عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-08-2008, 01:21 AM   #28
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

سؤال الشعر.. سؤل الحلم

الحلم لا ينتهي, ولكن هناك حالات نمر بها, يكون فيها الشعر مهدداً, إذن كيف نحتفظ بقدرتنا على الحلم, صحيح أن الشعر حلم, وأنا يعجبني تعبير لأحد الشعراء الإيطاليين يقول فيه :

" الشعر حلم يحلم في حضور العقل " فالشعر ملازم طبعاً للهم الإنساني, مدى قياس حرية الشخص يرتبط بمدى قدرته على أن يحلم دون أن يكون هو نفسه رقيباً على أحلامه, نحن نعيش في مناطق متوترة ومتأزمة أصبحنا فيها رقباء على أنفسنا, فكثرة التعامل مع الرقابة والإدمان عليها قد تحول الشخص إلى رقيب على نفسه, لكن في الشعر يبدو أن الإحساس بوجود الرقيب قد يطور جماليات الشعر, وأنا في رأيي إن أي قصيدة يفهمها الرقيب ويمنعها يكون العيب في القصيدة وليس في الرقيب, على القصيدة أن تكون أذكى واكثر جمالية وأكثر حرية ملتبسة على فهم الرقيب المباشر لها, فالشعر الجميل والشعر الحقيقي هو الذي يعتمد على حركة المعنى وليس المحدد, والذي يتناول الأشياء تناول غير مباشر, يستعصي على الرقيب, وربما يحبب الرقيب بالعمل.

الشعر الذي يقول رسالة واضحة ومحددة يكون مفتقراً إلى شروط جمالية أساسية.

سؤال أوسلو.. سؤال مدريد

سؤال الخيارات من اصعب الأسئلة التي قد يوجهها الأخ ياسر عرفات إلى نفسه, صورة الوضع الإقليمي والدولي عشية أوسلو, وصورة محبطة وسوداء, تركت العرب دون خيارات, خيارات حُره, ودون قدرة على صياغة مشروع عربي واحد للسلام, وتحديد استراتيجية عربية للسلام, طبعاً هناك مشاريع عربية للسلام ولمن لم يلتزموا بها ولم يذهبوا للسلام معاً.

صيغة مدريد, كانت سياسياً معقولة, ناتجة عن الظرف الإقليمي الجديد, ولكن إذا كان لعرفات خيار أو آخر في اتفاق أوسلو, فإن من المتحفظين عن القول أن طريق مدريد توصل أوتوماتيكياً إلى أوسلو, ولا شارك بعض الاخوة الفلسطينيين المدافعين عن أوسلو, بأن مدريد هي الأب الشرعي لأوسلو, بالعكس إن أوسلو بعثرت إمكانيات محتمله كانت في صيغة مدريد, أنا اعرف انه كان في موقف صعب, فأنا اعرف إن أزمة منظمة التحرير وأزمة رئيسها الأخ ياسر عرفات كانت أزمة معلنة, لكن هل هذه الأزمة كان ينبغي للقيادة السياسية أن تحلها عن طريق أوسلو؟ قد نقول إن أوسلو قد حلت مشكلة تتعلق بمنظمة ولكنها لم تحل مشكلة الشعب الفلسطيني, وأنا اعتقد أن الأولوية في الاهتمام السياسي, المشروع السياسي, هي الشعب وليس أداة التعبير عن مشكلة الشعب, فلذا قد تكون أوسلو حلاً ما للمأزق التنظيمي والإداري والسياسي للقيادة السياسية ولكنها لم تحل مشكلة الشعب الفلسطيني, اللازمة قائمة حتى الآن حتى بعد اتفاقية أوسلو, وكنت أنا من الذين يعتقدون رغم كل نقدي لنص أوسلو, أن الواقع الفلسطيني في ظروفه الجديدة المليئة بالزخم والحيوية وحركة المجتمع, قد يجري تعديلاً لمصلحة الشعب الفلسطيني, أو أن القراءة الفلسطينية للاتفاق على مستوى التطبيق والأداء والإدارة والعناد في الوضع التفاوضي قد تجري تعديلاً ولكن للأسف الشديد أن الواقع أيضا يطابق إلى حد ما الجوانب السلبية للاتفاق نفسه, علماً أن المجتمع الفلسطيني في مأزق وليس فقط القيادة, فالأفاق تبدو الآن مغلقة والمستقبل شديد الغموض والماضي, بعيداً جداً والحاضر محموم معبأ بمشروع غيتوهات, فالمأزق أكبر مما هو معلن, والمأزق لا يمس الآن القيادة السياسية فقط, بل يمس أيضا طموحات المجتمع وقدرته على إيجاد خيارات نضالية للخروج من هذا المأزق, وفي إدارة الصراع الذي ما زال مستمراً بين الاحتلال وبين المجتمع الواقع تحت الاحتلال, فاخطر ما في الموضوع أن بعد هذه سنوات من التجريب أن السلام ما زال بعيداً, وربما ما زال ابعد, واخطر شيء يتعرض له السلام الآن ليس فقط أن العملية مهددة, أنا برأيي أن العملية, غير مهددة, العملية ستواصل التحرك الخالي من المحتوى, إلى أمد بعيد, وتجري مفاوضات واجتماعات ولقاءات, ولكن كل هذه اللقاءات ستكون خالية من المضمون, اخطر ما يتعرض له السلام هو أن فكرة السلام نفسها كمصلحة وطنية وكقيمة أيضا هي المهددة بالاغتيال.

سؤال الشعب.. سؤال المنظمة

فيما يتعلق بان الشعب الفلسطيني والمنظمة شيء واحد, هذا تشخيص غير دقيق, منظمة التحرير هي أحد الانجازات الكبرى للشعب الفلسطيني, يعني هي ليست أكثر من الممثل والمعبر عن مشروع الشعب الفلسطيني في العودة وفي الاستقلال, وكانت في مرحلة ما هي عنوان البحث عن حل للقضية الفلسطينية, والبحث عن مخرج, لأنه لا يمكن لمجتمع أن يصل إلى حل دون أن يكون له معبأ سياسياً وممثلاً سياسياً ولكن هذه الأداة السياسية ليست جامدة وليست نهائية, بل يمكن أن تتكيف وتتغير وتجري عليها تعديلات, فأنا لا اطعن بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية, ولكن لا أقبل القول أن الشعب والمنظمة هما شيء واحد. لان المنظمة هي إنتاج هذا الشعب في ظروف سياسية معينة, والشعب هو الذي يحدد وله حق الرقابة على مصداقية أداته السياسية وعلى الحكم عليها, وبالتالي فان الأساس هو الشعب والمنظمة هي الأداة, في هذا الموضوع ماذا حصل, حصل أن المنظمة قد تكون حلت مشكلة التمثيل السياسي للفلسطينيين, ولكنها لم تحل مشكلة المجتمع الفلسطيني.

هذا هو الرد على الشق الأول, أما الشق الثاني, كما قلت أن من السابق لأوانه, ومن الصعب الحكم عن مدى امتلاك ياسر عرفات لحرية الخيارات, هذا الموضوع سيبحثه المؤرخون, ولكن قبل أن يبحثه المؤرخون, الواقع الظاهر يقدم إجابات على هذا السؤال, فالواقع الراهن لم يتقدم.

سؤال السلام.. سؤال الوجود

الشعب الفلسطيني موجود على أرضه, ولو لم يكن الشعب الفلسطيني موجوداً على أرضه, لما اضطرت إسرائيل إلى البحث عن صيغة للسلام مع هذا الشعب, الشعب موجود, وأوسلو لم يأتي بالفلسطينيين من الشتات إلى الوطن, الشعب الفلسطيني موجود, وفي أي نظره لما يحصل ألان, علينا أن لا ننسى أن وجود الشعب الفلسطيني على أرضه هو الذي جعل حتى أوسلو ممكنة, لو لم يكن الشعب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية, ولو كانت الأرض الفلسطينية خالية من الشعب الفلسطيني كما رأت الصهيونية منذ مدة طويلة

لما جرى اتفاق مع أي شبح, أنا لا أستطيع إن اعدد كل المزايا التي يحددها المترافعون عن أوسلو و التي تقول أن أوسلو ثبتت الشعب الفلسطيني, لكنني أقول أن الإسرائيليين يعترفون الآن بحقيقة سياسية وبواقع سياسي للفلسطينيين, ولكن من المفارقات العجيبة أن اتفاقية أوسلو المجحفة والتي تحتاج لتعديل مصلحة الشعب الفلسطيني, لا تنال رضى الإسرائيليين, ويريدون أن يتجاوزوها, لان المجتمع الإسرائيلي كما عبر عن نفسه في الانتخابات الأخيرة باختياره نتنياهو ولمجموعة المتطرفين الذين يعيشون خارج التاريخ, هذا المجتمع أعلن بهذه الانتخابات انه غير ناضج حقيقة للسلام, بل حتى لو كان هنا نضوج للسلام, فأنه متردد تجاه هذه الخيارات, ومع ذلك علينا أن نرى صورة أخرى, وهي أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على نفسه تجاه نفسه هذه المسألة,ولا ننسى إن كل تراث ما يجري الآن, هذا الاتفاق وهذه الصيغة, وهذه التحليلات, وهذه التجزئة للمناطق إلى أقفاص, وكسر والوحدة الجغرافية للأرض, وكسر وحدة الشعب الفلسطيني وتوزيعه إلي أصناف ومجموعات اثنيه غير مشتركة في مشروع واحد, كان من إنتاج ومن كتابة حزب العمل

سؤال التجربة.. سؤال الانتفاضة

الشعب الفلسطيني طيلة تجربته الوطنية الطويلة, برهن انه غير قابل للإفناء بعد الآن, يعني في معركة البقاء الجسدي والسياسي والثقافي, تمكن الشعب الفلسطيني من أن يتجاوز خطر الإبادة, الآن كيف يعبر الشعب الفلسطيني عن رفضه هذه المشكلة سيلان تواجه الشعب الفلسطيني.

المسألة الثانية ما المشروع الفلسطيني الذي يوحد الفلسطينيين الآن, في مرحلة تجريبية, دخلناها دون أدوات ومنطلقة من إدراك أن مصلحة إسرائيل في السلام معنا, تعادل مصلحتنا في السلام ؟

الواقع أن مصلحة إسرائيل ليست في إقامة سلام حقيقي مع الفلسطينيين, إنما مصلحتها هي إرضاء الفلسطينيين بحل ما, من اجل أن تذهب إلى المصلحة الأساسية وهي إقامة علاقات طبيعية مع العالم العربي, فإذن لو أدركنا بانتباه اكثر وبثقة اكبر, مدى حاجة إسرائيل للسلام مع الفلسطينيين فربما حصلنا على شروط افضل, ولكن كل ما نقوله ألان, متأخر الواقع موجود والمأزق موجود, وهناك حتى الآن ما يجمع السلطة مع المجتمع هو أن كليهما خاضع أو ربما نقول تحت الاحتلال, إذن في محاكمة السلطة هناك ضرورة للتمييز بين شيئين, في المشروع الوطني ما زالت السلطة الفلسطينية تحمل مشروع الخلاص من الاحتلال وبناء الاستقلال الفلسطيني, إذن على مستوى القضية الوطنية, المجتمع والسلطة يقفان في خندق واحد ضد الاحتلال, أما في محاكمة السلطة الوطنية على المستوى الأداء الداخلي وعلى المستوى الإدارة, وعلى السؤال الديموقراطي, فهناك تمييز بين المجتمع وبين السلطة.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس