عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-12-2023, 08:10 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,994
إفتراضي نقد بحث خوارق بوذا

نقد بحث خوارق بوذا
المؤلف كمال غزال وهو يدور حول معجزات بوذا من خلال الديانة التى نسبت إليه وقد استهل غزال بحثه بذكر طرفا من حياة بوذا فقال :
"كان أميراً شاباً من شمال الهند إلا أنه ترك حياة الرفاهية وانعزل في الغابات زاهداً يقضي جلساته التأملية عسى أن يجد سبباً لمشاكل الإنسان التي تدعى (دوكها) في اللغة السنسكريتية ولما عثر على إجابات علم الناس طريقته في الحياة فأصبح بوذا، إنه (سيدهارثا غوتاما) الذي أسست تعاليمه لقيام الديانة البوذية.
وجد (سيدهارثا غوتاما) طريقاً وسطاً لتحسين حياة النساك في ديانات (سرامانا)، علماً أن (سرامانا) أو (شرامانا) هي حركة نشأت نداً للأديان الفيدية الهندوسية ومهدت لظهور أديان جديدة كالجيانية والبوذية واليوغا وهي مسؤولة عن مفاهيم تتصل بدورة الحياة والموت أو عوالم سامسارا الستة (عجلة الحياة).
ولد (غوتاما) في منطقة لومبيني من دولة النيبال الواقعة في شمال الهند، لكن لا يُعرف على وجه التحديد متى ولد أو مات بوذا، ويرجح معظم المؤرخين في أوائل القرن العشرين أنه عاش بين 563 قبل الميلاد إلى 483 قبل الميلاد، لكن آخر الآراء ترجع وفاته إلى الفترة بين 483 و486 قبل الميلاد.
وكلمة بوذا Buddha لقب يعني " أول كائن مستنير في حقبة من الزمن"، وفي معظم التقاليد البوذية يعتبر (سيدهارثا غوتاما) البوذا الأعلى في عصرنا ويشار إليه أيضاً في اللغة السنسكريتية بـ شاكياموني أي حكيم الشاكيا، وشاكيا قبيلة هندية قديمة ترجع إلى 1000 قبل الميلاد.
ويعتبر (غوتاما) الشخصية الرئيسية في البوذية، ويعتقد أنه جرى جمع وقائع حياته وأحاديثه وقوانين الرهبنة بعد وفاته حيث حافظ عليها أتباعه من بعده في ذاكرتهم، ومن ثم انتقلت الكثير من تعاليم بوذا بشكل شفهي ولم تكتب إلا بعد مرور أكثر من 400 سنة. "
الديانة البوذية هى ديانة رغم ما يشاع عنها أنها مأخوذة من الهندوسية فإنها لا تقوم على وجود آلهة أو إله تعبد كما في الهندوسية من خلال ما يسمى سفر بوذا ومن الممكن أن نقول أنها إلحادية فهى لا تتعرض لمسالة الألوهية على الإطلاق وإن كان من أتوا بعد بوذا جعلوه إلها يعبد من دون الله
ويتحدث غزال في بحثه عن المعجزات التى ذكروها عن بوذا فقال :
"نتناول جانباً آخر عن بوذا يتصل بالخوارق التي يزعم أنها كانت تحدث خلال قيامه بجلسات تأملية عميقة تدخله في حالة مغايرة من الوعي ونتناول أيضاً تصنيف الخوارق في المعتقدات البوذية.
هناك مزاعم عن امتلاك البوذا غوتاما لقدرات تفوق قدرات البشر، إلا أنه كان يكره أن يطلبها الناس منه أو أمام كل ذي عقل متشكك، وكان يحتقر ما يطلب منه بخصوصها فيرفض الامتثال لها، وقيل أن تلك الخوارق كانت تأتي خلال جلسات التأمل العميق وفي الفترة التي عاش فيها زاهداً، وربما عرض تلك الخوارق يفيد الكائنات الواعية، وكان يحذر: " أنه لا ينبغي أن تكون الخوارق سبباً لاتباع طريقته ".
وذكر الكاتب المعجزات التى نسبت له والآيات فى الإسلام لا تعطى إلا لرسول كما قال تعالى :
"وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله "

وبوذا لم يكن رسولا عند نفسه ولا عند الناس وإن كان من الممكن أن يكون رسولا حرفت قصة حياته تحريفا عظيما وأنتجت ديانة وثنية مثلها مثل النصرانية التى حرفت قصة المسيح (ص) وهناك تشابه بين أسفار العهد الجديد وبين سفر بوذا فى أمور كثيرة تذكر بعضه:
تشابهات سفر بوذا مع العهد الجديد
"4-..ثم دون أن يقرع الباب دخل غرفتها أربعة ملوك واقتربوا من سريرها .. حتى تركوها تحت أفياء شجرة فينانة ...ثم تقدم منها أربع ملكات رائعات يحملن فى أيديهن صناديق مملوءة بزخارف الثياب ... " فصل الفجر والإصباح فى أسوار وميامر
تشابه مع قصة مريم والملاك جبريل (ص)والدخول دون قرع للباب
7- وعندما شعرت ماياشفى باقتراب الوضع رجت زوجها أن يسنح لها بالذهاب لمنزل أهلها وفى الطريق فى إحدى خمائل قرية لومبينى قرب كبيلا فستو شعرت بآلام الوضع وفى خيمة من الأشجار التى تعانقت فورا لتظللها وفوق بساط من الأعشاب التى شكلت للسيدة سريرا رقيقا وضعت الرائعة طفلها بينما كانت تمد ذراعها لتهز شجر البنيان القريبة " فصل الفجر والإصباح فى أسوار وميامر
تشابه مع قصة مريم والشجرة والولادة فى مكان بعيد عن الناس
"7-..كان الطفل جميلا ذا روعة وسحر . كان مرتديا جلبابا من الحرير الناعم وقد هبط الأرض وكأنه ينزل عن عرش ثم صار نحو كل جهة من الجهات وأعلن أنه سيعيش حتى أخر مرحلة من مراحله تناسخه " فصل الفجر والإصباح فى أسوار وميامر
تشابه مع كلام عيسى(ص) فى المهد
7-.. بعد ذلك جلس على زهرة لوتس بيضاء انبجست للتو فى نفس المكان الذى كان أول موطىء لقدمه اليسرى " فصل الفجر والإصباح فى أسوار وميامر
تشابه بين الهندوسية فى زهرة اللوتس
"9-..وفى تلك الغابة بالذات كان القديس أسيتا يعيش حياة نسك ورهبنة كان برهميا ورعا سمع فى إحدى لياليه أناشيد دينية وترتيلات فى السماء ثم سمع صوتا يعلن مولد الطفل الذى ينقذ العالم عند ذلك هب الزاهد نحو الطريق الذى كانت ترشده إليه العصافير والمؤدى إلى كبيلا فستو حيث أخبروه عن ميلاد فرد جديد من أسرة الغوتاميين " فصل الفجر والإصباح فى أسوار وميامر
يوجد تشابه بين حكاية يسوع فى العهد الجديد والنص فبدر من الثلاثة المجوس هنا ناسك وبدلا من النجم العصافير وصوت من السماء يشبه صوت حمامه أو منادى هذا هو ابنى الذى سررت به كل سرور
"10- .. أما أنت أيتها الأم المفضلة من البشر فقرى عينا " فصل الفجر والإصباح فى أسوار وميامر
هذا قول أسيتا وهو يشبه اصطفاء مريم
"10-.. وسموا الطفل سيذراتا وبقى على هذا الاسم حتى أطلق عليه لقب السكيمونى الذى يعنى السكياوى المنعزل " فصل الفجر والإصباح فى أسوار وميامر
يشبه هذا تسميات يسوع الناصرى وما شابه
21فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.
وتحدث عن الخوارق فقال :
"ونذكر فيما يلي الخوارق المزعومة التي حدثت مع بوذا:
1 - الولادة
قيل أن (سيدهارثا غوتاما) وقف بعد ولادته مباشرة ومشى 7 خطوات نحو جهة الشمال وقال: "أنا زعيم العالم، أنا الأكبر سناً في العالم، أنا قبل كل شيء في العالم، هذه آخر ولادة "، وعلاوة على ذلك كانت ولادته نتيجة حمل طاهر وبعد حلم لأمه رأت فيلاً أبيض وهي حادثة تعني ولادة شخص مقدس وليس شخص عادي، وقيل أن كل مكان وطأته قدم بوذا الطفل كانت تزهر فيه زهرة لوتس."
حكاية الولادة تتشابه مع قصة ولادة المسيح(ص) مع خلافات عديدة
2/- ثنائية الماء والنار
بعد عودة بوذا إلى مملكة أبيه كانت هناك حيرة لا تزال قائمة فيما إذا كان غوتاما بوذا شخصاً مستنيراً أم لا، وأتته الإجابة عندما عرض "معجزته المزدوجة "، وهي اجتماع النقيضين: النار والماء، فكانت ألسنة النار تأتي من أعلى جسمه وتيارات الماء من أسفل جسمه، ثم انعكس ذلك لتخرج النار من الأسفل والماء من الأعلى وبشكل مشابه خرج النقيضان من يمينه ومن شماله، بعد ذلك مشى بوذا 3 خطوات عملاقة فوصل إلى (تافاتيسما) وهناك وعظ (أبهيدهارما) بشأن أمه التي أعيدت ولادتها هناك باسم (سانتوسيتا) وجود مستقل، وبعد أن اقتنع براهما بكلمات بوذا قرر أن يتبع شريعة بوذا (دارما) ثم طلب براهما إجراء منافسة في القدرات بينهما بحيث كان براهما يخفي نفسه وعلى بوذا أن يعثر عليه، وكان بوذا ينجح في كل مرة مشيراً إلى موقع براهما، ومن ثم أتى دور بوذا فأخفى نفسه في الفراغ والتأمل فلم يستطع براهما معرفة مكانهمما زاد في قوة إيمان براهما ببوذا."
من هو براهما؟
هو إله الخلق لدى الهندوس (ديفا) وهو واحد من الثلاثة أي تريمورتي وهم (براهما) (فيشنو) و (شيفا)، ويمثلون الأشكال الثلاث لمراحل الخلق والإستمرار والدمار، الخلق من اختصاص (براهما)، والاستمرار من اختصاص (فيشنو) والدمار من اختصاص (شيفا)، ويدعون بـ الثالوث العظيم لدى الهندوس."
ثم قال:
4 - الفيل
كان (ديفاداتا) ابن عم بوذا، وكانت الغيرة تقتله من (بوذا)، ولقد تآمر ضد بوذا من دون جدوى وفي إحدى المرات حل وثاق الفيل المعروف باسم (نالاغيري) أو (ضانابالا) لكي يهلك (بوذا) به، وقد كان مربي الفيل قد أثاره ليبقى في حالة جنونية فركض الفيل عبر البلدة باتجاه بوذا، ثم فجأة أوقعت امرأة مرعوبة رضيعها أمام قدمي بوذا، وكان الفيل على وشك أن يدهس الطفل، فوصل بوذا إلى الفيل بهدوء ولمس جبهته فهدأ ثم ركع أمام بوذا.
5 - الماء النظيف
طلب بوذا من تلميذه (أناندا) أن يأتيه بماء للشرب من البئر لكن (اناندا) كان يكرر قوله بأن البئر مليئ بالأعشاب والتبن وليس صالحاً للشرب، ورغم ذلك أصر بوذا على (أناندا) أن يذهب إلى البئر وعندما مشى أناندا إلى البئر أزال بوذا (عن بعد) الأعشاب والتبن من البئر فأصبح الماء نقياً جداً.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس