عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-08-2011, 12:15 PM   #279
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة د.علي مشاهدة مشاركة
قلت سابقاً في هذا الموضوع ، أنا مع مقاومة الغزاة ، لكن هل لدى طالبان مشروع حضاري؟ فحتى دستور لا تمتلكه هذه الحركة .
يادعلي ... جهلك لأمر ما لا يعني عدم و جوده ... فدستور طالبان موجود و منشور ... و قد قامت طالبان بطباعة ملايين النسخ من دستورها و وزعتها على معظم افراد الشعب الأفغاني ... و تعتبر هذه الخطوة ضربة قاصمة من الضربات الكثيرة التي لا تعد و لا تحصي التي و جهتها حركة طلبة العلم الشرعي للمحتل الأجنبي و اعوانه ... و هذه مقتطفات مما نشرته جريدة الأهرام المصرية عن الموضوع ...
‏الأهرام / مرة أخري تحاول حركة طالبان تأكيد تفوقها في صراعها مع الحكومة الأفغانية والقوات الدولية العاملة هناك‏,‏ فالأحداث الأخيرة تثبت أن تفوق طالبان لا يتوقف فقط عند الجانب العسكري وتكبيد القوات الحكومية والدولية خسائر شبه يومية‏,‏ لكنه يمتد إلي العملية السياسية والعمل علي كسب الشعبية وانتزاع الشرعية‏,‏ وآخر هذه الضربات الطالبانية كانت نشر دستور جديد اعتبرته بديلا عن الدستور الأفغاني الحالي‏,‏ ورفض الحركة دعوة كرزاي الصريحة للدخول في مباحثات سلام قبل انسحاب القوات الأجنبية‏.‏
فبعد الضربات الموجعه التي ألحقتها طالبان في الفترة الأخيرة بالقوات الأفغانية الحكومية والقوات الدولية خصوصا في الأقاليم الجنوبية‏,‏ لدرجة وصلت في بعض الأحيان إلي استيلاء الحركة علي بعض القري والمدن الصغيرة وإعلان سيطرتها عليها‏,‏ حاولت الحركة ترجمة هذه الضربات العسكرية التي تحدث علي الأرض إلي انتصارات سياسية بدأت بمفاوضاتها مع كوريا الجنوبية للإفراج عن الرهائن الكوريين الذين اختطفتهم الحركة‏,‏ وتمكنت الحركة خلال هذه المباحثات من انتزاع وعد كوري جنوبي بسحب قواتها من أفغانستان‏,‏ والتوقف عن إرسال جماعات تبشيرية مسيحية إلي هناك‏
ومما يمكن اعتباره أيضا نجاحا لطالبان أن الرئيس الأفغاني اضطر أخيرا إلي الإعلان عن استعداده للتحدث مع زعيم الحركة محمد عمر ورئيس الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار بهدف إحلال السلام في أفغانستان‏,‏ علي الرغم من أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي كان يصر دائما علي رفض الحوار مع طالبان‏,‏ وكانت تدعم هذا الموقف أو تدفع إليه الولايات المتحدة الأمريكية التي تصر علي رفض أي شكل من المفاوضات مع الحركة باعتبارها منظمة إرهابية‏,‏ وهو ما يعني تغيرا في المعادلة السياسية الأفغانية‏,‏ خصوصا أن تغير موقف الرئيس الأفغاني لم يكن مفاجأة بعد الأخطاء المتكررة التي وقعت فيها القوات الأجنبية وقتلها لأعداد كبيرة من المدنيين الأفغان‏.‏
وتعتبر هذه الدعوةالجديدة أوضح دعوة يوجهها كرزاي إلي قادة الجماعات المسلحة بعد دعوات شابها غموض حول الأطراف المشاركة فيها‏,‏ وتضمنت الدعوة للمرة الأولي أيضا وعدا من كرزاي بمنح أعضاءمن طالبان مناصب في الحكومة إذا تخلوا عن العنف‏,‏ ولم ينس كرزاي الإشارة إلي أن الولايات المتحدة لن تعترض علي أي قرارات تتخذها أفغانستان وأنهاليست عائقا في وجه أي محادثات سلام‏,‏ مؤكدا أن القرار سيكون أفغانيا‏,‏ لكن طالبان رفضت عرض الرئيس الأفغاني بالدخول في مباحثات سلام معتبرة انسحاب القوات الأجنبية شرطا قبل بدء أي حوار من هذا النوع‏,‏ وردا علي عرض كرزاي بمنح مناصب وزارية لعدد من عناصر طالبان قال المتحدث باسم الحركة يوسف أحمدي‏:"‏ طالبان ليست مهتمة بالحصول علي مراكز في الحكومة والوزارات بأنواعها بل نريد رحيل القوات الأجنبية ونحن باقون علي هذا الموقف‏".‏
رفض طالبان تلبية دعوة كرزاي لإجراء مباحثات سلام لم يكن الضربة السياسية الوحيدة التي وجهتها الحركة مؤخرا إلي الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية في أفغانستان‏,‏ وربما تكون الضربة الأشد ما أعلنته صحيفة‏"‏ الديلي تليجراف‏"‏ البريطانية أخيرا من أن حركة طالبان نشرت دستورا أفغانيا جديدا اعتبرته بديلا عن الدستور الأفغاني الحالي‏,‏ فهذا الحدث يمثل خطوة رمزية أرادت بها الحركة الأفغانية الإيحاء بأنها عادت إلي السيطرة وفرض دستورها الخاص وقانونها المتشدد‏,‏ حيث ذكرت الصحيفة أن الدستور الجديد الذي يقع في‏23‏ صفحة يحظر‏"‏ الأفكار غير الإسلامية‏"‏ وحقوق الإنسان‏"‏ المناقضة لتعاليم الإسلام‏"
كما ينص علي أن‏"‏ لكل أفغاني الحق في التعبير عن أحاسيسه عبر آرائه أو كتاباته أو أي وسيلة أخري شريطة احترام القانون‏",‏ ويضمن هذا الدستور الذي أطلقت عليه الحركة دستور‏"‏ إمارة أفغانستان الإسلامية‏"‏ تعليم الإناث علي أن يظل ذلك في إطار ما تسمح به تعاليم الشريعة الإسلامية‏,‏ ويؤكد أن الحكومة ستفرض تقيد النساء بالحجاب‏,‏ وتشير نصوص الدستور إلي أهمية الجهاد بوصفه فريضة علي كل مواطن كما تعبر عن استعداد طالبان للتعاون مع الأمم المتحدة واحترام حقوق الإنسان ما لم تتعارض مع النصوص الإسلامية‏,‏ ويمنح الدستور الذي تبناه مجلس شوري طالبان أمير المؤمنين سلطات واسعة‏.‏
نشر طالبان لدستورها الجديد يشير إلي الفراغ الأمني الذي تشهده أفغانستان‏,‏ مما أدي إلي سيطرة الحركة علي أجزاء من الأقاليم الجنوبية‏,‏ ويؤكد أن الوضع في أفغانستان أصبح أكثر خطورة علي القوات الأجنبية‏,‏ وهو ما أكدته الولايات المتحدة الأمريكية بتعبيرها عن الإحباط حيال أداء الناتو في أفغانستان‏,‏ وإثارة بعض القادة العسكريين الأمريكيين لتساؤلات حول التزام أوروبا تجاه الحرب التي تقودها واشنطن بمشاركة دولية‏,‏ ونقلت وكالات الأنباء عن عسكريين أمريكيين قولهم إن الجيش قد لا يجدد الالتزامات المضافة عليه ما لم ينفذ الشركاء الأوروبيون وعودهم‏,‏ بخصوص عجز في القوات والمعدات ومدربي القوات الأفغانية‏,‏ خصوصا أن الولايات المتحدة كانت تدخلت في وقت سابق لتغطية بعض هذه الاحتياجات وفقا لما قاله القادة الأمريكيون‏
وتشير الدلائل إلي أن موقف الأوروبيين لم يتغير حيث كشف استطلاع جديد للرأي أن غالبية الأوروبيين تعتبر أن حلف شمال الأطلنطي فشل في مهمته بأفغانستان‏,‏ وبحسب الاستطلاع الذي نشر معهد‏"‏ أنجوس ريد‏"‏ الكندي نتائجه أخيرا بدا الألمان الأكثر تشاؤما إزاء مهمة القوة الدولية للمساعدة علي إرساء الأمن في أفغانستان‏"‏ إيساف‏"‏ التابعة للناتو حيث اعتبر‏69%‏ منهم أن هذه المهمة فشلت مقابل‏66%‏ من الإيطاليين و‏63%‏ من الفرنسيين والبريطانيين‏,‏ وهو ما يعني أن فرص طالبان المتاحة لفرض سيطرتها علي أفغانستان مرة أخري تزداد في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضي‏,‏ والحركة تعي ذلك لدرجة جعلت فتح الكبير أحد قادتها في غزني يصرح لصحيفة‏"‏ الديلي تليجراف‏"‏ البريطانية بأن هدف نشر الدستور الآن هو محاولة ضمان أن تصل نسخه إلي كل مواطن أفغاني‏.‏
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس