عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-05-2022, 08:40 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,989
إفتراضي

وناقش العاملى رأى أستاذه فقال :
"نقول: في كلامه دام عزه موارد للنظر:
أولا: كون التكليف قائما علي العلم الحصولي دون الملكوتي غير تام، لأن الخضر كان تبعض تكاليفه قائمة علي العلم الملكوتي كما في قتل الغلام وغيره، بل تكاليف نفس المعصوم وخاصة الأنبياء والرسل: منشؤها العلم الملكوتي دون غيره. وكيفما كان فإن من يراجع سيرة الائمة: يري بان بعض أفعالهم كانت نتيجة علمهم الملكوتي، من قبيل علم الإمام أمير المؤمنين بوفاة سلمان الفارسي في المدائن وحضوره عنده وتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه مع أنه كان في المدينة المنورة في الحجاز، والمدائن مدينة أو مدن قرب بغداد في العراق. وكذلك حجب الإمام الكاظم لعلي بن يقطين في المدينة المنورة لحجبه إبراهيم الجمال في الكوفة علي ما روي وما اكثر أمثال هذا! وفصل الخطاب أنه قرر في علم اصول الفقه: ان العلم و لا قطع بشي ء حجة من اي طريق حصل، وعليه فلو علم المعصوم علما لدنيا بان هذا الطعام حرام فهل يجوز له اكله؟ ثانيا: قوله دام عزه: والدليل علي هذا قول النبي الاكرم (ص): «إنما اقضي بينكم بالبينات والإيمان ... الخ»، فأنه دليل اخص من المدعي؛ لأنه قال (ص) «بينكم»، وهذا جزء من تكاليف المعصوم، وأما تكاليفه التي بينه وبين الله والمختصة به فغير مشمولة لهذا البتة علي أنه أصل هذه المسألة غير مسلمة عند الإمامية بل الاقوال فيها متعددة؛ فمن الإمامية من يزعم أن أحكام الأئمة: علي الظواهر دون ما يعلمونه علي كل حال، ومنهم من يزعم أن أحكامهم إنما هي علي البواطن دون الظواهر التي يجوز فيها الخلاف، ذهب الشيخ المفيد وجماعة آخرون الي أنه للإمام ان يحكم بعلمه كما يحكم بظاهر الشهادات، ومتي عرف من المشهود عليه ضد ما تضمنته الشهادة أبطل بذلك شهادة من شهد عليه، وحكم فيهت بما اعلمه الله تعالي. و لا يخفي أن منشأ هذه الاقوال هو اختلاف الاخبار و الآثار وعلي هذا فلا يمكن الاعتماد علي ما ذكره دام عزه
ثالثا: قوله دام عزه: «فعلم الإمام بكيفية قتله ليس رميا في التهلكة ... الخ»؛ فأنه بناء علي ما تقدم وذكرناه يبقي السؤال مطروحا و يحتاج الي إجابة أخري."
وكلام العاملى يناقض كتاب الله في معجزة ذهاب على لمدينة بعيدة وهو في الكوفة في نفس الوقت وكذلك الحكاية الثانية معجزة أى أية وقد منع الله الآيات وهى المعجزات في عهد النبى(ص) ومن بعده فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وحكاية الظاهر والباطن أو الملكوتى والحصولى هو وهم وباطل يخالف نص الآية:
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وأما جواب العاملى نفسه فهو :
"الجواب 7
وهو فصل الخطاب في معرفة حق الجواب؛ والذي ينبغي ان يقال وهو ما استهدينا إليه بواسطة القرآن الكريم وسنة الائمة المعصومين:و حاصله يتوقف علي عدة مقدمات:
الأولي: قال الله عز وجل: (إنك ميت وأن هم ميتون). وهذه سنة إلهية لا مفر منها
الثانية: قال الله تعالي: (الله يتوفي الأن فس حين موتها) و هذا تام علي طبق التوحيد الأفعالي
الثالثة: قال الله سبحانه وتعالي: (وما كان لنفس ان تموت إلا بإذن لله كتابا مؤجلا). وعليه فموت الأنفس خاضع للمشيئة الإلهية، وهذه مشيئة تكوينية كما لا يخفي
الرابعة: قال الله عز وجل : (فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وقال تعالي: (ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون).
وهذه سنة إلهية اخري لا يمكن للبشر التصرف فيها؛ لأنها من اللوح المحفوظ والمحتوم
الخامسة: قال الله تعالي حكاية عن النبي إبراهيم : (يا بني إني اري في المنام اني اذبحك فانظر ماذا تري، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).
وقتل الولد بالأصل الأولي لا يجوز؛ لكن عندما يخضع للأمر الإلهي تتحول الحرمة الي الوجوب لوجود المصلحة وارتفاع المفسدة. وبعد هذا نقول: إذا كان الموت أمرا حتميا، وأنه بيد الله عز وجل ، وأنه يعلم متي نموت، وكيف نموت، بل هو الذي يأذن تكوينا كما أنه يأذن فيما يرضيه تشريعا، كما في قصة إبراهيم وابنه: في إيجاد مقدمات القتل بالكيفية التي يرضاها الله تعالي، وهكذا في الجهاد.
فلو علم شخص بأن الله شاء ان يقتل بهكذا طريقة، وأن ه يرضي له بهذا؛ فعندما لا يكون إقدامه علي الموت إلقاء الي التهلكة، بل إلقاء الي مرضاة الله عز وجل واستحقاقه للثواب لرضاه بقضاء الله وقدره. وعليه فأمير المؤمنين علم تكرما وتفضلا من الله أنه يقتل بهذه الطريقة، و أنه تعالي راض بذلك، فإقدامه علي الموت عندئذ يعد فضيلة و امتثالا للرضا الإلهي لرضاه بذلك، وهكذا الإمامان الحسن والحسين وسائر الأئمة ولذا عندما عزم الإمام الحسين علي الخروج من مكة الي العراق جاءه اخوه محمد بن الحنفية وقال له: فما حداك علي الخروج عاجلا؟ فقال : «أتاني رسول الله (ص) بعدما فارقتك، فقال: يا حسين، اخرج، فإن الله شاء ان يراك قتيلا» فقال محمد بن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معني حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج علي مثل هذا الحال؟ فقال له: «قد قال لي: إن الله قد شاء ان يراهن سبايا»
فعندما نلاحظ كلمة «اخرج) وكلمة «فإن الله شاء» او «إن الله شاء» نري بان هذا يؤيد ما ذكرناه، ولا يخفي أن المشيئة هنا بحسب الظاهر اعم من المشيئة التكوينية، فتشمل الرضا و الإرادة التشريعيين ايضا، ولذا قال له النبي (ص) علي ما روي:
«اخرج فإن الله شاء ان يراك قتيلا»فرضاه بالمشيئة الإلهية هو الذي جعله سيد الشهداء و معين العرفاء هذا ما خطر علي ذهننا القاصر، والله العالم بحقائق الأمور"
العاملى أخطأ فيما قاله في التالى:
ألأول استشهاده بقصة إبراهيم(ص) وولده فالقصة مخالفة فإبراهيم(ص)كان يعلم من حلمه قتله لولده وهو قول" يا بنى أنى أرى في المنام أنى أذبحك" ومع هذا لم يكن القضاء هو ذبح الولد وإنما كان القضاء حياة الولد ومن ثم الأمر مختلف فهناك ظن للموت ومع هذا كان القضاء الحياة"وفديناه بذبح عظيم"وأما في حكايات على والحسين فالعلم بالموت والقضاء هو الموت كما يزعمون ومن ثم لا صلاحية لذلك الاستشهاد
الثانى الحكاية المزعومة عن الحسين ومحمد بن الحنفية وأن النبى(ص) من أخبر الحسين بمقتله في تلك الليلة وهو ما ينافى روايات أخرى تقول أنه أخبر بهذا وهو طفل في الحديث الشهير " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس