عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-10-2013, 08:27 PM   #1
صفاء العشري
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2010
المشاركات: 742
إفتراضي شانغريلا الجنة المفقودة

الإنسان منذ القدم واجه غضب الطبيعة والحروب والأمراض والمجاعات وظلم الأقوياء وواجه بالطبع الموت... وكان دوما يحلم بعالم سعيد لا يعرف هذه الويلات، لذلك زخرت الحضارات المتتالية والمختلفة بقصص عن الجنة المفقودة أو عن المدينة الفاضلة؛ الأمكنة التي حلم بها الجنس البشري بالسعادة الدائمة.
حكاية الجنة الأرضية من بين الأساطير الأكثر ديمومة في العالم. من الملحمة السومرية إلى جنة عدن إلى 'جزر المبارك' في الأدب السلتي إلخ... كانت الجنة المفقودة موضوعا متكررا في العديد من الكتابات الأدبية ومنذ آلاف السنين. لذلك ليس من المستغرب أن ينجذب الناس في العصور الحديثة إلى حلم الجنة المفقودة حيث لا ويلات، حيث يعيش البشر في وئام مع الطبيعة، وحيث يتم حفظ حكمة هذا الكوكب من أجل مستقبل الأجيال القادمة. بل إن الانبهار بهذه الفكرة أوحى ببرامج مغامرات تلفزيونية انتشرت في مختلف دول العالم. وكلمة شانغريلا هي تعبير آخر حديث عن هذا المكان الحلم. قد يكون العديد منًا على معرفة بسلسلة الفنادق الآسيوية الفاخرة المعروفة باسم شانغريللا، ولم يتساءل عن أصل هذه التسمية.
قصة شانغريلا هي قصة حديثة، كتبها الروائي جيمس هيلتون الإنجليزي في روايته الأفق المفقود (1933). هذه الرواية الخيالية ألهمت العديد من المغامرين والمؤرخين والسينمائيين. وفيها نجد وصفأ آسراً لمكان خيالي منعزل عن العالم الخارجي وغارق في سلام نادر مع الطبيعة من حوله. كما أن سكانه خالدون ، حيث أن منطقتهم لا تخضع لحسابات الزمن. سمى الكاتب هذا المكان بـ شانغريللا. إطار القصة هي السنوات المضطربة التي سبقت الحرب العالمية الثانية مما جعل انغماسه في تلمس مكان يعم فيه السلام والأمن أكثر من مفهوم.
الرواية تروي كيف سقطت طائرة كانت تنقذ مجموعة من الغربيين من الحرب والفوضى في آسيا الوسطى في واد بعيد محاط بأعلى الجبال في العالم. وكان هناك دير في ذلك الوادي ، يرأسه كاهن من اللاما يناهز عمره 200 عاما. كان الدير مستودعا لجميع الكنوز الثقافية للكوكب، وكان سكانه يعارضون جميع أعمال العنف والمادية. وقف هذا الدير في ظل جبل أبيض رائع، 'أجمل جبل على سطح الأرض، ذو شكل مخروط من الثلوج، هرم مبهر يلفه الإشعاع، يتمتع بسكينة يصعب أن يبدو حقيقية. الوصف بدا لكثر بأنه ينطبق على مكان ما في جبال الهيمالايا. إذ إن فكرة وجود المملكة المفقودة في المنطقة كانت معروفة في التعاليم البوذية التبتية على مدى قرون. المكان كان اسمه شمبالا يظهر أكثر على شكل تصور باطني روحي بدلا من بقعة جغرافية. في ذلك المكان عاش الناس في سلام ووئام لا يعرفون شيئا عن الحرب والحزن . شمبالا مكان ساحر لا يشبه أي مكان على سطح الأرض.

أصبحت شانغريللا منذ صدور هذه الرواية رمزاً للجنة الأرضية الخالدة والقابعة في عمق وديان الهيمالايا، أصبحت شانغريللا يوتوبيا المتخيلين والحالمين.
صفاء العشري غير متصل   الرد مع إقتباس