عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-07-2022, 08:39 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي قراءة فى درس تَعَدُّد الْزَّوْجَات

قراءة فى درس تَعَدُّد الْزَّوْجَات
المحاضر هو أبو إسحق الحوينى وقد استهل الرجل محاضرته بالتنبيه على النساء أن يأخذن الموضوع من جهة الإسلام وليس من جهته كرجل أو من حيث ضرره لهن فقال :
"أنا مشفق علي حال النساء اللواتى يجلسن الآن يظنون أنني سأفجر قنبلة لأن السؤال الذي أجلته إلى هذه المرة عن التعدد، فأنا أريد مِمَن يسمعني مِن الرجال والنساء بخصوص هذا الموضوع أن يتلقاه تلقيًا إيمانيًا لأنه لا يصلح فيه إلا الإيمان ولا يخفف أي شيءٍ من لأواء الدنيا وهجيرها إلا الإيمان، إن المرء قد يضحي بالشيء النفيس إذا كان الإيمان هو الحافز له على ذلك, أنا أريد ونحن نستمع إلى المسائل الكبيرة أن نستحضر الإيمان ولا نستحضر غِل الدنيا،."

وقد استهل الحوينى محاضرته بذكر رواية حديثية فقال :
"خبر سعد بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف في البخاري.
عن عبد الرحمن بن عوف في كتاب البيوع، ورواه في مناقب لأنصار ورواه من حديث أنس بن مالك وكرره من حديث أنس في أحد عشر موضعًا من صحيحه.
خلاصة الخبر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار فكان من الذين آخى بينهما سعد بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف، سعد ين الربيع أنصاري، عبد الرحمن بن عوف مهاجري، المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم وخرجوا مهاجرين في سبيل الله -عز وجل-، الأنصار كانوا في بلادهم وفي حاضرتهم, فلما آخى النبي ( ص)بين سعد بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف، قال:" سعد لعبد الرحمن أنا أكثر أهل المدينة مالاً فخذ شطر مالي وعندي زوجتان فانظر إليهما واختر أعجبهما إليك أطلقها لك فإذا انقضت عدتها تزوجتها" هذه سماحة عجيبة، لأن ليس من طبيعة العرب أن يتنازل أحدهم عن امرأته، فقال له عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على السوق."
هذه الرواية هى أكذوبة من ضمن الأكاذيب فالمحدث الحوينى لا يهمه سوى الإسناد وأما أن يأمر مسلم أخاه بمنكر فالرجل لا يعلق عليه لا هو ولا البخارى ولا غيرهم
الرواية تجعل سعد رجل بلا نخوة رجل آمر أخاه بالمنكر حيث يأمر أخاه أن يدخل على زوجتيه وينظر إليهما نظرا دقيقا كى يختار إحداهما وهنا معصيتين :
الأولى إدخال غريب على الزوجتين مخالفا قوله تعالى " فاسألوهن من وراء حجاب"
الثانية النظر لنساء أجنبيان نظرا محرما كما قال تعالى :
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "
وأما المعصية الثالثة وهى كارثة هى أن لا قيمة للمسلمة فلا يؤخذ رأيها فى الطلاق من الأول ولا الزواج من الثانى فالرواية يكفى أن يختار الثانى فيطلق الأول ويتزوج الثانى وهى معصية لقوله تعالى :
"لا إكراه فى الدين"
والحوينى كغيره ممن يؤمن أنه يكفى أن يكون الإسناد صحيحا أو ورد فى البخارى أو مسلم دون أن يناقش هل يمكن أن تلم الحكاية بما فيها من مخالفات لأحكام الله أم لا
والأغرب أم لا عبد الرحمن لم ينكر على سعد تلك المعاصى والرواية تبين أن الاثنين جاهلان تماما بأحكام الإسلام والاثنان حتى لم يصلا لمنزلة الجاهليين من حيث الغيرة
الحوينى بدلا من أن يفكر هل هذا الكلام حدق بالفعل يواصل تصديقه للرواية كأنها وقعت بالفعل فيقول:
"بقدر إكباري بسماحة سعد كان إكباري لنبل عبد الرحمن.
ذهب عبد الرحمن بن عوف إلى السوق فما هو إلا أيام حتى استطاع أن يجمع شيئًا ذا بال من المال، لم يمر عدة أيام بعد ذلك إلا ولقيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الطريق، النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي عبد الرحمن بن عوف وعليه أثر صفرة، فقال مهيم يا عبد الرحمن –ما الحكاية؟ -فقال تزوجت يا رسول الله. هذا الكلام في خلال شهر مثلاً تزوجت يا رسول الله، فقال له - صلى الله عليه وسلم - بكم أصدقتها (أمهرتها) قال أصدقتها نواة من ذهب، فقال له أولم ولو بشاة"
وكالعادة رجال الحديث يريدون أن نسير خلف الروايات كالبهائم فيجب أن نصدق دون أن نفكر
الرسول (ص) فى الرواية متهم بالجهل هو والصحابى لأن الرسول(ص) وافق على زوج الرجل بالمرأة مقابل مهر قدره نواة أى نقاية البلحة ذهب مع وجود نص ينص على أن مهر المسلمة الحرة قنطار يقول :
"فإن آتيتم إحداهن قنطارا"
وأن مهر الأمة تصف مهر الحرة لأن عقاب الحرة على الزنى هو نصف عقاب الأمة كما قال تعالى:
" فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب"
والأغرب الأمر بأن يولم بشاة والمعروف أنه لا يوجد شىء اسمه تأكيل الناس خاصة أن الرجل دخل وانتهى الأمر
والغريب أن الله هرف المسلمين أن من لا يملك المهر وهو القنطار أو نصفه عليه أن يصبر فلا يتزوج كما قال تعالى :
" وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله"
وكالعادة الرجل يصدق الروايات نفى أن عبد الرحمن اغتنى فى فترة قصيرة فى المدينة وهو كلام يتنافى مع فقر المهاجرين وحتى ألأنصار فترة ليست بالقصيرة فى أول الهجرة وفيها قال تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
والغريب أن الحوينى لم يفكر أن مجتمع المدينة لم يكن فى أوله مجتمعا مسلما تاما وإنما كان خليط من المسلمين واليهود والمنافقين والأعراب والكفار بطبعهم لن يتعاملوا مع المسلمين لا فى تجارة أو غيره إلا مضطرين لأنهم يعتبرون أعداء لهم ومن ثم عبد الرحمن لو ذهب للسوق فلن يقدر على بيع أو شراء يجلب منه غنى لأنه من سيشترون منه هم المسلمون فقط وكان عددهم قليل لا يتجاوز خمسمائة حتى غزوة بدر وهم كانوا فقراء ومن ثم فالمال الذى معهم جميعا قليل ولا يمكن أن يؤدى لغنى أحد منهم
يقول الحوينى متحدثا وكأنه لا يرى أن ما قاله سعد هو معاصى تقترب من الدياثة فى العرف :
"عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- كان إذا تاجر في التراب ربح من البركة, دعك من أشباه الرجال الذين نراهم الآن، الذين تربوا على موائد الغرب "الديايث" الذين لا يغارون على حُرماتهم، العرب كانت عندهم غيرة ولذلك كانوا يأخذون نساءهم معهم في الحروب ,! ليثبتوا إذا لم يدافع عن قومه دافع عن عرضه العرب كانت عندهم غيّرة شديدة وليس العربي الذي يتنازل عن زوجته لآخر هكذا، لكن سعد تكلم بمنطق الإيمان فسهل عليه أن يقول لأخيه عبد الرحمن أنظر أعجب المرأتين، وأنا سأتنازل عنها، سأطلقها وأزوجها لك."
الرجل يتكلم عن أن سعد تكلم بمنطق الإيمان وأى إيمان في عصيان الله في ثلاث معاصى
وبعد أن تحدث الرواية فاجئنا بإحصائية مصرية في مجال الزواج والطلاق والترمل فقال :
" إحصائية منسوبة للجهاز المركزي بالإحصاء في مصر: هذا الموضوع كبير جدًا وخطير أيضًا وأنا سأبتدئ الموضوع بذكر إحصائية قرأتها منسوبة للجهاز المركزي للإحصاء في مصر ومجلة أكتوبر منذ عدة أسابيع , عملت ملف بعنوان: (تسعة ملايين مطلق وأرمل وعانس في مصر)، بالإضافة إلي ثمانية ملايين قضية طلاق وخلع في المحاكم، لو فرضنا أنه سيصطلح ثلثهم, المتبقي مع التسعة ملايين السابقة فيكون المجموع احدي عشر ألفاً, من أصل تسعين مليون، ولنعتبر مثلاً مصر شريحة والمشكلة هذه موجودة في كل بلاد المسلمين أنقلها إلى بلدك ولكل بلاد المسلمين، تسعون مليوناً مع أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال على حسب الإحصائيات، سأقول ثلاثون مليون طفل صبي وصبية، ثلاثون مليون امرأة صالحة للزواج وثلاثون مليون رجل، تسعة ملايين مطلق وأرمل وعانس لثلاثين مليون من النساء فقط. إذاً العوانس من سن ثلاثين إلي خمس وثلاثين, نريد أن نجمعهم فنفاجئ أن نسبة العنوسة أو نسبة النساء الغير متزوجات في بلادنا تصل إلى ثلاثين وأكثر من 30 %، هذه قنبلة موقوتة ممكن أن تنفجر في أي وقت نريد أن نحل هذه المشكلة."
الاحصائيات فى بلادنا معظمها إحصاءات خادعة فهى لا تعتبر عن الحقيقة فالأرامل والمطلقات الكثيرات منهم متزوجات زواجا عرفيا بسبب المعاش أى حتى لا ينقطع معاش الأرملة التى تصرفها من زوجها السابق والمطلقة حتى تظل تقبض النفقة المقررة بقانون مخالف للشرع
الدولة المصرية نفسها تعمل على شيوع الزواج العرفى والزنى فمثلا كان الكثير من أرباب المعاشات من الرجال يتزوجون من نساء عوانس أو لديهن عيال لا يقدرن على النفقة عليهن أو أخريات ليس لهن مصدر للحياة حتى يحصلن على معاشهم بعد موتهم فقامت الدولة باصدار تشريع يحرم الزوجة التى يتزوجها الموظف قبل سن الخامسة أو السابعة والخمسين من تقاضى معاشه حتى ولو أنجبت منه
ودافع الرجل عن تعدد الزوجات فقال :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس