عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-12-2023, 07:40 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي

ونقل الشهرى قول أحدهم :
"في محاولة لتفسير نفسيّة المهووس بالكذب، يقول المتخصص في علم النفس، الطبيب كلود بيلان: "الميثوماني شخص لا يريد أن يخيب آمال المحيطين به، فيدفعه ذلك للمبالغة فيما يقول حتى يستجيب لما ينتظره منه الآخرون".
وحدثنا عن إحدى الدراسات عن المرض فقال :
"وقد وجدت إحدى الدراسات أن هناك - تقريبًا - شخص واحد من كل ألف شخص من الجناة اليافعين مصاب بهذا المرض، وأنّ معدّل العمر الذي يبدأ عنده ذلك المرض هو 16 عام، ووجدت أيضًا أن معدّل الذكاء لدى المصابين بذلك المرض يتراوح بين المتوسط وفوق المتوسط، وأنهم يملكون مهارات لفظيّة عالية بخلاف القدرات الأدائيّة.
ذكرت الدراسة أيضًا أنّ %30 من المصابين بذلك المرض قد نشأوا في بيئة منزليّة فوضويّة، حيث يكون أحد الوالدين أو أفراد العائلة يعاني من اضطراب عقلي، وأنّ لدى %40 منهم خلل في الجهاز العصبي، والمتمثّل في الصرع أو اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، أو غيرها.
علامات تظهر على الكاذب"
قطعا الدراسة مخطئة في سن بداية الكذب المرضى فهى ترجع للكذب في الطفولة المبكرة وهو يستمر لأن الأهل أو المحيطين بالطفل لا يمنعونه عنه بالوعظ أو العقاب ظنا منهم أنه نوع من خيال الأطفال المعروف ومن ثم يظل الطفل يكذب حتى يتحول لرجل كاذب أو امرأ’ كاذبة
وتحدث عن وجود علامات جسدية تظهر على الكاذب وقد لا تظهر فقال :
"هناك علامات واعراض قد تظهر على الكاذب
عندما يشرع الكاذب في تلفيق كذبته، فإن هناك تغيرات حيوية تطرأ بداخل جسمه، الأمر الذي سرعان ما تطفو علاماته على سلوك صاحبه، فيتمكن الخبير من كشف كذبه دون جهد كبير، وهذا الأمر ينطبق على جميع الكاذبين عمومًا، بمن فيهم المهووسون بالكذب.
من تلك التغيرات الحيوية، إفراز الجسم لمادة الأدرينالين التي ما إن تتدفق إلى الشعيرات الدموية للأنف، حتى يبدأ صاحبها بلمس أنفه، وكذلك تتسبب مادة الأدرينالين في تهييج الغدد اللعابية ثم تجفيفها بصورة متواترة، مما يؤدي إلى ابتلاع الريق بين حين وآخر.
أيضًا من علامات الكاذب أنه يضع يده على فمه أو قريبًا منه -ذقنه مثلًا- أثناء حديثه .. وكأنه يقاوم يده وهي تشنّع عليه الكذب وتحاول إسكاته!
حينما يودّ أحدنا تذكُّر أحداث حقيقية، فإنه -في العادة- يتّجه بنظره إلى أعلى الجهة اليسرى، فإن اتجه أحدهم بنظره إلى أعلى الجهة اليمنى، فلا تستبعدوا أنه يقوم بإعداد كذبة دسمة ليلقيها على أسماعكم، ما عدا الأعسر - محدثكم أحدهم - فإن ما ذُكر آنفًا يكون معكوسًا بالنسبة له.
فيما يلي سرد موجز لعلامات أخرى للكاذب:
- التهرّب من التواصل البصري مع المستمع.
- التنفس بوتيرة أسرع من المعدّل الطبيعي.
- التململ.
- التأتأة أو التلعثم.
- كثرة الإرماش.
- التعرق.
ملاحظة هامة: وجود بعض علامات الكذب لدى بعض الأشخاص، لا يعني بالضرورة أنّهم يكذبون، والتسرّع في إصدار الأحكام -عمومًا- يؤدّي إلى عواقب وخيمة؛ لذا وجب التنبيه."
قطعا مكرر الكذب في الغالب نتيجة تعوده على الكذب لا يظهر عليه شيء من العلامات الجسدية وإنما علامات الكذب تظهر في الغالب على من يكذبهم قليل
وتحدث عن المصطلحات فقال :
"الكذب المرضي والكذب القهري
في العادة، يتم استخدام مصطلح "الكذب المرضي" و "الكذب القهري" لنفس الغرض وبصورة تبادليّة في الوسط الطبّي، في حين يرى بعض المختصّين أنّ "الكذب القهري" يختلف عن "الكذب المرضي" بعدّة فروق دقيقة، منها:
- أن المصاب بالكذب القهري لا يستطيع السيطرة على ولعه بالكذب، ويشعر براحة أكبر عندما يؤثر الكذب على الحقيقة.
- أن المصاب بالكذب القهري يكذب في الأمور المهمة وغير المهمة على حدٍّ سواء.
- أن المصاب بالكذب القهري لا يملك دوافعًا خفيّة خلف تفوّهه بالكذب.
- أن المصاب بالكذب القهري يواجه صعوبةً في قول الحقيقة، حتى بعد انكشاف أمره."
والحديث عن وجود كذب قهرى هو خطأ فلا كذب بدون إرادة الكاذب لأنه تعود على الكذب ومن ثم أصبح عادى متكررة يمارسها كتنفس الهواء ولكن بإرادته وكذلك لا وجود للكذب المرضى بنفس المعنى
وتحدث الرجل عن صعوبة تشخيص الميثومانيا فقال :
"ومن جانب آخر .. فقد يواجه المتخصّصون صعوبةً في تشخيص "الميثومانيا" نظرًا لاختفائها خلف العديد من الاضطرابات النفسية كعرض من ضمن أعراض كثيرة مشتركة، لهذا يتم إخضاعهم لدورات تدريبية تمكّنهم من إدراك وتشخيص ذلك المرض، وقد قامت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيّين بإدراج "الميثومانيا" كأحد الاضطرابات العقليّة في الطبعة الثالثة من دليلها الذي يُعتبر المرجع الأوّل عالميًّا في الطب النفسي، والمسمّى: الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقليّة."
وختم المقال فقال :
"في الختام
أثناء إعدادي لهذه المقالة، لفتني حديث سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "ما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّابا"، فلعلّ في هذا الحديث ملمحًا نفسيًّا يشير إلى أنّ الكذب حين يتوالى ويتتابع، فإنّه قد يتحوّل إلى "ميثومانيا" .. نسأل الله الشفاء لجميع المرضى، ودمتم بخير."
والحديث المنسوب للنبى(ص) يؤكد على أن الكذب ليس قهريا لأن الكاذب يتحرى الكذب والمراد يريد الكذب ويحبه
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس