عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-02-2009, 02:26 AM   #10
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إذ لا شيء..
يسطع عند شيءْ!
لا شيءّ ينشّق ورْدّ شيءْ!
لا شيءّ يقطِف شّهْدّ شيءْ!
لا شيءّ يخطب ودٌّ شيءْ!
لا شيء يشهد مّجْدّ شيء
لا شيءّ ينظر وعدّ شيءْ!

*****
يا سيدي
لا شيءّ يظهر *
أو سيظهر *
ها هنا
لا شيءّ يبكي فقد شيءْ!
لا شيءّ يملِك ردٌّ شيءْ!
لا شيءّ يوقف مدٌّ شيءْ!
لا شيءّ ينهض ضدٌّ شيءْ!
لا شيءّ يصبح ندٌّ شيءْ!
لا شيءّ .. لا
أو شبٌهّ شيءي..
لا.. ولا حتٌي اسْمّ شيءْ!

*****
* فلتحترِسْ يا صاحبي
لا شأنّ للأشياءِ
بالأسماءِ
بالمعني الدٌّخيلِ علي هوٌّيتها
وباللفظِ الذي نحن اخترعْناه
*****
فالشيء يخِفي سرٌّه عنٌّا..
ويحجب عن شعاعِ العقلِ
معناه
*****
وهو الذي * في البّدءِ
* ألٌّفّ بين ضدٌّيْنِ:
الحقيقةِ .. والخيالِ
وراح يرصد ما يصير..
ونحن في زمنيْنِ
مختلفيْنِ مِثّلهما
نواصل رحلةّ العمرِ القصيرِ..
ولا نعِي
حتي تفاجِئّنا نهايتها
فمن زمني أضاعّ وجودّنا عبثا
إلي زمني أضعناه!

*****
فإذا تحايّلْنا.. فأبدّلْنا
بعصرِ ثقافةِ الأشياءِ
عصرّ ثقافةِ الأسماءِ..
سوف يظلٌ طيف الشيءِ:
يرقص حولّنا
فالشيء يخدعنا
ونحن نظنٌ أنٌا قد خدعْناه!
إذ أنه يبدو لنا * في الجّهْرِ
* ممتثِلا مطيعا
بينما في السرٌِ:
يصحبنا إلي حقِل الوجودِ
لنبذرّ الأيامّ والأعوامّ فيهِ..
وهو مختبِيء بمِنْجلِهِ
ليحصدّنا
ويحصدّ ما زرعْناه!

*****
الشيء يخلقنا
ويهلِكنا!
يدرٌِبنا علي اسْتنساخِ أنفسِنا
وتكيِيفِ الحواسٌِ الخمسِ:
وّفْقا للذي كنا *
بفضلِ الشيءِ قِدما *
قد وّعيْناه!

*****
وكذلكّ اعتّدْنا
علي ما يقتضيهِ الشيءمن أشياءّ..
أصبحنا صنيعةّ ما صنعناه!

*****
فإذا تعامّي الشيء عنٌّا
أو تجاهّلّ ما نريد..
وكان يصمت إن عصينْاهفلأنه * لاشكٌّ * يعرف أننا
حتْما سننظر مرٌّة
فإذا بنا *
من حيث لا ندري *
أطعْناه!
لنظلٌّ نرقص دونما حّرجي
بحضرتِه
علي اللحِن البدائيفِ الذي
كنٌّا نسِينا
أننا * يوما
* سمعْناه!

*****
* يا سيدي
أرْقتِني بتجلٌِياتِ الشيءِ..
حتي لست أفهم ما تقول!

*****
الشيء؟ أين الشيء؟!
إني لا أري في غابةِ الأشياءِ..
إلا كتلة عمياءّ..
تظهر.. كي تزولّ!
وقد رأيت الواقعّ المبذولّ..
يخلو من دوامِ الشيءِ
إلا في القليلِ..

*****
فذلك الحجّر الذي:
ألقيْت بالمقلاعِ.. ضاعّ
كذلك المقلاع!
والورّق الذي أنشأت فيهِ:
قصيدتي الأولي
لّهّتْ بخطوطِهِ الصٌغري المنمنّمِةِ
الفصول!
وقد تكفٌّلت السٌّنون بلعبتي
وبنقْضِ ما نسجّتْ صبايا قريتي
وبذلكّ الجّملِ الذي:
سوٌّيْته بيديٌّ
من رّدّغِ العجِينِ..
وباقة الأزهارِ..
أّعْطبها الذٌبولفلم تّعدْ لتفيدّ في شيءي!

*****
وتلكّ البنت:
قد بادلتها شيئا بشيءي
فانتشيْت بلذٌّةي ما..
ثم قلت:
لعلٌّها ستدوم شيئا
ثم أدركّني الصباح..
كأنني أصبحت:
لم أظفّرْ بشيءي!

*****
أيها الصبح الذي:
فلّقّ الدٌجّي
لم لم تبشٌِرْني بشيءي؟!
كم طلعْتّ علي خرائبِنا
فلم تطلعْ بضوءي!

*****
هل ترانِي قد عّميت..
فأبصرّ الأشياءّ * دوني
* الآخّرونّ..
أم الحقيقة أنني:
صرت الحّرونّ..
وهم قطيع سائم
ليسوا علي شيءي!

*****
أم الشيء الحقيقةوحدّهفي ذلك الكونِ الذي:
خلّبّ العقولّ *
فصارّ مثلّ المؤمنين الكافرونّ *
وليس * غيْرّ الشيءِ *
شيءْ؟!

*****
* الشيء كّنْز يا صديقي
فاكتشفْه..
ولا تبالِ
بفكرةِ العدميٌِ عنه..
ولا تثِقْ في مرجِعيٌّتِهِ!
لا يخّدعّنْكّ بقولِهِ:
'ما الكون إلا جملة الأشياءِ..
حين تجمعتْ في البدءِ..
فائتلّفتْ.. أو اختلفّتْ
ببعضِ مصادفاتِ الخلْقِ..
صار الشيء شيئا
هكذا فّرضّ النظامّ..
بفوضّويٌّتِهِ!'

*****
يا صاحبي فّلْتّنتبِهْ!
ولتعترفْ بالحقٌِ : للحقٌِ
اتٌّجهتّ إليهِ..
أو لم تتجِهْ
لا تنخدعْ
بمقالةِ المستهتِر المِهذارِ..
حتي لا تذِلٌّ.. وتعنوّ!

*****
لكن توخٌّ الصدقّ..
كنْ كالشيءِ:
يشرِف باذخا في نبلهِ
أو في نزاهتِهِ
أو اطمئنانِهِ
أو أّرْيحيٌّتِهِ!

*****
* لم أنخدعْ
كلا.. ولن أرضّي
بغِشٌي..
ها هنا: لا شيءّ يحدثكلٌ شيءي يحدثالأحداث تّتْري:
أمٌّة حمِلتْ علي نعشي!
دمي بشرية..
حشيّتْ بقشٌي!
بغلة جلسّتْ علي عرشي!
كنوز لا تقدٌّر..
بدٌِدتْ بالعمْدِ..
أو بِيعتْ بقرشي!

*****
أينما ولٌّيْتّ وجهّكّ
يا رفيقفلن تشاهِدّ
غيْرّ رسْمِ حضارةي
دّرسّتْ
* ولا أبكي علي أطلالها *
لم يبق منها غيْر نقشي!

*****
ها هنا:
لا شيءّ يوجّدكل شيءي يوجدالآن اختلّفْنا
يا رفيقْ!

*****
* يا صاحبي
أسرفت فيما قلتّ..
إن الشيءّ مختلف تماماّ
عن يقينِكّ حولّههو مستقلٌ عنكّ..
لكن أنت لست بمستقلٌي عنهكاستقلالِهِ عنكّ!

*****
اقتربْ..
لِتراه منبّتٌّ الأواصِرِ
عن فضولكّ
وانفعالِكّ * في مناسّبةي * بهِ
وعن انطباعِكّ عنه..
ليس الشيء ما تحتاج منهفأنتّ نفسكّ *
شئتّ.. أو إن لم تشأْ *
مشروع شيءْ!

*****
قل لي بربٌِكّ *
دون سفسّطةي *
هل الإنسان إلا:
محض شيءي؟!
نظرة الرائِي تحوٌِلهإلي شيءي!
كذلك مِبضع الجرٌّاحِ
يجعّلهجراثيم المنيٌّةِ سوف تدخلهفّم الزمنِ النٌّهيم *
ودورة الملّوّيْنّ *
يأكلهرياح الكونِ تحمله!

*****
تأمٌّلْ يا صديقي:
اللفظ * حين يقال* شيءواللسان * يقوله* شيء!
كذا شّعْر الصبيةِ
شأنه * بالضبطِ
* كالمشطِ الذي يتخلل الخصلاتِ:
شيء!
وّجْنتّاها..
نهدها لما تمسٌِده الأصابع *
والأصابع نفسها *
شيء!
ألا.. أّجْمِلْ بشيءي ناعمي بضٌي
تمسٌِده بشهوةِ وامِقي:
أطراف شيءي!)

*****
... ثم إن لعابّها
إن أنتّ قد قّبٌّلتّها *
وكذلك الفضّلات *
شيء!
نحن * فعلا يا صديق* أنا وأنتّ وهؤلاءِ:
مصانع الأشياءِ!

*****
كلاٌّ.. لا تجادِلْ
هل سِوي: إن قلتّ..
قد أخرجتّ * حين لفظتّ
* شيئا؟!
أو أكلْتّ:
ملأتّ شيئا خاويّا
بركامِ شيءي!
أو بكيتّ:
شرعتّ في إفرازِ
شيءي!
أو زنيْتّ:
ولجْتّ في شيءي
بشيءي!
(إنما شيء الحداثياتِ..
ربٌّاتِ الشٌِعارِ الثائرِ النٌّسوِيٌِ.
كالأشياءِ: شيء!)

*****
.... كلٌ شيءي يا صديقي
فهو شيءفاجتهدْ شيئا
لتكشفّ * إن أردتّ
* عّلاقةّ النٌّسبِ الحميمةّ
بين جنسِ الإنسِ..
والأشياءِ..
حتي لا تظلٌّ تقول لي:
يا سيدي
لا شيءّ يبدو لي هنا
يا سيدي
لا شيء يحدث ها هنا!

*****
* أنا لم أقلْ
إلا لأني قد رأيت..
ولا أزال هنا أري:
أشياءّ تنقص..
أو علي العّقِبيْنِ تنكص..
نحن في زمني يسير القهْقرّي!

*****
لا شيءّ يحدثكل شيءي يحدث..
الأحداث تّتْرّي:
وردة:
فاحتْ عفونتها!
أناس:
هاجرتْ عنها مدينتها!
نعم.. لا شيءّ يحدثبل ولائم:
يرتع الذٌِبٌّان *
وهو يحكٌ طرْفّ ذراعِهِ بذراعِهِ *
فيها!
وأعراس:
ينوح المعرِسانِ..
ويندب الجمهورفيها!

*****
ها هنا لاشيءّ يحدثأو سيحدث!
بل مآتِم:
يرقص الحكاٌّم فيها!
يضحكونّ إذا بكيْنا
يعبثونّ بكلٌِ شيءي!

*****
ليس من شيءي هنا
لا..
ليس من معنّي!

*****
وهذي: روضة الحريٌّةِ..
الأنف البهيٌّةلست أدرِي ما عّراها!
أصبحّتْ:
صحراءّ مجدِبة
وصارّ الناس:
مثلّ جماعةِ النمل التي
خرِبّتْ قراها
فاتٌّقاها النمل..
إلا نملةّّ ثكلي.. أراها
وحدّها..
تبكي الدٌِمّنْ

*****
لو أنٌضها نطقّتْ.. لقالت:
ها هنا
لاشعبّ..
لا قانونّ..
لا أفرادّ تنمو..
لا حكومةّ..
لا وطنْ!

*****
* دعْ ما يقول النٌّملللنملِ!
الذي أّعْنيهِ:
صوت العقلِ..
أسمعْنِيهِ..
ولتحذّرْ فضولّ القولْ!

*****
* ما عادّ من عقلي
لديٌّ..
فلست أدرِي ما أقولوقد غدّتْ مأساتنا:
ملهاتّنا!
وعقولنا
بئس العقول!

*****
ألاّ ترّاها
كيف صارّ يفوتها:
ما ينبغي للقولِ من فعلي
ويفتِنها المقول!

*****
لتذهبِ الأشياء طرٌا *
يا رفيقي * للجّحيمِ..
إذا استمرٌّ بنا التٌّنطعوالخمول!
لِيذْهبِ الشيء القبيح..
ليذهبِ الشيء الجميلْ!

*****
* لم لا يكون العيب فينا؟!
إنما تّستسلم الأشياءكالقِططِ الوديعةِ
بين أيْدِينا
فنمسح ظهْرّها!
وتموء غافية..
فّندمن لمسّ فروتِها البديعةِ
'ما ألذٌّ مواءّها الغافِي..
وأنعمّ شعْرّها!'

*****
سّنسرٌ من سّكّناتِها
وهدوئِها الصٌّافِي
ومن حركاتِها:
الذٌللِ المطيعةِ..
ثم نّنْسّي غدرّها!
إذ أنٌّ للأشياءِ ثوراتي
نسمٌِي جمْرّها:
غضبّ الطبيعةِ..
حين تّدهّمنا بزوبعةي..
ببركاني..
بزلزالي..
فنّخْشي شرٌّها
ونفِرٌ من جبروتِ شيءي ما
إلي جبروتِ شيءي!

*****
كم نّسِينا * اليومّ
* أنٌ لدولةِ الأشياءِ:
قانونا
يعمٌ علي الوجودِ..
بكلٌِ شيءي فيهِ..
ليس يشذٌ شيءلا..
ولا يطْغّي به شيءعلي شيءي

*****
فللأشياءِ منطقِها الذي:
يسمو علي العلمِ الغزيرِ
لها حكومتها التي لا فضْلّ فيها:
للجِبالِ علي الحصّي
للصٌّولجانِ علي العّصا
أو للمحيطِ علي الغديرِ..

*****
وأمٌة الأشياءِ في ناموسِها:
غضب
فإن غضِبتْ..
فليس أقلٌّ من عنق الوزيرِ!
وليس من فرْقي تراه العيْنّ
في قاموسِها
بين المحقٌّرِ والنٌّفيسِ.

*****
يا ليتنا كنٌّا أفّدْنا
من لطائِف حكمةِ الأشياءِ
شيئا
يا صديقْ!
* لم يبق من شيءي لديٌّ..
أقوله!
شيئا .. فشيئا
صارتِ الأشياء تهربمن أمامي
لم يعدْ إلا حطامِي!

*****
آهِ.. لو شيء
لتنفِتحّ العيون علي عّماها!
أو لتنطبِقّ الحروف..
علي مسمٌّاها!
ولو شيء..
ليحدثّ أيٌ شيءْ
شيء.. لينبغّ بعض شيءْ!

*****
شيء ليثأرّ ناقم
شيء ليشتعلّ الحطام..
ويستضيءّ مقاومشيء عنيف..
صارم!
شيء لأفنّي..
أو لأبقّي..
أو ليحيا أيٌ شيءْ!

*****
شيء يؤجٌِل:
هجمةّ الموتِ الزٌؤامْ
شيء..
ليصدّحّ باغم!
شيء ضروريٌ..
أكيدلازِم
*****
شيء لينقشعّ الظلامْ
شيء لينهمرّ الغمامْ
شيء ليقتصٌّ الوراء..
من الأّمامْ
شيء لينقضٌّ القطيععلي الإِمامْ
شيء ليبتدِيءّ انبثاق الشكلِ
من هذا الهلامْ
شيء لأدخلّ من تمامِ النقصِ
في نقصِ التمامْ!

*****
شيء يفوق الشيءّ!
شيء ليس كالأشياءِ..
شيء..
والسٌّلامْ!

*****
* ماذا دّهاكّ!
تري:
بماذا كنتّ تهذِي
يا رفيق؟!
* بأيٌِ شيءي!
* فيم أجرّيْنا الحِوارّ إذنْ؟
عّلامّ!
وممٌّ خِفتّ الآنّ..
ثم صّدفْتّ عنه؟
وعمٌّ تبحث؟!
* ليس عن شيءي!
* لم اسْتسلمْتّ *
قبلّ مبرٌِراتِ اليأسِ *
لليأسِ المفاجِيءِ.. هكذا؟!
* من أجلِ لا شيءي!
* فكيفّ نتمٌما بدأّ الحديث بطرحِهِ؟
بم سوف نختّتم النقاشّ؟!
* بأيٌِ شيءي..
أو بلا شيءي!

*****
فدعْني ها هنا
وحْدِي..
غدا سأموت..
سوف يضمٌنِي لحْدِي
وفي نفسِي
من الأشياءِ:
شيءْ!

*****
أيها الشاعِرونْ:
أصبح الشيء بينكم الآنّ..
فانصرفوا
ما الذي سوف تنتظرونْ!

*****
ها هو الشيء:
فاءّ إليكمْ
ولّوْلاه : في كلٌِ وادي..
ضربتمْ.. فتهتمْ
وكنتمْ كمِهتمْ
فلا تسمعونّ.. ولا تبصرون!

*****
كم سعيتم إليهِ..
فأعجّزّكمْ!
فجعلتمْ بهِ تسخرونْ!
ثم أنكرتموه..
مكرْتمْ *
وقد مكّرّ الشيء * مكرا
ألا.. ساءّ ما تمكرونْ!

*****
ها هو الشيء يشرِقمن فوقِكمْ
فاسْتّضيئوا بهِ

http://www.ournormandy.com/forum/showthread.php?t=9434

teleb_12442@yahoo.com
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس