عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-10-2009, 06:47 PM   #442
هـــند
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
الإقامة: بلاد العرب
المشاركات: 4,260
إفتراضي





كل الوجوه العابرة فوق الالم

يعتريهاالحزن
وانا يشعلنى لهب الحنين
امرغ تعبى على بقايا صمتلعله يستكين






يتسم النص في بدايته بقدر كبير من القوة في التعبيرات والاستخدام المجازي للغة ، فالألم يستحيل



عتبة يمضي الناس فوقها من شدة اتساعه ، بينما الحنين متوقد لدى الكاتبة ،وكأنها عدسة القاصّ الذي ينقل الأحداث المحيطة به ويعرف المتلقي موقفه وموقعه من هذه الأحداث .وتبدو البداية في شدة التوتر والصدمة من خلال التعبيرات الكثيرة المعبرةعن حالة اضطراب تفصح عنه المبدعة فيما بعد ذلك المتمثل في الألم –الحزن\الإشعال – التمريغ – البقايا-الاستكانة- التعب. لماذا كل هذه الانبعاثات الإنسانية الأليمة ؟ وما سببها ؟ هذا ما تجيب عليه الأسطر القادمة .


كل شئ يصبح بحجم الرحيل






إنه الرحيل ، حيث لا عودة ، رحيل إنسان – رحيل ذكرى – رحيل أمل ، هذا الرحيل الذي بسط فراش سلاسله ليشمل جميع الوجوه العابرة وكانت لفظة كل مؤكدة الشمولية .إن المبدع لا يكون من حقه أن يستخدم صفات التعميم إلا أن الحدث بدا شديدًا بالدرجة التي استوجبت مع أنة الدفقة الانفعالية أن تصرح المبدعة بأن ثمة شيئًا صار معممًا وهذا الشيء هو الوجوه التي تعبر فوق الألم ، ذلك الرحيل الذي جعل الكاتبة تستعير للألم صورة الأرض ، وتجعل كلمة الألم موازيًا للأرض من شدة صلابة هذه الآلام.غير ذلك كان التعبير بحجم الرحيل من التعبيرات غير المباشرة والتي تعبر عن معاني الأشياء لدى المبدعة ، فالكاتبة ترى أن الرحيل شيء كبير حتى تعرّف وتشبه الأشياء به .هذه التعبيرات تكمن بعض جمالياتها في أنه تجعل المعاني الشخصية للمبدعة كأنها حقيقة لا تقبل النقاش ، وهذا يدل على مدى توغل الفكرة في ذاته والاستفادة منها من خلال استبطان مشاعر الآخر الموافق لها في المعنى .


لا شئ يحصره يتمدد





إن الرحيل لا يكون بهذه الدرجة من السعة فحسب بل إن التوكيد زاد ليؤكد استمرارية تأثيره



حيث أنه رحيل كالوحش لا يقف أحد في طريقه .هذا الرحيل يتمدد كالوحش الذي يمتد ليطال



كل ما يقف في طريقه .


يفترش الطريق
تغرق به الخطوات
تذوب به الملامح





كانت الأفعال المضارعة يفترش –تغرق- تذوب إجرائية أي أنها تدل على فعل يقوم به. إن هذه الأفعال كلها تأتي لتبرر شيئين : الأول حزن هذه الوجوه العابرة .الثاني :العنوان والذي يعكس محورية العبور كأداة في تنشيط الدفقة الشعورية بهذا التراكم من الأسى ، ولو تأملنا ما بعد الأفعال لوجدنا أن كلمات الطريق والخطوات والملامح كلها كلمات ذات دلالة توحي بالسعة حتى كلمة الملامح والتي لها دلالة أبعد من دلالتها المباشرة.



بهذا يصير الرحيل هو العصا المحركة لأحداث النص والجالبة للتعبيرات الإنسانية المتبرمة من وجوده.


احاسيس متطرفه ومتناقضه
تعترى ذاكراتى
مااقسى الايام دائما تروعنا
تلوح لى دائما بالرحيل
تخنق هواء الراحه .





لكلمة هواء الراحة دلالة عن القلق المتراكم في دخيلة المبدعة ، إذ أن الأحداث تجعلها تشعر أن



الهواء في أساسه عواصف وأعاصير لذلك اضطرت لتعريف ماهية الرحيل وهي خنق هواء الراحة.كأن هناك هواء آخر غير هواء الراحة لكنها تعمدت ذكر كلمة هواء الراحة لنفي احتمال ما سواه ولإغلاق الطريق نحو أي بصيص أمل بوجود بعض النسيم العليل بين هذه الأحداث الشجية.




انفرد بنفسى كل مساء
تتدحرج كل الذكريات امامى





تعبير التدحرك عبر عن سرعة في الحدث ويزيد من مبررات ألم الوجوه العابرة.إن الواحد منا حينما يركب سيارته أو يسرع الخطو َ فإنه يرى كل الوجوه والأشكال الموجودة أمامه عابرة ، تلك الوجوه التي اجتاحتها موجة تدحرج الذكريات ليصيروا فيها مجرد وجوه وهذا ما يستدعي مواساتها في النص أو الإشعار بذلك من خلال السياق.


اقف على اعتاب مارحل منى

واسأل برجاءهل ياترى يعودميز هذا الجزء إتقان في لعبة الإخفاء والتكتم ، فالذي رحل شيء تحتفظ به المبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانها الذي رحل ربما يكون إنسانًا –لحظات –أحلام ، وتبقى مفتوحة يزيد جمالها أن تدفع بالمتلقي لتأويل دلالتها وفق سياق النص أو وفق ثقافته ومدخلاته المعرفية ،وهذا يزيد من اتساع النص وتشويقه.ونلاحظ أن كلمة مني تفيد الامتزاج بالذات مما يجعل ألم الفراق له طابع خاص ، كأنما هذا الراحل كان جزءًا لا يتجزأ من النفس وهذا ما ينفي احتمالية أن يكون المقصود بالنص إنسانًا عزيزًا .لكن يظل احتمال آخر وهو أن يكون المحبوب الإنساني قد امتزج بالنفس حتى صار شيئًا لا يتصور رحيله لذلك كانت اللفظ رحل مني وليس رحل عني
__________________


آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-11-2009 الساعة 06:30 AM.
هـــند غير متصل   الرد مع إقتباس