عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-02-2024, 08:02 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي بيان الحق فى كتاب ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان

بيان الحق فى كتاب ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان
المؤلف: أبو الخطاب عمر بن حسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي وهو يدور حول الأحاديث المروية فى شهر شعبان وقد استهله بذكر ما جاء فى الشهر من أحاديث فقال :
"أما بعد:
فإني ذاكر في هذا الجزء إن شاء الله ما جاء في اشتقاق شهر شعبان، وما لاح من فضل صيامه وبان"
استهل الكلبى كلامه بأقوال ليس عليها دليل فقال :
"وفيه نزلت فريضة شهر رمضان، وفي النصف منه حولت القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام المحفوف بالرحمة والغفران، فشق ذلك على اليهود وعباد الصلبان والأوثان، وجد رسول الله (ص)في إعلاء كلمة الله غير مقصر ولا وان."
لا يوجد دليل من الوحى على أن فرض صوم رمضان كان فى شهر شعبان ولا يوجد دليل من الوحى على نقل القبلة من السماء حيث المسجد ألأقصى إلى الكعبة المسجد الحرام فكلها أقوال ليس فيها نص قطعى
ثم ذكر اشتقاق التسمية من تفرق القبائل فيه فقال :
"حدثني المسند أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر سبط أبي علي الحسين وأنا حاضر، ثنا أبو نعيم، أنبأنا اللغوي أبو عمر محمد بن عبد الواحد المطرز، ثنا أحمد بن يحيى الشيباني ثعلب قال: وكان شعبان شهرا تتشعب فيه القبائل، أي: تتفرق لقصد الملوك والتماس العطية ويقولون: شعبانات وشعابين "
قطعا لا دليل على هذا الاشتقاق لأن الله شرع تسمية الشهور عند بداية خلق السموات والأرض قبل خلق الناس فقال :
" إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهر فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض"

وتحدث عن فضل الشهر فقال :
"وأما فضله الثابت عن سيد البرية فهو ما أنا به الفقيه أبو الحسن علي بن الحسين في منزله بمدينة فاس سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة، وفيها مات أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن غلبون، ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد اللخمي، ثنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، ثنا عم أبي أبو مروان عبيد الله بن يحيى، ثنا أبي الفقيه أبو محمد يحيى بن يحيى، قال: عرضت على مالك بن أنس، عن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي (ص)أنها قالت: «كان رسول الله (ص)يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله (ص)استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان» .
هذا حديث مجمع على صحته أخرجه البخاري، عن عبد الله بن يوسف، قال: أنا مالك، وأخرجه مسلم
قلت: وسمعت الإمام فقيه العارفين أبا الفتوح العجلي يقول:
احتج الشافعي في القديم بهذا الحديث، فقال: وأكره أن يتخذه الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان، وكذلك يوما من الأيام.
قلت: وهذا الذي قاله الشافعي ترده السنة الثابتة عن رسول الله (ص) ولو حفظ الشافعي رحمه الله ذلك لرجع إليه وترك كلامه؛ لما رواه عنه الفقيه أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، قال: سمعت الشافعي يقول: " لقد ألفت هذه الكتب ولم آل فيها، ولا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن الله تعالى يقول: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ، فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنه ".
وقد ثبت أن رسول الله (ص)كان يصوم شعبان كله، ولم يأمرنا الله باتباع أحد إلا اتباع رسول الله (ص) وفيه الأسوة الحسنة التي جزاؤها الجنة.
والحديث الذي ذكرناه أخرجه البخاري في باب الصيام في باب صوم شعبان عن معاذ بن فضالة، ثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، أن عائشة حدثته قالت: "
لم يكن النبي (ص)يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأحب الصلاة إلى النبي (ص)ما دووم عليه وإن قلت، وكان إذا (ص)صلاة داوم عليها ".
هذا حديث لا مطعن فيه، وقد أخرجه مسلم من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي لبيد واسمه عبد الله بن أبي لبيد مولى الأخنس من أهل المدينة وقدم الكوفة، وروى عنه سفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة ومحمد بن عمرو بن علقمة، وكان من عباد المدينة.
قال يحيى بن معين: ثقة وقال أحمد: ما أعلم بحديثه بأسا وقال أبو حاتم الرازي: صدوق الحديث.
وقال البخاري: " قال الدراوردي: لم يشهد صفوان بن سليم جنازته ".
وذلك والله أعلم لأنه كان يرمى بالقدر، وتفرد بالإخراج عنه مسلم لثقته عنده.
عن أبي سلمة قال: سألت عائشة عن صيام رسول الله (ص) فقالت: " كان يصوم حتى نقول: قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم نره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان إلا قليلا ".
هكذا أورد في صحيح مسلم بنقل العدل عن العدل.
وروى الحافظ أبو عيسى الترمذي في جامعه الكبير قال: وروي عن عبد الله بن المبارك أنه قال في هذا الحديث: هو جائز في كلام العرب إذا صام أكثر شهر أن يقال: صام الشهر كله، ويقال: قام فلان ليله أجمع، ولعله تعشى واشتغل ببعض أمره، كأن ابن المبارك قد رأى كلا الحديثين متفقين يقول: إنما معنى هذا الحديث أنه كان يصوم أكثر الشهر.
وقد أمر عمران بن حصين أو السائل الذي سأله أن يصوم من سرة شعبان، أعني: وسطه على اختلاف أهل اللغة في هذه اللفظة.
عن عمران بن حصين أن النبي (ص)قال له أو لآخر: " أصمت من سرر شعبان؟ قال: لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين ".
وفي رواية: «إذا أفطرت رمضان فصم يوما أو يومين» - شعبة الذي يشك فيه - قال: وأظنه قال: يومين.
قلت: ورواية مسلم: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، ثنا مهدي وهو ابن ميمون، ثنا غيلان بن جرير، عن مطرف، عن عمران بن حصين , أن النبي (ص)قال له: أو قال لرجل وهو يسمع: " يا فلان، أصمت سرة هذا الشهر؟ قال: لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين ".
هكذا قيدناه فيه: «من سرة هذا الشهر» بضم السين يقضي على الجميع، ويدل على أنه أراد وسطه.
فحض رسول الله (ص)على صيام هذا الشهر، وأمر من لم يصم منه أن يصوم بعد فطر رمضان يومين، وذلك لبركة شعبان.
وفيه من الفقه دليل على أن النوافل إذا فاتت فإنها تقضى وأما قوله (ص)«لا يتقدمن أحدكم صيام رمضان بصوم يوم أو يومين» يعني: لمن لم تجر له عادة بصيام شعبان، ودليل ذلك قوله في آخر الحديث: «إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه» .
والحديث مجمع على صحته إلا أن الحافظ أبا عيسى الترمذي ذكر في جامعه المسند الكبير، في باب ما جاء في كراهية الصوم في النصف الباقي من شعبان لحال رمضان: ثنا قتيبة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة , قال: قال رسول الله (ص)«إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا» .
قال أبو عيسى: " حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ، ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم: أن يكون الرجل مفطرا، فإذا بقي شيء من شعبان أخذ في الصوم بحال شهر رمضان " وأما قوله (ص)«فإن الله لا يمل حتى تملوا» .
والملل من صفات بعض المخلوقين مما يدل به الإنسان، وهو: ترك الشيء استثقالا وكراهية له بعد حرص عليه ومحبة.
...فثبت بذلك أن قوله (ص)«فإن الله لا يمل حتى تملوا» أي: لا يمل الله أصلا وأنتم تملون."
قطعا تلك الأحاديث تخالف وتناقض كتاب الله فى كون الصوم كفارة لبعض الذنوب والمراد عقاب فكيف تكون العقوبة أمر مستحب أن يوقعه المسلم على نفسه ؟
والصوم فى غير رمضان بدون تشريع من الله هو ذنب لأن الصوم منقص للجر فهو إذا اعتبرناه عمل صالح فى غير رمضان وفى غير الكفارة فهو بعشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

بينما الأكل فى النهار مرتين افطار وغداء بعشرين حسنة إذا لم نعتبره عملا ماليا بينما لو كان عملا ماليا فهو بألف وأربعمائة حسنة كما قال تعالى :
" مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
ولو شرب مرتين فهم بعشرين حسنة أيضا فهل الأفضل هو اكتساب أربعين حسنة أو مئات الحسنات أم الصوم بعشر حسنات ؟
وتحدث الكلبى هم صلاة ليلة النصف من شعبان فقال :
وقد روى الناس الأغفال في صلاة ليلة النصف من شعبان أحاديث موضوعة، وواحدا مقطوعا؛ فكلفوا عباد الله بالأحاديث الموضوعة فوق طاقتهم من صلاة مائة ركعة، في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد عشر مرات، فينصرفون وقد غلبهم النوم، فتفوتهم صلاة الصبح التي ثبت عن رسول الله (ص)أنه قال: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» .
رواه عن رسول الله (ص)ذو النورين أمير المؤمنين عثمان بن عفان على ما أخرجه مسلم في صحيحه."
والخطأ فى الرواية أن ثواب من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله وهو ما يخالف أن ثواب كل الأعمال الصالحة غير المادية واحد وهو عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال :
"وروى جندب بن عبد الله عن رسول الله (ص)أنه قال: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم» ، وله طرق في صحيح مسلم.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس