[المشرقي الإسلامي]

بسم الله الرحمن الرحيم
من المتعارف عليه في عالم الإبداع أن المبدع لا يكون مطالبًا بالتركيز على الأسلوب الذي يوصل به الفكرة بقدر ما يكون مطالبًا بتحقيق النجاح في وصول الفكرة إلى المستمع. وذلك وفقًا لثقافته ووفقًا للفلسفة التي ينتهجها المبدع في كتابة القصيدة.
وأحمد مطر من النفر القليل الذين آثروا استخدام المباشرة في توصيل الفكرة والاعتماد على الفكرة كمحور للعمل وليس الاعتماد على الفكرة كأداة استحثاث الأساليب الفنية .
وهذه القصيدة من القصائد التي تجتاز حدود المكان والزمان لكنها منطبقة على العالم العربي بشكل أخص من انطباقها على كل دول العالم الثالث المارّة بنفس المأزق. يرجع هذا إلى الأسلوب الموجه إلى الإنسان العربي بشكل أخص وعدم وجود ما يمكن أن يعطي القصيدة -أسلوبيًا- الانطباع بالخروج عن هذه الحدود . وهذا ما يتناسب بشكل كبير مع طبيعة توجهاته القومية العربية.
الفكرة التي يتحدث عنها هي التوغل في كل جوانب الحياة للسلطة ،والتواجد في كل تفصيلة حتى الحلم ، لذلك تأتي قصيدته معبرة بحِرَفية عن هذا الواقع المأزوم . ويستخدم فيها معجم الإنسان العربي (يا بن ....، ابن الزنا.....، تركبنا) وإن لم تكن -كجملة قصائده- معبرة عن تصور ورؤية تتجاوز التعليق عن الحدث إلى التنبؤ أو تفرد الرؤية الفنية أو الفكرية للواقع.
صدقت يا أحمد مطر ، وكل بيوت العرب أحلام خائنة، ولكن الأحلام مميعة ، مهما حاولت الجدران حصرها ، ستنهدّ بإذن الله .أشكرك أخي العزيز على هذا الإدراج لهذه القصيدة الجميلة ولك مني خالص الشكر والتحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته