الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-08-2003, 12:02 AM   #34
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

تشبهين أمي ..


عندما خرج سعود .. كانت دقات قلبي متسارعة .. أنفاسي تتلاحق .. كنت خائفة حقا خائفة .. صدري يعلو ويهبط بسرعه .. إلهي ..لم يدعني ادافع عن نفسي حتى .. يا ربي .. ماذا أفعل ؟؟ يجب أن أتخذ الحذر أثناء استخدامي للإنترنت أجل .. لن أستخدمه واخوتي بالبيت .. أخاف أن يسألوني مع من اتكلم أو لمن أرسل فتكون المصيبة وقتها .. أجل ذلك أفضل ..
خلدت للنوم .. وفي اليوم التالي .. عندما صحوت .. صحوت متأخرة بعض الشيء.. خرجت من غرفتي بعد أن اغتسلت .. ذهبت أبحث عن اخوتي فلم أجدهم .. علمت أن سعود في العمل.. وفهد بالخارج .. قلت في نفسي .. فرصة مناسبة بحق!! سأذهب وادخل للإنترنت ..
أسرعت لغرفتي فأنا لا أود أن تضيع ثانية أكثر فيأتي اخوتي .. دخلت غرفتي أغلقت الباب خلفي وجلست على الكرسي .. شغلت الجهاز ودخلت للشبكة .. وبعد خمس دقائق .. كنت أحد المتصلين بالشبكة .. فتحت (المسنجر) بسرعة.. كانت دقات قلبي تتلاحق مع تلك الفراشة التي تذهب يمنة ويسرى.. فتذهب معها عيناي .. وأخيرا .. أصبحت متصلة .. وبيدين خائفتين .. أخذت أرى من لدي .. وأيهم متصل .. كنت آمل أن أجد عبدالعزيز .. وبعد هذه الإنقطاعة الطويلة .. نظرت بسرعة إلى المتصلون .. لم يكن هو بينهم .. لا أجد الإسم المستعار الخاص به .. إذا هو ليس موجودا الآن .. أطرقت حزنا .. ولكن.. تبدد حزني بعد ثوان قليلة .. فلقد وصلتني رسالة .. لم أعرف صاحبها .. لأن اسمه المستعار كان غريبا علي .. نظرت إلى البريد.. إلهي لا اصدق .. إنه عبدالعزيز؟؟
- دانه ؟؟
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي ولم تجرأ يداي على الكتابة .. كم أنا حمقاء .. بحثت عن اسمه القديم .. فلم يخطر ببالي أن سيستبدله !!
عاد وأرسل :
- دانه .. ما بك ؟؟ هل أنت هنا ؟؟
استجمعت قواي وقلت :
أجل .. معك ..
- هلا وغلا مليون ..
- هلا بك ..
- دانه أين أنت ؟؟ لقد افتقدتك كثيرا .. كثيرا والله .. أين كنت ؟
- وأنا أكثر يا عبدالعزيز .. اشتقت لك كثيرا جدا .. ولكن اعذرني .. أنت تعلم أنه كان لا بد لي من التواجد مع أمي ونورة .. فهم بحاجة لي ..
- أجل عظم الله أجرك يا دانه .. وألهمك الله الصبر والسلوان ..
- جزاك الله خيرا يا عزيزي .. أخبرني كيف حالك ؟؟
- أنا بأفضل حال لأني وجدتك .. أقسم أني لا أكاد أستطيع الكتابة لفرحي أيتها الغالية ..
- آه يا عبدالعزيز .. ليتك تعلم كم أفتقدت .. وكم أحتاج لك في هذه الأيام ..
- أنا بقربك دوما .. بروحي وقلبي معك .. أنسيتي أن الذي بين ضلوعك هو قلبي ؟؟ يحرسك ويرعاك دوما ..
- لا لم أنسى .. أنت دوما على بالي.. لم تغب عن فكري ولا لحظه ..
- ولا أنت يا حبيبتي .. آه لكم اشتقت لأن أٌول هذه الكلمة..حبيبتي .. لا عدمتك أيتها الغالية ..
ظللت أتحدث مع عبدالعزيز قرابة الساعتين .. ذهب الوقت سريعا ولم أحس .. فمعه كنت أنسى كل شيء .. حتى الوقت ..
ولكني اضطررت للخروج .. لأن موعد وصول سعود قد حان .. وأنا لا أريده أن يراني وأنا على الإنترنت.. حتى لا تتأكد شكوكه ..
اعتذرت من عبدالعزيز .. اتفقت معه على الموعد القادم وخرجت ..أغلقت جهاز الكمبيوتر .. وذهبت إلى غرفة الجلوس أتفرج على التلفاز..واتنقل بنظاري بين قناة وأخرى .. حتى جاء سعود .. دخل علي..ألقى التحية..ثم ألقى بجسده الواهن على الكرسي..وبحقيبته على الأرض .. قلت له : مرحبا يا سعود .. كيف حالك ..
أجابني وهو مغمض العينين : بخير يا صغيرتي ..
- كيف حال عملك ؟؟
- جيد ..
- يبدو لي أنك مرهق .. اذهب لترتاح قليلا قبل أن نتاول غدائنا ..
- أجل يا عزيزتي .. أنا تعب جدا .. فلدي قضية مهمة لم أنم بالأمس وأنا أفكر بها ..
أكمل حديثه ونظر إلي بنظرة ألقت الرعب بنفسي.. ولكأنه يقصدني بقضيته تلك .. ولكأني أنا هي القضية .. ولكنه أزال شكوكي بقوله : إنها قضية رجل مسن .. متهم بالسرقة وأنا أحاول تخفيف الحكم عنه .. وإن شاء الله أقدر ..فهو بحق يستحق شهادة التقدير وليس السجن ..
أثارت اهتمامي القضية فطلبت من سعود أن يشرح لي تفاصيلها .. وبعد أن انتهى قلت : يالله .. كم هو مسكين هذا الرجل .. كل ما أصابه لأنه أراد أن يعالج ابنته ؟؟ مسكين هو .. أرجوك يا أخي .. حاول بكل ما تستطيع..ساعده.. قبرقبته أم وأولاد وزوجة .. أرجوك يا عزيزي..
ابتسم سعود ثم قال : أجل يا روز .. سأفعل .. إلهي كم أنت حنونة .. بك حنان أمي رحمها الله .. أتعلمين ؟ أنت تشبهينها كثيرا !!
هتفت بفرح : حقا ؟؟ هل أنا جميلة كأمي ؟
- أجل يا روز .. فلقد أخذت عن أمي فتنتها ومن أبي طول القامة .. فأصبحت رائعة الجمال .. مثالا للفتنة والجمال ..
احمرت وجنتاي خجلا فقلت : سعود كفى .. لست بهذا الجمال ..
- أعلم .. ولكنك كذلك بعيني ..
نهضت من مكاني وضممت أخي قائلة : لا حرمني الله منك يا سعود .. هيا يا أخي .. اذهب وارتاح وسأجهز أنا الغداء ..
- ألن تنتظري فهد ؟
- بلى .. سيعود فهد قريبا ..وبينما أعد المائدة تكون أنت ارتحت وفهد قد عاد .. هيا اذهب الآن ..
ذهب سعود ليرتاح وذهبت أنا أعد المائدة .. لنتناول غدائنا ..

يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس