن جعل لنا من أمرنا كله عبادة نتقرب بها إليه ، ألسنا نأكل .. ألسنا نشرب .. ألسنا ننام .. ألسنا نسعى لطلب الرزق والمعيشة ، ألسنا نقوم على النفقة على الأهل والذرية .. كل هذه الأمور إذا سرنا فيها على منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - تحولت إلى عبادة نؤجر عليها ، بشرط الإخلاص لله تعالى .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فم امرأتك) رواه البخاري .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا ) رواه مسلم ."
فكل شىء يثاب عليه المسلم طالما أطاع الله فيه مهما ظن الآخرون أن ليس عليه ثواب
وتحدث عن الثواب المعد للعابد فقال :
"وإن مما يعينك أخي الكريم على العبادة أن تعلم ما أعده الله تعالى من جزاء عليها ، فهذا يعينك على رفع الهمة في المواصلة عليها ، فمن منا يتخيل كم أعده الله تعالى للمسلم من أجر في زيارة المريض على سبيل المثال ، اسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة ) رواه الترمذي وحسنه الألباني "
والحديث لأن الثواب فيه صلاة سبعون ألف ملك على زائر المريض بينما الثواب هو عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

وأما صلاة الملائكة فهى للذين آمنوا جميعا وليس لزائر المريض منهم كما قال تعالى :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم"
وتحدث عن الوسطية فى العبادة فقال :

"هذا ، ولنحرص على التوسط في العبادة ، دون إفراط ولا تفريط ، كما هي سنته - صلى الله عليه وسلم - ، فعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال من هذه ؟ قالت فلانة تذكر من صلاتها [ أي من كثرة صلاتها ] ، قال : مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه ) رواه البخاري .
ولنتذكر أخير أن علينا أن نعرف أننا ما خلقنا إلا لعبادة ربنا في كل أحوالنا ، فلنعبده ولنصطبر على عبادته ، فإن الله قال: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) "

والوسطية هى العبادة التى لا تضر أى طرف إلا الضرر الذى بينه الله فى بعض الأحكام كالقتال والطلاق
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس