الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-08-2003, 03:45 AM   #33
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

أخاف عليها ..


رغم أني اشتاق لأمي واخوتي جميعا .. إلا أن شوقي لغرفتي كبير جدا .. بل بالأحرى .. شوقي لعبدالعزيز .. وضعت أغراضي في مكانها .. أعدت ملابسي للخزانة .. وكتبي إلى الرف .. وقررت أن أشغل جهاز الكمبيوتر .. أريد أن أرى عبدالعزيز..فأنا أشتاق له كثيرا كثيرا .. شغلت الجهاز .. وذهبت لأبدل ملابسي.. دق الباب .. قلت: تفضل ..
كان سعود هو الطارق .. حييته بابتسامة .. دعوته للجلوس وانتظرته أن يتكلم.. فلم تكن عادته أن يأتي لي في هذا الوقت .. نظر سعود إلى جهاز الكمبيوتر وقال: روز ..هل ستسخدمسن الانترنت الآن ؟؟
أجبته : أجل يا أخي ..
- لا يا روز .. لا يمكنك الخول إلى الشبكة في هذا الوقت من الليل ..
- ولم يا أخي ؟؟ كل زميلاتي يفعلن !!
- وهل كنت تفعلين ذلك في بيت خالتي ؟؟ هل كنت تدخلين إلى الشبكة في هذا الوقت المتأخر ؟؟
أطرقت ولم أجب .. فعاد وسألني بحدة: هل كنت تفعلين ؟؟
أجبته بالنفي .. فقال لي: حسنا .. مادمت لا تفعلينه هناك .. فلم تفعلينه هنا؟؟
- لا أدري يا سعود .. ليس لسبب محدد ..
- اسمعيني يا روز .. لك النهار بأكمله وحتى الساعه الحادية عشرة ليلا.. ولكن بعدها .. لا يمكنك تشغيل الانترنت ...
حاولت أن اعترض فقلت: ولكن يا أخي ..
قاطعني سعود : لا اريد اعتراضا .. روز .. الفتاة المحترمة لا تقضي هذا الوقت المتأخر في الجلوس على الانترنت .. أتدرين كم الساعة الآن ؟؟ إنها الثانية بعد منتصف الليل .. أتتوقعين أنه وقت مثالي لاستخدام الانترنت ؟؟
- لا ..
- إذا .. لاأريد أن تستخدمي الانترنت خارج الوقت الذي حددته لك !! اتفقنا ؟؟
أجبت باقتضاب : حسنا .. أمرك ..
ربت على كتفي وهم بالخروج ..وعندما وصل إلى الباب التفت إلي وقال ناظرا بعيني: انتبهي على نفسك يا أختي .. لا تدعي أي كان يغرك بمعسول الحديث ..ولا تعتقدي أن أحد منهم مختلف..فكلهم متشابهون يا عزيزتي ولو تلونوا بمختلف الألوان.. ولا تنسي أن شرف الفتاة كالزجاج.. لو كسر .. لا يعود ويتصلح!!اعتني بنفسك جيدا..
انهى حديثه ورحل .. لم يترك لي فرصة للدفاع عن نفسي حتى .. أخذت أفكر بكلامه .. لا .. عبدالعزيز مختلفا .. أجل مختلفا .. حتى وإن اعتقد هو أن جميعم متشابهون .. إن عبدالعزيز .. آه يا الهي .. أيعقل أن يكون كغيره ؟؟ أيعقل أن يتحول الحمل البرئ إلى ذئب مفترس؟؟ لا يمكن لا ..
كان سعود يجلس في غرفة الجلوس بعد أن خرج من غرفتي .. كان شاردا صامتا...غارقا في تفكيره .. ولكأنه خائفا من شيء ما ..
مر فهد بغرفة الجلوس فرأى المصباح مضاء .. دخل فوجد سعود .. دهش لذلك..فمن المستحيل أن يبقى سعود صاحيا حتى هذا الوقت المتأخر .. سأل فهد باستغراب : سعود .. ألم تنم بعد ؟؟
أجابه سعود دون أن ينظر إليه: أجل .. لم أنم .. لا أحس بالنعاس ..
- غريبة .. فلقد صحوت مبكرا جدا .. ولم تنم في الظهر .. ولقد كنت متعبا جدا اليوم .. إذا لم لا تنم ؟؟ هل هنالك ما يشغل بالك ؟؟
سكت سعود كثيرا ثم تنهد بعمق .. أطلق من صدره تنهيده طويله أخرج معها آلالام كثيرة ومواجع .. وبعد ثوان قال : أجل يا أخي .. هناك ما يشغلني ويقض مضجعي !! هناك ما يؤلمني ويعذبني ..
قال فهد متسائلا: وما هو ؟؟ هل لك أن تخبرني ؟
- إنها روز يا أخي .. إنها روز ..
اتسعت عينا فهد فقال ذاهلا: روز ؟؟ وما بها روز ؟؟
- اجل روز .. ألا تعتقد أنها تستخدم الانترنت بشكل كبير ؟؟ وفي كل الأوقات .. دون أن تحاسب أو تراعي لشيء .. وعندما أدخل عليها في حين استخدامها للانترنت أجدها ترتبك وتتوتر .. وكأنها تخفي عني شيء تخاف أن أكتشفه .. أخاف أن أسألها فتفسر ذلك بعدم ثقة .. وأنا والله أثق بها كثيرا ..
- أعلم يا أخي .. فلقد لاحظت ذلك أنا أيضا .. أتذكر قبل اربعة أيام عندما أحضرتها لتأخذ ملابس من البيت ؟؟ استأذنتها لأستحم .. وعندما عدت .. دخلت بهدوء .. لم أكن أعلم أنها تستخدم الانترنت .. ولكني رأيتها ترسل رسالة .. لا أعلم لمن ..ولكنها في الأخير لم تسجلها باسمها .. بل باسم دانه .. وذلك ما زادني ريبة وشك ..وعندما علمت أني في غرفتها ارتبكت وأغلقت كل شيء..سألتها عن سبب ارتباكها فأخبرتني أنها ليست كذلك .. رغم أني لم اقتنع إلا أني لم أشأ أن أسألها لمن كانت رسالتها لنفس السبب الذي ذكرت .. خفت أن تتهمنا بعدم الثقة .. ولكن لا أدري يا أخي .. ما رأيك انت؟؟ ماذا نفعل ؟
- آه يا فهد .. إني حائر .. حائر جدا .. لم يكن في بيتنا فتاة من قبل .. ولا نعرف كيف يجب أن تكون تربيتها .. أشعر أنها تزج نفسها في مسلك خاطئ .. ولكني لا أجد أي دليل على ذلك .. لذا لا استطيع فعل شيء .. أخاف أن أخبرها بشئ فتكون بريئة فتشعر هي بعدم الثقة .. وأخاف أن أغفل عن المسألة برمتها فتكون حقيقة وقد أهملتها .. آه يا أخي حقا لا أعرف ماذا أفعل ..
وضع سعود رأسه بين يديه مفكرا .. اقترب منه فهد وقال: هون عليك يا أخي .. سنجد حلا .. حلا يرضي الطرفين .. يجب أن لا نغفل عن روز فهي اختنا .. أعلم أنها أهل لثقتنا ولكن مهما كان ..فهي فتاة عاطفية جدا .. يجب علينا أن نهتم بها كثيرا .. سنراقبها ولكن عن بعد .. حتى لا تشعر بمراقبتنا .. ولكن يجب أن لا ننسى أننا نثق بها .. ومهما حصل ..فهي اختنا الصغيرة وبحاجة لنا ..
- حسنا يا أخي حسنا .. اعذرني سأخلد للنوم الآن ..أشكرك ..لقد أرحتني كثيرا..
- لا شكر على واجب يا أخي .. تصبح على خير
- وانت من أهله ..
غادر سعود الغرفة بينما بقي فهد هناك..جاثيا على قدميه على الأرض سارحا بفكره .. نهض وقال : سأدع كل شيء للأيام.. وهي كفيلة بكشف كل شيء..
خرج من الغرفة متجها لغرفته وأغلق الباب خلفه ..


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس