عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-12-2007, 06:27 PM   #2
عمار المقدسي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 51
Exclamation (الإسلام والسياسة ..... وسياسة الاسلام)

وهناك نقطة جوهرية يجب أن نعرفها وهي أن فكرة الناس عن السياسة تقوم على (الدهاء والكذب والخداع والتضليل والغش وكثير من الأساليب القذرة التي تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة), فهذه الأمور تتناقض مع الإسلام,فهذه النوعية من السياسة التي تحكم عالم اليوم ومن ضمنه العالم الاسلامي والتي تمارسها الدول العُظمى والدول التابعة لها أشقت الإنسانية,فهي ليست من الاسلام في شيء,فهذه السياسةنابعة من أفكار(ميكافلي)نبي معظم قادة وزعماء الدول في عالم اليوم,ف(ميكافلي)هذا هو سياسي إيطالي ظهر في القرن السادس عشر وأصدر كتاباً في عام (1513 ) إسمه (الأمير) ضمنهُ أفكاره السياسية التي تقوم على الإنتهازية, والوصولية,والخداع,والتضليل,والكذب,وإستخدام جميع الأساليب والوسائل مهما كانت قذرة ومُنحطة في سبيل تحقيق الأهداف السياسية والتي تتلخص بعبارة(أن الغاية تبرر الوسيلة)وأن السياسي يجب أن يُعلن شيئاً ويفعل شيئاً أخر.
وكذلك فإن سياسة التأمرمع أعداء الأمة على الأمة والتحالف معهم والخضوع والركوع والركون إليهم ومُوالاتهم والمُسارعة فيهم كما هو حاصل اليوم من قبل حُكام المسلمين, فمن الطبيعي ان لايوجد في الاسلام سياسة مثل هذه السياسة التي يحاربها الإسلام ويرفضها.


أما السياسة في الإسلام فلها(أطر وضوابط وحدود تقوم على منظومة من المفاهيم والقيم والقواعد النابعة من القرأن الكريم والسُنة النبوية الشريفة التي ترتقي بكرامة المسلم وإنسانية الإنسان,وتهدف إلى خير البشرية وعزة المسلمين ومجدهم,وهي التي تجعل الحاكم المُسلم يُوفر لرعاياه ضروريات الحياة من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والتعليم والرعاية الصحية والامن والأمان,وهي تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكروالصدق,والعدل,والرحمة,وعدم الظلم,والأمانة والإخلاص,والوفاء بالعُهود وعلى أساس الحلال والحرام,وعلى الطهر والإحتكام لكتاب الله وسُنته,فكُل أسلوب أو وسيلة سياسية تخالف القرأن والسُنة ممنوعة ولا يجوزإستخدامها لأنالغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة ولا تقبل المُهادنة مع الكُفرولا المُداهنة ولاالنفاق, فالغاية والهدف في سياسة الاسلام هو مرضاة رب العالمين دون النظر للربح والخسارة المادية )
( وقل الحقُ من رّبّكُم فمن شاء فليُؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سُرادقها) }الكهف:29 {.
( قل أمر ربي بالقسط) } الاعراف:29 {.

(اتبعُواماأنزل إليكُم من رّبّكُم ولا تتبعُوا من دونه أولياء قليلاً مّا تذكّرُون ) }الاعراف: 3 {.
(ألمص * كتاب أنزل إليك فلا يكُن في صدرك حرجُ منه لتنذر به وذكرى للمُؤمنين ) }الاعراف: 1+2 {.
( وما أغني عنكُم من الله من شيء إن الحُكمُ إلا لله عليه توكلتُ وعليه فليتوكّل المُتوكّلون) }يوسف: 67 {.
(أتخشونهم فاللهُ أحقُ أن تخشوهُ إن كُنتم مُؤمنين) }التوبة: 13 {.
هذه بعض القواعد القرأنية التي يجب أن تكون عليها السياسة في الإسلام,فلا يجوز أن تكون هناك أساليب مُلتوية وقذرة في التعامل مع الأمة وفي رعاية شؤونها,وإنما يجب أن نقول الحق لا نخشى في الله لومة لائم وذلك في كُل أمورنا.
فالخداع والتضليل والكذب لا يكون إلا في التعامل مع العدو,
ف(الحرب خدعة والمؤمن كيس فطن) كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
لذلك عندما كانت سياستنا هذه هي السائدة كُنا أمة عزيزة كريمة مهابة الجانب تحسب لنا الدنيا الف حساب, وسُدنا بها البشرية وقدناها قروناً طويلة من الزمن وإرتقينا بها

ذرى المجد وقمة القرون وقبضنا على زمام التاريخ,وليس بالدهاء والخبث واللف والدوران وقول شيء وفعل شيء أخر,لأن الهدف هو مرضاة الله والفوزبجنتة وليس كسب رضا الناس بسخط الله .
وعندما تم إبعاد(سياسة الإسلام )عن واقع المسلمين وأمور حياتهم قصرا ضيعوا(فلسطين)ونزعت مهابتهم من قلوب عدوهم,أخذت تتلاطمهم الأم,وغُيب عقلهم,وطاش سهمهم وسهُل خداعهم, فأصبحوا أضحوكة الأمم ومهزلة التاريخ و غثاء كغثاء السيل لا قيمة ولا وزن ولا إعتبارلهم لاعند الله ولا عند عدوهم,وصاروا كالأنعام بل أضل سبيلا,وهذا ما جعل الأمة تنقاد بسهولة خلال المائة العام الماضية من قبل قادة وزعماء هم من صناعة أعداء الأمة أوردوها الهلاك,وألقوا بها في مهاوي الردى,وقادوها إلى المذبح وهي تغني وترقص على انغام هذه القيادات والزعامات التي اعلنت الحرب على الإسلام بدلا من الحرب على اعداء الاسلام كما حصل في هزيمة الخزي والعار في عام 1967,وهذه الأنظمة طاردت واعتقلت وعذبت كل من كان يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله),أوأن في(الإسلام سياسة),أوحاول ان يكشف للأمة حقيقة هذه الزعامات وهذه القيادات التي حُملت على رقاب الأمّة تحميلاً فأذاقتها وبال أمرها وألحقتها دار البوار,فهم يريدون أن تبقى الأمة تعيش في مستنقع الذل والهوان والإنحطاط ,فهم يعرفون ان أمة الاسلام لا تنهض إلا بالاسلام, لذلك فإنهم يُحاربون الاسلام دون هوادة,


وأكبر مظلة يُحارب تحتها الاسلام هي مظلة التطرف والإرهاب والاصولية والعمل على تحريف كتاب الله بإيجاد دين جديد إسمه (الدين الوسطي) بتحريف الأية الكريمة
( وكذلك جعلناكم امّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكُون الرسولُ عليكُم شهيداً ) }البقرة: 143 {
فجعلوا معنى (الوسطية) هي الإعتدال بدلا من العدل,وهناك فرق كبير بين العدل والإعتدال,وكان هذا التحريف مدخلا شيطانيا للعمل على نسخ الاسلام الذي انزله الله على خاتم النبين محمد صلى الله عليه وسلم سموه ب(الاسلام الوسطي) لايوجد فيه لا جهاد في سبيل الله ولا سياسة انهم يريدون ان تبقى الأمة جثة هامدة .
ولكن ألا يعلم هؤلاء الوسطيون المحرفون لكتاب الله ليشتروا به ثمنا قليلا بأن الله تكفل بحفظ دينه .
( ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )}الحجر:9 {.


واخيرا فإننا نبشر المسلمين بأن المسلمين على وشك الإنعتاق و دولة الاسلام قادمة لا محالة بامر الله, فبشائر النصر بدأت تلوح بالآفق,حيث بدأ الغول الأمريكي المكبل لأمتنا والمُسيطر على سياسة العالم الاسلامي ويُوجهها كيفما يشاء خدمة لمصالحه يترنح تحت ضربات عباد الله(أسود التوحيد المجاهدين في سبيل الله الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى والذين بعثهم الله عليه في افغانستان والعراق)وهؤلاء والله اعلم هم الذين سيدخلون المسجد الأصى كما دخلناه اول مرة وهم الذين سيستعيدون فلسطين من اليهود من النهر الى البحر والله أعلم, فعما قريب سنعود لنسوس البشرية بسياسة الاسلام من جديد ولننقذها من الشقاء الذي تعيشه على ايدي اتباع (ميكافلي) فهذا وعد الله لنا.
( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهُم لايُعجزون )}الأنفال:59 {.

هوالذي أرسل رسُولهُ بالهُدى ودين الحقّ ليُظهرهُ على الدّين كُله وكفى بالله شهيداً )} الفتح:28{ .
( والله متم نوره ولو كره الكافرون )
الكاتب الاسلامي
محمد اسعد بيوض التميمي
bauodtamimi@yahoo.com
bauodtamimi@hotmail.com
للاطلاع على مقالات الكاتب
www.grenc.om/a/mtamimi
الموقع الرسمي للإمام المُجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.com
عمار المقدسي غير متصل   الرد مع إقتباس