عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-07-2007, 05:30 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي أبو نواس . سيرته وشئ من شعره.

[FRAME="11 70"]أبو نُوّاس 146 - 198 هـ / 763 - 813 م الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.

--------------------------------------------------------------------------------

فَديتُكَ جِسمي كانَ أَحمَلَ لِلشَكوى
سَأَلتُها قُبلَةً فَفِزتُ بِها
الخَمرُ تُفّاحٌ جَرى ذائِباً
لَنا خَمرٌ وَلَيسَ بِخَمرِ نَخلٍ

هذا غُلامٌ حسنٌ وجههُ
وناظرةٍ إليّ من النقاب
حامِلُ الهَوى تَعِبُ
مَرحَباً يا سَمِيَ مَن كَلَّمَ اللَهُ

شَبيهٌ بِالقَضيبِ وَبِالكَثيبِ
إِنَّما هِمَّتي غَزال
وفتيةٍ ساعةً قد اجتمعوا
في الحُبِّ رَوعاتٌ وَتَعذيبُ

شَهِدتُ البِطاقِيَّ في مَجلِسٍ
خل لغيلان نعتهُ صَيدَح
بادِرِ الكَأسَ نَهارا
سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمّاً

ولا أفرقُ غلّابا
سَأَشكُرُ لِلذِكرى صَنيعَتَها عِندي
قَريبُ الدارِ مَطلَبُهُ بَعيدُ
إِنّي أَتَيتُكُمُ مِنَ القَبرِ

يا مَعشَرَ العُشّاقِ ما البُشرى
يا مَن لِعَينٍ سَرِبَه
خَرَجتُ لِلَّهوِ بِالبُستانِ عَنكِ فَما
أَرسَلَ مَن أَهوى رَسولاً لَهُ

أَيا لَيلُ لا اِنقَضَيت
لا تَشرَبِ الراحاَ غَيرَ مَمزوجِ
وَخَمّارٍ حَطَطتُ إِلَيهِ لَيلاً
صاحِبِ الحِبَّ صابِراً لا يَصُدَّننَكَ

كُلُّ ناعٍ فَسَيُنعى
قَد أَغتَدي وَاللَيلُ أَحوى السُدِّ
دُموعي مَزَجَت كاسي
كَسَرَ الحِبُّ نَشاطي

غنينا بالحرامِ عن الحلالِ
الحَمدُ لِلَّهِ هَذا أَعجَبُ العَجَبِ
تَمَنّاهُ طَيفي في الكَرى فَتَعَتَّبا
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ

وَقائِلَةٍ لي كَيفَ كُنتَ تُريدُ
إِنَّ الَّذي تَيَّمَني حُبُّهُ
لا أُعيرُ الدَهرَ سَمعي
مَتى تَرضى مِنَ الدُنيا بِشَيءٍ

طَرِبَ الشَيخُ فَغَنّى وَاِصطَبَح
وَذاتِ خَدٍّ مُوَرَّد
قُل لِمَن سادَ ثُمَّ سادَ أَبوهُ
أَيا مُلينَ الحَديدِ

وعاذلةٍ تعيبُ عليَّ عادي
أُحِبُّ الغُلامَ إِذا كَرَّها
تَكَثَّر ما اِستَطَعتَ مِنَ الخَطايا
أَتاني عَنكِ سَبُّكِ لي فَسُبّي

يا رُبَّ بَيتٍ بِفَضاءٍ سَبسَبِ
دَعِ الرَبعَ ما لِلرَبعِ فيكَ نَصيبُ
قَد أَغتَدي قَبلَ الصَباحِ الأَبلَجِ
دَعِ البَساتينَ مِن وَردٍ وَتُفّاحِ

لي صاحِبٌ أَثقَلُ مِن أُحدِ
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي
أَما كَفى طَرفَكَ أَن يَنظُرا
كَم مِن حَديثِ مُعجَبٍ عِندي لَكا

يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم
أَصبَحَ قَلبي بِهِ نُدوبُ
أَشابَ رَأسي قَبلَ أَترابي
عَفا المُصَلّى وَأَقوَتِ الكُثُبُ

قد غنينا عن الشتاء
جَرَيتُ مَعَ الصِبا طَلقَ الجُموحِ
لاحَ إِشراقُ الصَباحِ
إذا طالَ شهرُ الصوم قصّرت طولهُ

أَزورُ مُحَمَّداً فَإِذا اِلتَقَينا
قالوا اِغتَسِل أَتَتِ الظُهرُ
عَلَيكَ بِاليَأسِ مِنَ الناسِ
لا تبكِ رسماً ولا تدمع على طلَلِ

خليليَ أقعد للصبوح ولا تقل
قَلبي بِخاتَمِ حُبِّكُم مَختومُ
أُحِبُّ الشَمالَ إِذا أَقبَلَت
لا رَعى اللَهُ اِبنَ رَوحٍ

قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في إِهابِهِ
لا تَحفِلَنَّ بِقَولِ الزاجِرِ اللاحي
دَع مَن يُقارِضُ أَقداحاً بِأَقداحِ
قُل للذي إن قُلتَ مَن يا فتى

طربتُ إلى الفسوقِ مع المُدام
وَقانِصٍ مُحتَقَرٍ ذَميمِ
إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل
إِنّي لِصافي الراحِ شَرّابُ

قُل لِلأَمينِ جَزاكَ اللَهُ صالِحَةً
لَستُ أَرى لَذَّةً وَلا فَرَحا
كَأَنَّما وَجهُهُ وَالكَأسُ إِذ قَرُبَت
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ

كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها
إِذا كانَ ريبُ الدَهرِ غالَ إِمامَنا
أَيا مَن لَيسَ لي مِنهُ مُجيرُ
دَعِ الرَسمَ الَّذي دَثَرا

اِربَع عَلى الطَلَلِ الَّذي اِنتَسَفَت
وَدارِ نَدامى عَطَّلوها وَأَدلَجوا
التلبيـة في الحـج
وَجهُ حَمدانَ فَاِحذَروهُ

العَبدُ عَبدُكَ حَقّاً وَاِبنُ عَبدَيكَ
أَقولُ لَها لَمّا أَتَتني تَدُلُّني
أحسنُ ممّا تضمّنَ العطنُ
مَلَكتَ عَلى طَيرِ السَعادَةِ وَاليُمنِ

إِنّا اِهتَجَرنا لِلناسِ إِذ فَطِنوا
يا قَلبُ يا خائِنَ الحَبيبِ
يا رُبَّ خَرقٍ نازِحٍ حَديبِ
قُل لِلمُسَمّى بِاِسمِ الَّذي قامَ يَد

وَفِتيَةٍ كَمَصابيحِ الدُجى غُرَرٍ
ما لي عَلى الحُبِّ مِن ثَباتِ
جَفنُ عَيني قَد كادَ يَسقُطُ
يا إِخوَتي ذا الصَباحُ فَاِصطَبِحوا

أَمّا المِكاسُ فَشَيءٌ لَستُ أَعرِفُهُ
فلا أشربُ داريّاً
رُبَّ غَزالٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ
إِذا أَنتَ زَوَّجتَ الكَريمَةَ كَفوَها

قُل لِمَن يَبكي عَلى رَسمٍ دَرَس
اِشرَب وَسَقِّ الحَبيبَ يا ساقي
يا عَرَبِيّاً مِن صَنعَةِ السوقِ
رَأَيتُ الفَضلَ مُكتَإِباً

اِسقِياني الحَرامَ قَبلَ الحَلالِ
عَلى خُبزِ إِسماعيلَ واقِيَةُ البُخلِ
يا اِبنَ عَلِيٍّ عَلَوتَ إِن كانَ ما
وَقَرا مُعلِناً لِيَصدَعَ قَلبي

يا سالِبَ الأَذهانِ
ما في النَبيذِ مَعَ المُعَربِدِ لَذَّةٌ
رُبَّ لَيلٍ قَطَعتُهُ بِاِنتِحابِ
حَمدانُ ما لَكَ تَغضَب

لِضَوءِ بَرقٍ ظَلَلتَ مُكتَإِباً
شَمِّر شَبابَكَ في قَتلي وَتَعذيبي
يا قَضيباً في كَثيبِ
أَما يَسُرُّكَ أَنَّ الرَرضَ زَهراءُ

يا لاعِباً بِحَياتي
رأيتُ نسا هذا الزمان خبائي
قِف لا تَخَلخَل عَنِ الريحانِ وَالراحِ
قَد أَغتَدي في فَلَقِ الإِصباحِ

أُلهُ بِالبيضِ المِلاحِ
يا فَرحَةً جاءَت مَعَ العيدِ
يا نُواسيُّ تَوَقَّر
طُموحُ العَينِ وَالنَظَرِ

عَجَبتُ لِهارونَ الإِمامَ وَما الَّذي
يا لَيلَةً طابَ لي بِها الأَرَقُ
جِنانٌ حَصَّلَت قَلبي
أَبا مُنذِرٍ ما بالُ أَنسابِ مَذحَجٍ

نُزَوِّجُ الخَمرَ مِنَ الماءِ في
تَفَرَّدَ قَلبي فَما يَشتَبِك
لَو أَنَّ مَن تَهواهُ يَهواكا
عاذِلي في المُدامِ لا أُرضيكُما

أَكثِري أَو فَأَقِلّي
يا اِبنَ الزُبَيرِ أَلَم تَسمَع لِذا العَجَبِ
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ
الجِسمُ مِنّي سَقيمٌ شَفَّهُ النَصَبُ

إِنّي لِما سُمتَ لَرَكّابُ
لَقَد قامَ خَيرُ الناسِ مِن بَعدِ خَيرِهِم
يا ذا الَّذي يَخطِرُ في مِشيَتِه
كَم لَيلَةٍ ذاتِ أَبراجٍ وَأَروِقَةٍ

تُعاتِبُني عَلى شُربِ اِصطِباحِ
وَلّى الصِيامُ وَجاءَ الفِطرُ بِالفَرَحِ
يا صاحِبَيَّ عَصَيتُ مُصطَبِحا
يا قَريبَ الدارِ مِن داري وَقَد

نَهارُكَ مِن حُسنٍ وَلَيلُكَ واحِدُ
تَتيهُ الشَمسُ وَالقَمَرُ المُنيرُ
أَمُحيِيَةَ القَلبِ ضِدُّ اِسمِها
الجارُ أَبلانِيَ لا الجارَه

إِنّي صَرَفتُ الهَوى إِلى قَمَرٍ
كَفاكَ ما مَرَّ عَلى راسي
إِنَّ اِسمَ حُسنٍ لِوَجهِها صِفَةٌ
تَمَثَّلُ لي جَهَنَّمُ حينَ يَبدو

خُبزُ إِسماعيلَ كَالوَشيِ
لا تُعَرِّج بِدارِسِ الأَطلالِ
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا
كانَ حُلماً ما كُنتُ آمَلُ فيكُم

يا مَن لَهُ في عَينِهِ عَقرَبُ
إِن دامَ إِفلاسي عَلى ما أَرى
فاضَت دُموعُكَ ساكِبَه
أحسنُ من ظبيةٍ لها رشأ

قَد أَغتَدي بِزُرَّقٍ صَبيحٍ
وَقَهوَةٍ مُرَّةٍ باكَرتُ صُبحَتَها
إِذهَب نَجَوتَ مِنَ الهِجاءِ وَلَذعِهِ
رَفَعَ الصَوتَ فَنادى

قولا لِهارونَ إِمامِ الهُدى
رُدّا عَلَيَّ الكَأسَ إِنَّكُما
إِنَّ مَعَ اليَومِ فَاِعلَمَنَّ غَداً
تَوَهَّمَهُ قَلبي فَأَصنَحَ خَدُّهُ

طَفلَةٌ كَالغَزالِ ذاتُ دَلالٍ
حَيِّ رَبعَ الغِنى وَأَطلالَ حُسنِ الحالِ
وَغَزالٍ في الدُجى لَي
خَلِعتُ وَلَيسَ يَملِكُ رَدَّ راسي

قولا لِحَمدانَ وَما شيمَتي
إِذا انتَقَدَ الدينارَ شَبَّهتُ كَفَّهُ
وَمُستَطيلٍ عَلى الصَهباءِ باكِرَها
دَمعَةٌ كَاللُؤلُؤِ الرَطبِ

أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ
كَأَنَّما خَدُّهُ وَالشَعرُ مُلبِسُهُ
نَفَرَ النَومُ وَاِحتَمى
أَرى لِلكَأسِ حَقّاً لا أَراهُ

وابِأَبي مَن إِذا ذُكِرتُ لَهُ
أَيُّها الناسُ اِرحَموني
يا بَني حَمّالَةِ الحَطَبِ
رُبَّما أَغدو مَعي كَلبي

أَيا باكِيَ الأَطلالِ غَيَّرَها البِلى
غُصِصتُ مِنكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ
يا رُبَّ مَجلِسِ فِتيانٍ سَمَوتُ لَهُ
جَسَدي قائِمٌ وَروحي مُواتُ

أسقني باللَهِ يا عمرو
بُزاتُنا الأَقداحُ
يا مادِحَ القَومِ اللِئامِ
وَنَرجِسٍ قَد حُفَّ بِالوَردِ

لا تُعوِجا عَلى رُسومِ دِيارٍ
حَلَفتُ اليَومَ بِالطَنبورِ
اِشرَب عَلى الوَردِ في نَيسانَ مُصطَبِحاً
قولا لِعَبّاسٍ لِكَي يَدري

يا عارِمَ الطَرفِ حَيثُما نَظَرا
أربعةٌ تعجب لحّاظَها
أَتَحسَبُني باكَرتُ بَعدَكَ لَذَّةً
أَيا مَن طَرفُهُ سِحرُ

يا تارِكَ الأَبرارِ فُجّارا
تَداوَ مِنَ الصَغيرَةِ بِالكَبيرِ
داوِ يَحيى مِن خُمارِه
قَد أَغتَدي بِزُرَّقٍ جُرازِ

رَأَيتُ العَيشَ ما كُنتُ
وَفي الديوانِ غُزلانٌ
إِلفانِ كانا لِهَذا الوَصلِ قَد خُلِقا
إِلَهَنا ما أَعدَلَك

لا تَمزُجِ الخَمرَ عَلى حالٍ
وَفي الحَمّامِ يَبدو لَكَ
يا رُبَّ لَيلٍ بِتُّ في نِعمَةٍ
لُبابُ تَكَبَّري فَوقَ الجَواري

يا أيها السائل عن ديننا
يا قَمَراً أَبرَزَهُ مَأتَمٌ
وَمَقرورٍ مَزَجتُ لَهُ شَمولا
مَنَحتُكُمُ يا أَهلَ مِصرَ نَصيحَتي

ما غَضَبي مِن شَتمِ أَحبابي
تَخرُجُ إِمّا سَفَرَت حاسِراً
لَمّا تَبَدّى الصُبحُ مِن حِجابِهِ
إِنَّ لي حُرمَةً فَلَو رُعِيَت لي

مَلَأتِ قَلبي نُدوبا
بِبابِ بُنَيَّةِ الوَضّاحِ ظَبيٌ
لا أَستَزيدُ حَبيبي مِن مُواتاتي
يا بَهجَةَ الدُنيا الَّتي

قَد رَكِبَ الدُلفينَ بَدرُ الدُجى
تَفتيرُ عَينَيكَ دَليلٌ عَلى
يا واضِعاً بَيضَ القَطا
إِنّي لَصَبٌّ وَلا أَقولُ بِمَن

إذا ما وطىءَ الأمردُ
يا طيبَنا بِقُصورِ القُفصِ مُشرِفَةً
أَنتَ يا اِبنَ الرَبيعِ أَلزَمتَني النُسكَ
إِذا شاقَكَ ناقوسٌ

قالوا تَنَسَّكَ بَعدَ الحَجِّ قُلتُ لَهُم
طابَ الزَمانُ وَأَورَقَ الأَشجارُ
يا خَليلَيَّ قَد خَلَعتُ عِذاري
أَلا فَاسقِني خَمراً وَقُل لي هِيَ الخَمرُ

أَعِر شِعرَكَ الأَطلالَ وَالدِمَّنَ القَفرا
أُتيحَ لي يا سَهلُ مُستَظرَفُ
أُطريكَ يا بازِيَنا وَأُطري
ألا قل يلحي على حبِّ شاطر

قولوا لمِن قد تنفّر
قَد كادَ هَذا الفَخُّ أَن يَعقِرا
إِذا أَجرى أَمينُ اللَهِ
اِسقِنيها يا نَديمي بِغَلَس

أَفنانِيَ الدَهرُ نَهسا
على دمنةِ الدار لا تربع
ما مِثلُ هَذا اليَومِ في طيبِهِ
يا قَلبُ وَيحَكَ جِدٌّ مِنكَ ذا الكَلَفُ

يا نَظرَةً ساقَت إِلى ناظِرٍ
إشربِ الراحَ ودعني
قَد حَكى البَدرُ بَهاكا
أَأَشرَسُ إِن يَكُن ما قيلَ حَقّاً

[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس