عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-10-2018, 05:18 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي تفسير سورة الحشر

سورة الحشر
سميت بهذا الاسم لقوله "لأول الحشر".
"بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما فى السموات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم "المعنى بحكم الرب النافع المفيد أطاع الرب الذى فى السموات والذى فى الأرض عدا الكفار وهو الناصر القاضى،يبين الله للمؤمنين أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو أن ما أى الذى فى السموات وما أى والذى فى الأرض عدا من كفر فحق عليه العذاب مصداق لقوله تعالى بسورة الحج "ألم تر أن الله يسجد لله من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب "فالكل عدا من كفر سبح لله أى أطاع حكم الله أى أسلم أى سجد مصداق لقوله بسورة النحل"ولله يسجد ما فى السموات وما فى الأرض "والله هو العزيز الحكيم والمراد والرب هو الناصر لمطيعيه القاضى بالحق .
"هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار"المعنى هو الذى طرد الذين كذبوا من أصحاب الوحى من مساكنهم لأسبق الجمع،ما اعتقدتم أن يطردوا واعتقدوا أنهم حاميتهم قلاعهم من الرب فأعطاهم الرب من حيث لم يظنوا أى رمى فى نفوسهم الخوف يدمرون مساكنهم بأنفسهم وبقوة المصدقين فاتعظوا يا أهل العقول،يبين الله للمؤمنين أن الله هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم والمراد هو الذى أنزل أى طرد الذين كذبوا حكم الله من أصحاب الوحى السابق من صياصيهم وهى قلاعهم مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم "لأول الحشر والمراد فى أسبق الجمع وهى أول مرة يتم جمعهم لطردهم من البلاد فى عهد النبى(ص)،ما ظننتم أن يخرجوا والمراد ما اعتقدتم أن يطردوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله والمراد واعتقدوا أنهم حاميتهم قلاعهم من أذى الله فكانت النتيجة أن أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا والمراد أن جاءهم أذى الرب من حيث لم يتوقعوا وهو خوف نفوسهم وفسر الله هذا بأنه قذف فى قلوبهم الرعب والمراد أدخل فى نفوسهم الخوف من قوة المؤمنين فقاموا يخربون بيوتهم بأيديهم والمراد يدمرون قلاعهم بأنفسهم لحرمان المؤمنين من التمتع بها وبأيدى وهى قوة المؤمنين وهم المصدقين بحكمه ويطلب الله فيقول فاعتبروا يا أولى الأبصار والمراد فاتعظوا بما حدث لهم يا "أولى الألباب "كما قال بسورة آل عمران .
"ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب "المعنى ولولا أن فرض الرب عليهم الإنتقال لعاقبهم فى الأولى ولهم فى القيامة عقاب النار ذلك بأنهم عادوا الرب ونبيه (ص)ومن يعادى الله فإن الرب عظيم العذاب،يبين الله للمؤمنين أن لولا أن كتب الله عليهم الجلاء والمراد وبسبب أن الله فرض عليهم الإنتقال من المدينة إلى بلاد أخرى لحدث التالى لعذبهم فى الدنيا أى لعاقبهم أى لذلهم فى الأولى ولهم فى الآخرة عذاب النار ولهم فى القيامة "عذاب عظيم "كما قال بسورة النور ذلك وهو العذاب سببه أنهم شاقوا الله ورسوله (ص)والمراد خالفوا حكم الله المنزل على نبيه (ص)ومن يشاق الله والمراد ومن يخالف حكم الله فإن الله شديد العقاب أى عظيم العذاب مصداق لقوله بسورة البقرة "وأن الله شديد العذاب "والخطاب وما قبله وما قبله وما بعده وما بعده للمؤمنين.
"ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين"المعنى ما بترتم من نبات أو دعوتموه على جذوره فبأمر الرب وليذل الكافرين،يبين الله للمؤمنين أن ما قطعوا من لينة والمراد ما دمروا من شجرة أو تركوها قائمة على أصولها والمراد أو دعوها باقية على جذورها فبإذن الله أى فكل منهما بحكم الله وهذا يعنى أن الحرب تبيح للمجاهد حرية التصرف فى النبات بتدميره إن كان سيمكن العدو منه أو تركه إن كان سينفعه فى حربه والله يخزى الفاسقين والمراد والله يذل أى يعاقب الكافرين مصداق لقوله بسورة التوبة "وأن الله مخزى الكافرين ".
"وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن يسلط رسله على من يشاء والله على كل شىء قدير "المعنى وما أعطى الرب لنبيه (ص)منهم فما حاربتم عليه بقوة ولا بأس ولكن ينصر أنبيائه على من يريد والله لكل أمر يريده فاعل،يبين الله للمؤمنين أن ما أفاء الله على رسوله منهم والمراد أن ما وهب الله نبيه (ص)من أملاك الكفار بلا حرب بإنسحابهم وتركهم لتلك الأملاك فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب والمراد فما بذلتم فيه من قوة أى بأس ولكن يسلط رسله على من يشاء والمراد ولكن الله يجعل خوف أذى أنبيائه(ص)فى قلب من يريد من الكفار فيتركون أملاكهم والله على كل شىء قدير والمراد والرب لكل أمر يريده فاعل مصداق لقوله بسورة البروج"فعال لما يريد "من الأمور.
والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون "المعنى للعاجزين المنتقلين الذين طردوا من مساكنهم وأملاكهم يريدون رحمة من الرب أى ثوابا ويطيعون الرب ونبيه (ص)أولئك هم العادلون،يبين الله للمؤمنين أن الأموال فى تلك المرة من الفىء هى للفقراء المهاجرين وهم العاجزين عن العمل المنتقلين للمدينة الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم والمراد الذين جردوا من مساكنهم وأملاكهم وهم يبتغون فضلا أى رضوان من الله والمراد يريدون أى يرجون رحمة أى ثوابا من الله مصداق لقوله بسورة البقرة "يرجون رحمة من الله"وهم ينصرون الله ورسوله (ص)والمراد وهم يطيعون حكم الرب المنزل على نبيه (ص)مصداق لقوله بسورة التوبة "ويطيعون الله ورسوله "أولئك هم الصادقون أى العادلون أى "أولئك المؤمنون حقا "كما قال بسورة الأنفال .
"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "المعنى والذين نزلوا البلد والتصديق من قبلهم يوادون من انتقل إليهم ولا يلقون فى نفوسهم شىء مما أعطوا ويفضلون على أنفسهم ولو كان بهم حاجة ومن يمنع كفر نفسه فأولئك هم الفائزون،يبين الله أن الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم والمراد أن الذين سكنوا المدينة وسبقوا فى التصديق من قبل المهاجرين يحبون من هاجر إليهم والمراد يوادون من انتقل لبلدهم من المهاجرين وهذا يعنى أنهم يكرمونهم ولا يجدون فى أنفسهم حاجة مما أوتوا والمراد ولا يلقون فى أنفسهم كراهية للمهاجرين بسبب ما أعطوا من المال وهو يؤثرون على أنفسهم والمراد وهم يفضلون المهاجرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة أى حتى لو كان بهم حاجة ضرورية للمال،ويبين أن من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والمراد من يمنع كفر نفسه فأولئك هم الفائزون برحمة الله والخطاب وما بعده للنبى(ص).
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس