عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-07-2023, 07:32 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,991
إفتراضي

قال أبو الفرج إسناده مظلم كثير من رجاله مجاهيل ليس فيهم معروف "
وعاد المؤلف للعدد 40 وانهم كلهم في الشام فقط بينما في حديث سابق22 في الشام و18 في العراق فقال :
"الثامن حديث على بن أبى طالب
أخرجه الإمام أحمد (1/112 قال حدثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح يعني ابن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا إني سمعت رسول الله (ص)يقول الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب
أخرجه كذلك أحمد فى فضائل الصحابة (1727 وابن عساكر (1/289 والمقدسى المختارة (2/110/484 جميعا بهذا الإسناد مثله
قلت وهذا الإسناد منقطع فإن شريح بن عبيد الشامى لم يسمع من على بن أبى طالب
وقد روى بإسنادين آخرين مرفوعا
الأول أخرجه ابن أبى الدنيا الأولياء (8 نا أبو الحسين الواسطي خلف بن عيسى نا يعقوب بن محمد الزهري نا مجاشع بن عمرو عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن عبد الله بن زرير عن علي قال سألت رسول الله عن الأبدال قال هم ستون رجلا قلت يا رسول الله جلهم لي ؟ قال ليسوا بالمتنطعين ولا بالمبتدعين ولا بالمتعمقين لم ينالوا ما نالوا بكثرة صيام ولا صلاة ولا صدقة ولكن بسخاء النفس وسلامة القلوب والنصيحه لأئمتهم إنهم يا علي من أمتي أقل من الكبريت الاحمر
قلت وهذا حديث كذب من وضع مجاشع بن عمرو فإنه أحد الكذابين قال ابن حبان كان ممن يضع الحديث على الثقات ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار للخواص
الثانى أخرجه الطبرانى الأوسط (4/176/3905 وابن عساكر (1/334 من طريقين عن الوليد بن مسلم وزيد بن أبى الزرقاء عن ابن لهيعة نا عياش بن عباس القتبانى عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب أن رسول الله (ص)قال يكون في آخر الزمان فتنة يحصل فيها الناس كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبوا شرارهم فان فيهم الأبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب من السماء فيغرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول هم خمسة عشر ألفا والمقل يقول هم اثنا عشر ألفا أمارتهم أمت أمت يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ويرد الله الى المسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم
قلت وهذا وهم وخطأ إذ رواه ابن لهيعة حال اضطرابه واختلاطه فخالف الثقات الأثبات فقد رواه الحارث بن يزيد الحضرمى ـ أحد أثبات ثقات المصريين ـ عن عبد الله بن زرير عن على موقوفا ولم يرفعه
أخرجه ابن عساكر (1/335 من طريق أحمد بن منصور الرمادى نا عبد الله بن صالح حدثنى أبو شريح عبد الرحمن بن شريح المعافرى أنه سمع الحارث بن يزيد ثنى عبد الله بن زرير أنه سمع على بن أبى طالب يقول لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال
وما صح من أسانيده موقوفا على على بن أبى طالب ليس فيه ذكر عددهم ولا أوصافهم وهو بها أثبت وأصح منه مرفوعا
فقد أخرج ابن المبارك الجهاد (192 عن معمر عن الزهري قال أخبرني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن رجلا قال يوم صفين اللهم العن أهل الشام فقال علي لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم قوما كارهون لما ترون وإن فيهم الأبدال
وأخرجه الضياء المختارة (2/112 من طريق صالح بن كيسان عن الزهرى حدثني صفوان بن عبد الله بن صفوان أن عليا قام بصفين وأهل العراق يسبون أهل الشام فقال فذكر نحوه
والحديث يروى من غير وجه عن على موقوفا والحديث موقوفا عن على بن أبى طالب أصح وأشهر
قلت وبقية أحاديث الأبدال مراسيل لا تنتهض بمثلها الحجة كيف وقد بان أن المرفوعات كلها واهية بمرة "
وبعد أن انتهى المؤلف من بيان عيوب وعلل تلك الأحاديث الكثيرة تحدث عن معايب تلك الأحاديث وخطرها على الأمة فقال:
"بيان وإيضاح
اعلم أحسن الله مثوبتك وتولى رعايتك وايدك بالحق وأيد الحق بك
أن الذى ندين الله به ونعتقده واجبا لازما بعد قيام الدلالة بمقتضى ما بيناه من بطلان الأحاديث الآنفة الذكر أن هذه الألفاظ الأبدال و الأوتاد والأقطاب والغوث الفرد وغيرها مما تتهوعها قلوب المؤمنين الموقنين لم تكن تدور قطعا على ألسنة الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولم ترد بها أحاديث صحاح تؤكد صحة مدلولاتها على مقتضى كلام من أكثر استعمالها ولهج بذكرها وأجراها على وفق قوانين وقواعد مبتدعة ضاهت عند بعضهم الشرك الأكبر وأكثرهم من المنتمين إلى الشيعة والرافضة والصوفية
وما استعمل منها على ألسنة أكابر أئمة السنة والجماعة كالإمام ابن المبارك والأوزاعى والشافعى وأحمد وابن معين والبخارى وغيرهم من رفعاء أهل السنة وخاصة لفظ الأبدال فمحمول على معان محمودة ومدائح جائزة وربما وقع الاشتباه فى دلالات هذه الألفاظ من جهة المعهود الذهنى لمعانيها عند المخالفين من أهل الطوائف المبتدعة كالشيعة الباطنية والصوفية الإتحادية وأما مع المجانبة والحذر من مشابهتهم فلا مشاحة فى استعمال هذه الألفاظ حبنئذ على المعانى الجائزة مما تبيحه أدلة الكتاب والسنة
فلا يظن أحد أن قول الإمام الحجة أبى عبد الله الشافعى عن شيخه يحيى بن سليم الطائفى كنا نعده من الأبدال أنه يعنى أن شيخه الطائفى أحد الأربعين أشباه إبراهيم خليل الرحمن الذين كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا ولا يعنى أن شيخه أحد من يستغاث بهم ويستنزل بهم القطر والرزق وهذا مما لا ينبغى الإسهاب فى بيان بطلان اعتقاده وحمل كلام أئمتنا عليه
ألا تراهم يقولون فى المديح ما لا يسعهم فعله فضلا عن اعتقاده كقولهم فلان كعبة المحتاج لا كعبة الحجاج ومشعر الكرم لا مشعر الحرم ومنى الضيف لا منى الخيف وقبلة الصلات لا قبلة الصلاة وهذا كثير دائر على ألسنة الأدباء الأبيناء البلغاء من أهل السنة وعليه فقولهم عن رجل فلان من الأبدال محمول على معان من الثناء والمديح والمحامد الجائزة مما لا مساس معها بالمحظورات العقائدية وما كان منها على خلاف هذه الدلالة فمردود على قائله أو متأوله فمن ذلك قول شهاب بن معمر البلخى عن الإمام حماد بن سلمة كان يعد من الأبدال تزوج سبعين امرأة فلم يولد له

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس