عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-06-2022, 08:25 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي

زد على هذا أن الحديث اتهام صريح للمسلمين بأنهم مجموعة من اللصوص حتى في المساجد ومن ثم على كل واحد الحفاظ على نعليه
ثم قال:
"ثامنا من أخذت نعله ووجد غيرها
قال ابن قدامة في "الشرح الكبير" " ومن أخذت ثيابه في الحمام ووجد بدلها أو أخذ مداسه وترك له بدله لم يملكه بذلك فإن كانت ثم قرينة تدل على السرقة بأن تكون ثيابه أو مداسه خيرا من المتروك له وكانت مما لا يشتبه على الآخذ بثيابه ومداسه فلا حاجة إلى التعريف لأن التعريف إنما جعل على المال الضائع من ربه ليعلم به ويأخذه وتارك هذا عالم به راض ببذله عوضا عما أخذه ولا يعترف أنه له فلا يحصل من تعريفه فائدة وفيما يصنع به ثلاثة أوجه
أحدها يتصدق به على ما ذكرنا
والثاني أنه يباح له أخذها لأن صاحبها في الظاهر تركها له بادلا إياها عوضا عما أخذه فصار كالمبيح له أخذها بلسانه فصار كمن قهر إنسانا على أخذ ثوبه ودفع إليه درهما
والثالث يرفعها إلى الحاكم ليبيعها ويدفع إليه ثمنها عوضا عن ماله والوجه الثاني أقرب إلى الرفق بالناس لأن فيه نفعا لمن سرقت ثيابه بحصول عوض عنها ونفعا للسارق بالتخفيف عنه من الإثم وحفظا لهذه الثياب المتروكة من الضياع
وقد أباح بعض أهل العلم فيمن له على إنسان حق من دين أو غصب أن يأخذ من ماله بقدر حقه إذا عجز عن استيفائه بغير ذلك فههنا مع رضا من عليه الحق يأخذه أولى وإن كانت ثم قرينة على أن الآخذ للثياب إنما أخذها ظنا منه أنها ثيابه مثل أن تكون المتروكة مثل المأخوذة أو خيرا منها وهي ما تشتبه بها فينبغي أن يعرفها ههنا لأن صاحبها لم يتركها عمدا فهي بمنزلة الضائعة والظاهر أنه إذا علم بها أخذها ورد ما كان أخذه فتصير كاللقطة في المعنى وبعد التعريف إذا لم تعرف ففيها الأوجه الثلاثة المذكورة إلا أننا إذا قلنا يأخذها أو يبيعها الحاكم ويدفع إليه ثمنها فإنما يأخذ بقدر قيمة ثيابه من غير زيادة لأن الزائد فاضل عما يستحقه ولم يرض صاحبها بتركها عوضا عما أخذه فإنه لم يأخذ غيرها اختيارا منه لتركها ولا رضى بالمعاوضة بها وإذا قلنا إنه يدفعها إلى الحاكم ليبيعها ويدفع إليه ثمنها فله أن يشتريها بثمن في ذمته ويسقط عنه من ثمنها ما قابل ثيابه ويتصدق بالباقي""
وهذا الكلام كما سبق القول في مجتمع كافر ناسه مجموعة من السراق وحل ضياع أو سرقة أى نعل في المجتمعات الحالية هو أخذ نعل من النعال الزائدة التى توضع أمام دورات المياه لدخول الدورات بها
وأما في المجتمع المسلم فتقطع أيدى السراق والحل سهل وهو وضع مصورة تصور مكان النعال للقبض على من يسرق أو يحاول السرقة
ثم قال :
"تاسعا يشرع لمن دخل المقابر خلع نعليه
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية هل خلع النعال في المقابر من السنة أم بدعة؟ فأجابت" يشرع لمن دخل المقبرة خلع نعليه لما روى بشير بن الخصاصية قال " بينا أنا أماشي رسول الله (ص)إذا رجل يمشي في القبور وعليه نعلان فقال «يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك» فنظر الرجل فلما عرف رسول الله (ص)خلعهما فرمى بهما "رواه أبو داود وقال أحمد إسناد حديث بشير بن الخصاصية جيد أذهب إليه إلا من علة والعلة التي أشار إليها أحمد كالشوك والرمضاء ونحوهما فلا بأس بالمشي فيهما بين القبور لتوقي الأذى"
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى جواز المشي في المقبرة بالنعال منهم النسائي وابن حزم - رحمهما الله - لحديث أنس أن النبي (ص)قال «إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه صاحبه وإنه ليسمع قرع نعالهم» وقال بعض أهل العلم بأن النعال السبتية خاصة بأهل الفخر
قلت وهذا القول ليس بجيد فأما استدلالهم بأن الميت يسمع قرع نعال المشيعين فهذا دلالة مفهوم بينما أمر النبي (ص)لصاحب السبتيتين بأن ينزعهما دلالة منطوق والمنطوق يقدم على المفهوم أما كون النعال السبتية خاصة لأهل الفخر فهذا القول كذلك ضعيف إذ أن النبي (ص)ثبت عنه لبسها فعن عبد الله بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - " رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها قال ما هي يا ابن جريج؟ وفيه "رأيتك تلبس النعال السبتية فقال أما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله (ص)يلبس النعال السبتية التي فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها""
وتناقض الأحاديث يدل على أن الرسول(ص) لم يقلها والمشى بالنعال بين المقابر مباح لكونها ليست مساجد
وتحدث عن تغيير أماكن النعال فقال :
"عاشرا من أزال نعلا من موضع ووضعه بموضع آخر ضمنه إن فقد
يجب على المرء إن دخل مسجدا ووجد نعلا قد وضعت في مكان ما ثم أزال هذه النعل ووضع نعله مكانها أن يضمن النعل لأنه لا يحق له إزاحتها ولكنه إن فعل فيجب عليه أن لا يضيع حقوق الآخرين وأن يحفظها أو يضعها في مكان آمن "
كل واحد عليه ألا يغير مكان نعلى الأخر قددر الإمكان ولكن ما يسمى بالجزامات وهى أرفف خشبية أو معدنية من الممكن أن تغنى عن تغيير أماكن النعال الموضوعة على الأرض لكثرة المصلين وضيق مكان وضع النعال
وقال :
"الحادي عشر النهي عن المشي في نعل واحدة إذا انقطعت إحداهما
نهى النبي (ص)عن المشي في نعل واحدة إذا انقطعت إحداهما حتى يصلحها وقد أجمع العلماء على أن النهي للكراهة وليس للتحريم فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال «إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها» قال النووي " وسببه أن ذلك تشويه ومثلة ومخالف للوقار ولأن المنتعلة تصير أرفع من الأخرى فيعسر مشيه وربما كان سببا للعثار "
قلت قوله (ص)«لا يمش» فهم منه بعض أهل العلم جواز الوقوف بنعل واحدة إذا عرض للنعل ما يحتاج إلى صلاحها فنقل القاضي عياض عن الإمام مالك أنه قال " يخلع الأخرى ويقف إذا كان في أرض حارة أو نحوها مما يضر فيه المشي حتى يصلحها أو يمشي حافيا إن لم يكن ذلك " قال ابن عبد البر هذا هو الصحيح في الفتوى والأثر وعليه العلماء "
قلت ويكره كذلك المشي في نعلين مختلفين ذكره ابن مفلح في كتابه الآداب الشرعية
فائدة النهي عن المشي في نعل واحدة قد يدخل فيه كل لباس شفع كإخراج اليد الواحدة من الكم دون الأخرى كمن يلبس عباءة أو ما يسمى عند أهل الخليج "البشت" فيخرج يده من الكم دون الأخرى وينبغي على المرء ألا يفعل ذلك تركا للشهرة وعدلا بين الجوارح "
والمشى في رجل واحدة سبب منعه هو أنه قد يصيب الماشى بألم في قدميه نتيجة علو أحدهما وانخفاض الأخرى التى ليس فيها نعل
ثم قال :
"الثاني عشر النهي عن الانتعال قائما إذا كان في لبسها تعب أو مشقة
أخرج أبو داود في سننه من حديث جابر قال «نهى رسول الله (ص)أن ينتعل الرجل قائما»
والحديث لا يصح فالنعل يلبس من أى وضعية مريحة للإنسان فأحيانا عندما يكون النعال أمام سلم يلبسه وهو واقف ثم يضه رجله على درجة أو اثنين ويتم لبسه من وضع الانحناء أو الوقوف على حسب نوعية النعال برباط أم من غير رباط وغير ذلك
ثم قال :
"الثالث عشر عدم جواز وضع المصحف على النعل حتى لو كان نظيفا لم يلبس
يجب على المرء أن يحترم كتاب الله جل وعلا فهذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وإن من احترام القرآن حفظه وتلاوة آياته وتدبره وفهم معانيه وصيانته من الامتهان وعدم الاحترام
وقد نص بعض أهل العلم على أن من امتهان المصحف وعدم احترامه وضعه على نعل نظيف حتى لو لم يلبس وقد نقل الوزاني في نوازله عن الشافعية قولهم بأنه " لا يجوز وضع مصحف على نعل نظيف لم يلبس لأن به نوع استهانة وقلة احترام"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس