عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-02-2010, 01:30 PM   #14
المصري
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 362
إفتراضي

الصفة الثالثة : الرحمة
يقول تعالى فى كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم : وما أرسلناك الا رحمة للعالمين " الانبياء 107
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء " ويقول ايضا انما يرحم الله من عباده الرحماء

الرحمة هى بلسم العلاقات مع الآخرين ، وروح الاتصال الصحيح وبدونها تصبح الحياة جافة جدا وتفقد قيمتها ولا يصبح للاتصال معنى ولا روح
اساس مهم جدا فى اتصالاتك وعلاقاتك الرحمة ، أن تشعر بالاخرين وتحب الخير لهم وتقدر مشاعرهم وترى احوالهم وظروفهم وبالرحمة يلتف الناس حولك ويحبونك ولا يملون من الجلوس معك والحديث اليك ، قال تعالى فى كتابه الكريم ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الامر ) ال عمران 159

لقد وصلت هذه الصفة الى ذروتها فى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم " فكانت ارحم نبى بأمته وارحم بأبنائه ، وأرحم زوج بأزواجه ، وارحم قائد بجنوده
ها هى زينب بن محمد صلى الله عليه وسلم ترسل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابنها يحتضر وتطلب منه ان يأتى اليها ، فيقول رسول الله صلى الله عليه " ارسل اليها ان لله ما عطى ولله ما أخذ وكل شئ عنده بمقدار" فقالت اقسمت عليك ان تأتى فأتى النبى صلى الله عليه وسلم وأخذ الصبى بين يديه ولنفسه صوته قعقه فبكى النبى صلى الله عليه وسلم ومعه سعد بن معاذ فقال : أتبكى يا رسول الله ؟ قال : " نعم يا سعد هذه رحمة يجعلها الله فى قلوب عباده "
حتى الجنة يا اخى الجنة رحمة ، جاء فى الحديث ان الله يقول للجنة : " انت رحمتى ارحم بك ارحم بك من اشاء من عبادى " ولا دخول للجنة ولا تنعم الا برحمة الله تعالى .
ان البشرية اليوم تعيش فى مأساة عظيمة حروب وكوارث ومؤامرات وخيانات ويعانى ملايين النساء والاطفال والشيوخ والرجال من الظلم والقهر وقلة الامان والخيانة والمكر والخداع ، ولذا فاتصافك بالرحمة ايها القارئ العزيز ليس مفيدا لك ولا للمحيط الضيق الذى تعيش فيه فحسب بل هو مفيد للبشرية المنهكة المتعبة جمعاء .

الصفة الرابعة : التواضع
قال تعالى فى كتابه الكريم : " تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " القصص 83
وقال صلى الله عليه وسلم : " وما تواضع احد لله الا رفعه الله "
التواضع اساس هام جدا فى اتصالك مع الاخرين فالشخص المتكبر مهما تعلم من فنون الاتصال والتعامل مع الاخرين لن يصل الى اتصال ناجح حقيقى ، وذلك لان تكبره سيظل حاجزا منيعا بينه وبين الناس .
ان الكبر بمثابة الجدار العازل يعزل صاحبه عن الاتصال بالعالم الخارجى فهو يمنعك من الاتصال بالله قال تعالى فى الحديث القدسى : " الكبرياء ردائى والعظمة ازارى فمن نازعنى واحدا منهما ألقيته فى النار ولا أبالى " .
ويمنعك من الاتصال بالجنة ودخولها : " لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر "

ولك ان تتأمل يا اخى رجل فقد الاتصال بالله وبالجنة وبالناس ماذا ستكون قيمته ووزنه فى هذه الحياة الدنيا ؟
لا شئ
ومرة اخرى نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يضر لنا المثل فى التواضع ، فقد روى لامام البخارى عن انس رضى الله عنه قال : " ان كانت الامة من اماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت " فكن متواضعا الفا محببا سهلا مع الناس

الصفة الخامسة : الحلم والاناة والرفق
تحتاج الى هذه الصفات كثيرا فى اتصالك مع الناس فانه من المعلوم بالضرورة ان الكمال لله وحده عز وجل وان النقص من طبيعة البشر لذا ينبغى ان نتوقع الخطأ والزلل من الاخرين ، فعليك ان تكون حكيما مع الناس كاظما لغيظك رفيقا بهم مقدرا طبيعة النقص فى تكوينهم وان لم تفعل ذلك وسرت وراء النقص فى تكوينهم ، وان لم تفعل ذلك وسرت وراء غضبك فقد تنصرم اواصر الاخوة والمحبة ويدب الشقاق والنزاع والخلاف ، قال تعالى : " وأطيعوا الله ورسوله ، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين " الانفال : 46
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا اشج عبد القيس : " ان فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والاناة "
ولم لا تتصف بالرفق وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ان الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف وما يعطى على ما سواه " وقال ايضا صلى الله عليه وسلم ان الرفق لا يكون فى شئ الا زانه ولا ينزع من شئ الا شانه "
الصفة السادسة : قبول الاخرين على ما هم عليه الآن :
تقبل الاخرين بكل ما هم فيه الآن بسلوكهم وصفاتهم واخلاقهم وافكارهم ومشاعرهم ، تقبل ذلك لان هذا هو الواقع ونحن لا نعنى بالتقبل انك توافق على كل افكارهم أو اعتقاداتهم او مشاعرهم ، فانك ستجد فى العالم حولك اصناف شتى من الناس ستجد المسلم والكافر والمؤمن والفاسق ، والامين والخائن ، والصديق والمتواضع والمتكبر الى غير ذلك من المتناقضات ،وانما اقصد تقبل كل هؤلاء لتقيم علاقات معهم وتتصل بهم ، وتتعامل معهم باسلوب صحيح فهذا تستفيد منه ، وهذا تصلحه وهذا تحجم عن شره وهذا تغيره
مثال : دائرة على السبورة فيها نقطة سوداء
وجة نظرك خلافها
مثال : حديث الرسول مع الاعراب كان يتكلم مع كل اعرابى على لهجته
والمتتبع للسنة يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم علاقات واتصالات مع كل الناس بجميع اصنافهم ، فتجده فى موقف جالس مع كفار قريش يناقشهم ويدعوهم الى الاسلام ، وفى موقف اخر مع اصحابه يعلهم دينهم ، وفى موقف ثالث يزور جاره اليهودى المريض ، وفى موقف رابع مدعو الى طعام من رجل يهودى ، وفى موقف خامس مع أزواجه يداعبهم ، وفى موقف سادس مع الجارية منطلقة معه حيث شاءت
بعض الناس وبكل اسف لا يتصل الا مع من يوافقونه ويعزل نفسه عن مجتمعه وعن العالم الذى يعيش فيه ، وبعضهم يردد كثيرا ان اغلب الناس لا يعجبونه وانهم بحاجة الى التغير حتى يتصل بهم

وهذا فهم خاطئ ، لا تنتظر التغيير من احد بل غير انت من نفسك ، انت لديك القدرة على التعامل والاتصال مع جميع البشر ومع كل البشر ولكن اذا غيرت من نفسك وصلت لهذا المستوى العالى من الاتصال اللامحدود وتذكر دائما الى التغيير يأتى من الداخل لا من الخارج وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
هناك مثل صينى يضرب لهؤلاء :
ان هناك شاب فى العشرين من عمره قرر ان يغير العالم كله خلال عشرين سنة وبعد عشرين سنة وحينما صار فى الاربعين من عمره وجد صعوبة شديدة فى ذلك ، وانه لم يستطع ان يغير العالم فقرر ان يغير بلده خلال عشرين عاما ، بعد عشرين عاما وحينما صار فى الستين من عمره وجد انه لم يصنع شيئا ، فقرر ان يغير من مدينته خلال عشرين عاما ، وبعد عشرين عاما وحينما صار فى الثمانين من عمره ، قرر ان يغير من اسرته وبعد عشرين عاما وحينما صار فى المائة من عمره ، ووجد انه لم يغير شيئا اكتشف اخيرا الحقيقة المرة .
المصري غير متصل   الرد مع إقتباس