عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-12-2008, 02:56 AM   #28
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

ملحق: "دراسة تطبيقية"
أولاً أود أن أؤكد أن قصيدة "يقولون تحيا" وقع اختيارها عرضًا واتفاقًا، وذلك لغرض فحص النتائج التي توصلنا إليها، وليس من الضرورة أن تحوي القصيدة كل الظواهر التي أشرنا إليها، بل يكفي بروز بعض هذه الظواهر حتى يضفي هوية خاصة على شعر الشاعر.



" يقولون تحيا" (ص644)

لأحببت لو أن في القلب بقيا

- وقد لفه الليل- للمشرق،

يقولون "ما زلت تحيا".... أيحيا

كسيح إذا قام أعيا

5 به الداء فانهار، لم تخفق

علي الدرب منه الخطا؟ يا أساه

ويا بؤس عينيه مما يراه



* * * * * *

يقولون : "تحيا" فيبكي الفؤاد

فلو لم يكن خافقًا لاستراح،

10 كطير رميّ يجر الجناح

وقد مد، عبر الربى والوهاد،

بعينيه: في دوحة خلف تلك الظلال

سجا عشه، فيه زغب جياع

15 إذا حجب الغيم ضوء الهلال

يقولون: "هذا جناح أبينا وقد عاد بعد الصراع

بزهرة،

بقطرة

من الطل "... حتى يطل الصباح

20 كطير رميّ يجر الجناح،

أقضّي نهاري بغير الأحاديث، غير المنى

وإن عسعس الليل نادى صدى في الرياح:

"أبي... يا أبي" طاف بي وانثنى

"أبي... يا أبي"

25 ويجهش في قاع قلبي نواح

"أبي... يا أبي"

"أبي... يا أبي" في صفير القطار

"أبي... يا أبي" في صياح الصغار

(خفاف الخطا يعبرون الدروب

30 بلا غاية يقطفون الثمار

ولا يطعمون ابنة جائعة

ولي منزل في سهول الجنوب

إذا كنت أسعى، من السابعة

إلى أوبة الطير عند الغروب

35 فكي أطعم الجائعين

وراء نوافذه شاخصين

إلى الدرب: "أين الأب المطعم؟")

"أبي... يا أبي" والدجى مظلم

40 وجيكور خلف الدجى والدروب وخلف البحار.



إذا درسنا الظواهر اللغوية في هذه القصيدة على طريقة بحثنا فإننا نجد:

1- الأصداء القرآنية في قوله: "وإن عسعس الليل"- سطر 21، وهو مأخوذ من قوله تعالى "والليل إذا عسعس" (667)، وهو تطابق في المضمون القرآني، بالإضافة إلى أن قوله:

"يقطفون الثمار"- سطر 29، يوحي لنا بوصف الجنة في القرآن، وقد أورده في سياق الألم (668).

2- أصداء الشعر القديم: ونجد ذلك في قوله: "وقد لفه الليل"- سطر 2، وهذا التركيب مأخوذ من خطبة الحجاج: "قد لفّها الليل بعصلبيّ" (669).

كما نجد في قول السياب: "كطير رميّ يجر الجناح" – سطر 10، إشارة لصورة الطير المقتول عند المتنبي في القصيدة التي مطلعها:

"وطائرةٍ تتبعُّـها المنايا

على آثارها زجِلُ الجناحِ" (670).

بالإضافة إلى إن استعمال "زغب جياع"- سطر 13- لأبناء الشاعر يوحي باستعمال الحطيئة "زغب" لأبنائه في معرض استعطافه لعمر (671).

3- تبرز في القصيدة الجمل الإنشائية:

* الاستفهام (672):

"أيحيا كسيح إذا قام أعيا"؟ -سطر 3.

"أين الأب والمطعم؟" -سطر 36.

* النداء (673): "أبي يا أبي"- وردت ست مرات في ثنايا القصيدة.

* التفجع (674): "يا أساه ويا بؤس عينيه مما يراه" -سطر6.

* التمني (675): "لو أن في القلب بقـيا" -سطر 1.

وهي جميعًا ترينا مدى ضيق الشاعر وتكبده الألم.

4- وفي القصيدة تشبيهات (676) من وحي ألمه كقوله: "كطير رميّ" -سطر 10، 19.

5- ونجد الجمل المعترضة ومنها: "وقد لفه الليل" -سطر 2، بالإضافة إلى أننا نستطيع أن نضع إشارات الجملة الاعتراضية في أكثر من مكان ، وخاصة في نهاية القصيدة (677).

6- وجمل القول (678)في القصيدة هي:

"يقولون... ما زلت تحيا" -سطر 3.

"يقولون - تحيا" سطر 7.

"يقولون... هذا جناح أبينا" -سطر 15 وغيرهما.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس