عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-11-2023, 07:18 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,003
إفتراضي

- ففي أوروبا كان فارس الاحلام او العريس المرتقب يشكل هاجساً ملازماً لمعظم النساء في اوروبا قديماً، كونه يظل مجهولاً قبل ان يصبح حقيقة فكن يحاولن معرفته بشتى الطرق ومنها التكهن بالمرايا، فقد كان يعتقد ان البنت التي تحدق في انعكاس القمر في المرآة ستعلم يوم زفافها وكانت الفتاة تقوم بطقوس خاصة لذلك المستقبل فتأكل الفتاة تفاحة حمراء وتمشط شعرها عند منتصف الليل أمام المرآة وحينها سترى زوج المستقبل في احلامها.

- وفي الهند كانت المرايا من الاساليب الشعبية للتكهن في الهند، وتتضمن طقوسها الصوم وتعطير المرايا وقراءة التعاويذ.

2 - نذر الموت من العادات الفلكلورية العالمية رفع المرايا من غرف المرضى خشية ان تسرق ارواح الاشخاص الضعفاء، وفي الغالب تزال المرايا من البيت بعد موت أحد افراد العائلة طبقاً لخرافة تذهب الى أن من ينظر في المرآة بعد موت صاحبها سيموت قريباً. وقد ارتبطت المرايا بالشر ففي الفلولكلور الروسي اعتقد انها من صنع الشيطان والغرض منها اخذ الارواح من اجسام البشر.

- وكان الحفاظ على المرآة من الامور المهمة حيث اعتقد ان كسر المرآة يكسر الحظ لمدة سبع سنين او يحدث كارثة او موتاً، والمرآة التي تسقط من الحائط من دون تدخل احد هي نذير بالموت، والطريقة الوحيدة لتجنب سوء الحظ هو جمع قطع المرآة المكسورة ودفنها في ضوء القمر، ظهر هذا المعتقد في القرن الـ 15 في إيطاليا حيث صنعت أول المرايا في فينيسيا من قطع الزجاج القابل للكسر والمطلي بالفضة ثم انتشر هذا المعتقد في أنحاء أوروبا.

- في بعض الثقافات القديمة عند وفاة شخص في ظروف غامضة سواء أكان ذلك بالقتل، أو حادث مأساوي فيجب تغطية جميع المرايا في البيت، حتى لا تبقى روح الميت معلقة في المرآة، فتطارد أي شخص لتمتلكه من أجل حل بعض القضايا و كشف عن كيفية وفاتها او تقوم بالثار من قاتلها قبل الانتقال كما يتم استحضار أرواح الموتى عن طريق لفظ أسمائهم ثلاث مرات أمام المرآة، وبعض الأقاويل تستبدل المرآة بسطح مائي."

قطعا كل هذه المعتقدات تتناقض مع أن الغيب لا يعلمه إلا الله كما قال :

"إنما الغيب لله"

وتحدثت عن قدرة الحسد على تحكيم المرايا فقالت:

3 - الحسد

كان يعتقد بأن نظرة الحاسد أو العين الشريرة من الممكن ان تحطم المرآة او تشوه سطحها ومع ذلك هناك خرافات معاكسة استخدمت فيها المرايا للحماية من الشر، يعتقد ان المرايا يمكن أن تعكس العين الشريرة وانتشرت تلك المعتقدات في اوروبا خاصة، فبحلول القرن الـ 17 كان الناس يضعون مرايا صغيرة في قبعاتهم لصد الحسد."

والحسد كما فى القرآن عملية نفسية أى قلبية لا تضر سوى صاحبها كمال قال تعالى :

" حسدا من عند انفسهم "

ثم قالت:

4 - إنعكاس صورة الشيطان والسحرة في الخرافات الاخرى انه اذا نظر احدهم مدة طويلة من الليل في المرآة فإنه سيرى الشيطان لذا فمن المستحسن تغطية المرايا في غرف النوم اثناء الليل. ويقال ان الساحرات ومصاصي الدماء ليس لصورهم انعكاس في المرآة وحول علاقة الساحر بالمرآة واستخدامها في السحر"

وهذه المعتقدات ما زالت موجودة فى نفوس البعض من الناس مع كونها كذي وباطل وحدثتنا عن المس الشيطانى بمعنى التلبس فقالت:

5 - المس الشيطاني

انتشر معتقد لمعرفة فيما اذا كان الشخص ممسوس من طرف الشيطان أم لا، حيث يطلب منه النظر الى المرآة ويحدق فيها فإذا كان لا يرى انعكاس صورته فيها فهذا نذير شؤم لأن روحه تلفها الظلمة وعليه اللجوء الى الشافي فيقوم هذا الأخير بلف صورة الممسوس بقماش ثم يغطسها في الماء المقدس و تترك بعيداً عن الناس لمدة اسبوع ثم يأخذ الصورة و يدقق فيها جيداً فاذا كانت هناك اجزاء من جسمه مخفية فهذا يعني أن الشيطان استحوذ على تلك المناطق ولفها بالظلام."

ولا وجود للمس بمعنى دخول الجنى فى جسم الإنسى لأن الاتصال بين الجن والإنس ممنوع نظرا لطلب سليمان(ص) منعه عمن بعده بدعائه :

" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"

وإنما المس يعنى الوسوسة الكلامية أى تزيين الشرور

وحدثتنا عن المرآة فى الأحلام فقالت:

6 - الأحلام

يبدو ان أثر المرايا في حياتنا يتجاوز حدود الواقع لنجد كتب تفسير الاحلام تذكر تفسيرات مختلفة لرؤية المرآة في الحلم، فقد ذكر" ابن شاهين " في كتابه الارشادات في علم العبارات ان من ينظر في مرآة من حديد او ما شابه ذلك فإن كان متزوجاً يأتيه ولد غلام وان لم ينتظر ولداً فإنه يفارق امرأته ويخلفه غيره وإن كان عازباً فإنه يتزوج. ويذكر" ابن سيرين " ان المرآة تدل على الجاه والولاية بقدر عظمتها وصفائها فمن رأى انه اعطاها لأحد فإنه يدل على ايداع ماله."

وقطعا كلام ابن شاهين وأمثاله كذب فلا أحد يعلم تأويل الأحلام وهى الأحاديث إلا رسول(ص) أعطاه الله ذلك كيوسف(ص) كما قال تعالى " ولنعلمه من تأويل الأحاديث"

وقد انتهى زمن الرسل (ص) ومنعت المعجزات وهى ألآيات لقوله تعالى :

" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"

وتحدثت أم محمود عن المرآة في الأدب والأفلام فقالت:

:المرآة في الأدب والأفلام:

هناك أمثلة عديدة على مرآة السحر الخرافية في مجال الأدب، فقد استخدم أوسكار وايلد مجازاً هذه المرآة السحرية في روايته " صورة دوريان جراي"، ونرى المرآة في التراث الأوروبي من خلال القصة الخيالية سنو وايت (بياض الثلج) حيث تسأل الملكة الشريرة مرآتها فتقول:"أيتها المرآة المعلقة على الجدار .. من هي الأجمل على وجه الأرض؟ "، وفي رواية "خلال الزجاج المنظور " Through The Looking Glass لـ لويس كارول نجد أفضل إستخدام أدبي في موضوع ا لمرآة وكذلك في رواية "مرآة إريسيد " Mirror of Erised من سلسلة روايات هاري بوتر. كما تناولت فكرة المرآة أفلام رعب مثل Candyman و Mirrors "

والغريب فى المقال هو أن معظم ما قيل هو من من التراث الغربى والشرقى وأما ما عندنا نحن فلا شىء ذكر منه حتى وإن كان خاطئا هو الآخر
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس