عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2019, 11:19 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي

"قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك فى السموات أم أتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا "المعنى قل أعلمتم بآلهتكم الذين تعبدون من سوى الرب أعلمونى ماذا أبدعوا فى الأرض أم لهم خلق فى السموات أم أعطيناهم وحيا فهم على حجة منه بل إن يقول الكافرون لبعضهم بعضا إلا كذبا ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الكفار أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله والمراد أعرفتم آلهتكم المزعومة التى تطيعون من سوى الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض والمراد ماذا أنشئوا فى الأرض أم لهم شرك أى ملك أى خلق فى السموات ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن آلهتهم المزعومة لا تخلق شىء فى الكون ويسأل أم أتيناهم كتابا فهم على بينة منه أى هل أوحينا لهم وحيا فلهم فيه حجة منه ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)ونحن أن الله لم يعطى الكفار وحى يخبرهم فيه بوجوب عبادة غيره ،ويبين له أن الظالمون وهم الكافرون يعد بعضهم بعضا غرورا أى يوحى أى يقول لبعضهم بعضا وهما أى زخرف القول وهو الكذب مصداق لقوله بسورة الأنعام"يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" والخطاب وما بعده للنبى(ص)ومنه للناس.
"إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا "المعنى إن الرب يمنع السموات والأرض أن تفنيا ولئن فنيتا لن يمنعهما من أحد من بعده إنه كان رحيما نافعا،يبين الله للنبى (ص)أن الله يمسك والمراد أن الرب يمنع السموات والأرض أن تزولا أى تهلكا أى تفسدا مصداق لقوله بسورة الأنبياء"لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"ولئن زالتا أى فسدتا فالسبب هو أن أحد غير الله قد أمسكهما أى منعهما وهذا يعنى أن لا أحد يقدر على منع الكون من الفساد وهو الدمار سوى الله وهو الحليم الغفور أى النافع المفيد لمطيعى حكمه .
"وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارا فى الأرض ومكر السيىء ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا "المعنى وحلفوا بالرب قدر طاقتهم لئن أتانا مبلغ لنصبحن أفضل من إحدى الجماعات فلما أتاهم مبلغ ما أجابوا إلا تكذيبا استعظاما فى البلاد أى كيد المنكر وكيد المنكر لا يصيب سوى أصحابه فهل يترقبون إلا عقاب السابقين ولن تلق لحكم الله تغييرا أى لن تلق لأمر الرب تبديلا،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار أقسموا بالله جهد أيمانهم والمراد حلفوا بالرب قدر طاقتهم من الحلفانات :لئن جاءهم نذير أى لئن أتانا مبلغ للوحى لنكونن أهدى من إحدى الأمم والمراد لنصبحن أحسن من إحدى الجماعات وهى بنى إسرائيل ،فلما جاءهم النذير والمراد فلما أتاهم مبلغ الوحى ما زادهم إلا نفورا والمراد ما أجابوا إلا تكذيبا وهذا يعنى أن رد فعلهم كان هو النفور الذى فسره الله بأنه مكر السيىء أى عمل المنكر والمكر السيىء وهو العمل المنكر أى البغى يحيق بأهله أى يصيب عامليه بعقابه ويسأل الله هل ينظرون إلا سنة الأولين والمراد هل يتربصون سوى عقاب السابقين ؟والغرض من السؤال إخباره أن مصيرهم هو نفسه مصير الكفار السابقين وهو العذاب ويبين له أنه لن يجد أى لن يلق لسنة الله وهى حكم الله تبديلا وفسره بأنه تحويلا أى تغييرا فحكم الله فعقابهم لن يلق مغيرا يبدله لغير العقاب والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شىء فى السموات ولا فى الأرض إنه كان عليما قديرا "المعنى ألم يسافروا فى البلاد فيعلموا كيف كان جزاء الذين سبقوهم كانوا أعظم منه بأسا وما كان الرب ليقهره من مخلوق فى السموات ولا فى الأرض إنه كان خبيرا فاعلا ،يسأل الله أو لم أى هل لم يسيروا فى الأرض أى يتحركوا فى البلاد فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم والمراد فيعرفوا كيف كان عذاب الذين سبقوهم فى الكفر فيعتبروا بما حدث لهم كانوا أشد منهم قوة والمراد كانوا أعظم منهم بطشا أى بأسا والغرض من السؤال الإعتبار بما حدث للسابقين فرغم قوتهم عذبوا،ويبين له أن الله ما كان لشىء أى مخلوق فى السموات أو فى الأرض أن يعجزه أى يقهره والمراد يمنع عذابه ،والله هو العليم القدير أى الخبير الفاعل لكل شىء يريده .
"ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا "المعنى ولو يعاقب الرب الخلق بما عملوا ما أبقى على سطحها من إنسان ولكن يؤجلهم إلى موعد محدد فإذا أتى موعدهم فإن الرب كان بخلقه خبيرا ،يبين الله لنبيه (ص)أنه لو يؤاخذ الناس بما كسبوا والمراد لو يحاسب الخلق بما صنعوا على الفور ما ترك على ظهرها من دابة أى ما أبقى على سطحها من إنسان والمراد لعجل لهم العذاب مصداق لقوله بسورة الكهف"لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى "والمراد ولكن يبقيهم حتى موعد معدود أى محدد عنده فإذا جاء أجلهم والمراد فإذا حضر موعدهم فإن الله كان بعباده بصيرا والمراد فإن الرب كان بخلقه خبيرا ويحاسبهم على أساس علمه بهم حسب عدله والخطاب للنبى(ص)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس