عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-07-2022, 07:59 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي

وكلام حمدى هنا استهبال فلابد من دوران حديث حتمى حول طريقة الوصول لبيت الفتاة وهو ما توضحه روايات أخرى تقول أنه طلب منها أن تحمل حصى وتقذفه أمامه وهو يمشى أمامها حتى لا يركز نظره عليها من الخلف حتى لا يخطىء الطريق وقال :
"ثم إن الأنبياء (ص)لا يتزوجون ولا يزوجون بناتهم إلا بوحي و أمر من الله تعالى، وليس لأن أحدا منهم – حاشا لله – قد وقع في غرام هذه أو تلك .."
وهذا الكلام خطأ فادح فالوحى طبقا للتاريخ المعروف لم ينزل على محمد(ص) ليتزوج خديجة قبل نزول الرسالة بخمسة عشر عاما فالتزويج والزواج ليس مرتبط بالوحى إلا في حالات محددة الغرض منها بيان حكم كما في زواج محمد(ص) من طليقة زيد المتبنى
وتحدث حمدى فقال :
"والسؤال الآن لكل علماء الإسلام: هل يجوز – طبقا لأي رأى كان في أي مذهب كان تحت أي ظرف كان- أن يوصف كليم الله عليه السلام:"بالولد" أو " الشاب" أو غير ذلك من ألفاظ بلهاء لا يستطيع المتحدث أن يصف بها أحدا من الحكام و إلا .. ؟!!!
هل أصبح الأنبياء (ص)عرضة في هذا الزمان لكل من يتناول سيرتهم وأعمالهم بعقله القاصر وتعبيراته غير المدروسة و تشبيهاته غير المنضبطة؟!!
أما آن لهذا الذي يدعو" الفنانات " إلى" عدم الاعتزال" (بحجة أننا نحتاج إليهن لأداء أعمال فنية راقية كما يزعم) أن يستغفر الله، وأن يتوقف عن هذه الأساليب هدانا الله وإياه؟!!
ومن المهم التنبيه هنا إلى أنه لا خصومة بيننا وبين أحد، وأننا لم نكن لنرغب على الإطلاق في الانشغال بمناقشة هذه التخاريف، لولا أنها تطرح على الملايين عبر القنوات الفضائية ومواقع الانترنت، فوجب التصدي لها وتفنيدها. وإنا لله وإنا إليه راجعون
و يمكن لمن شاء مزيدا من تفاصيل قصة موسى مع ابنتي شعيب (ص)جميعا الرجوع إلى أمهات كتب التفسير "
وما قاله حمدى عن وصف الرسل بكلمة شاب أو غلام يتعارض مع وصف الله لهم بلفظ غلام كما في الغلام الحليم والغلام الزكى وهناك روايات مشهورة تصف الرسول الخاتم(ص) بأنه كان شاب كإحدى روايات الهجرة التى تقول" وكان النبى (ص)شابا وابا بكر شيخا"
فالشباب ليس وصفا محرم لكون الرسل(ص) بشر كبقيتنا يجوز عليهم ما يجوز علينا كما قال تعالى على لسان النبى الخاتم(ص):
" قل إنما أنا بشر مثلكم"
بقيت كلمة عن وصف موسى أو غيره بالمعصوم فلا معصوم من الذنوب وكيف يكون موسى(ص) معصوما من الذنوب وقد قتل رجلا واعترف بأن هذا " من عمل الشيطان"كما استغفر ربه فقال :

فلو كان لا يذنب فلماذا اعترف ولماذا استغفر ؟
وحدثنا الرجل عن زواج داود(ص)وسليمان (ص) فقال :
"وهناك أيضا موضوع أخر شائك يسقط آخرون في هاوية الجهل به أو التطاول بشأنه على مقام النبوة الشريف ..
وهو ظروف اقتران سيدنا داود وولده سيدنا سليمان (ص)بأعداد كبيرة من النساء والجواري.
فهناك من ينظرون إلى هذا الموضوع على ضوء حكايات " ألف ليلة وليلة"، على مؤلفها من الله ما يستحق!!
والمصيبة الكبرى أنني قرأت لأحد العلماء المعروفين كلاما حول هذا الأمر ملخصه أنه لا يصدق ذلك، واكتفى باستنكار الأرقام، على أساس أنه يستحيل على الرجل أن يجد وقتا أو طاقة - لأداء واجبه كزوج - مع كل هذه الأعداد الهائلة من الزوجات والجواري!!
ولم يفتح الله على " سيدنا " بكلمة أخرى يبدد بها الشبهات في نفوس الناس حول هذا الأمر!! و طالما أنه أثار الموضوع فقد كان لزاما عليه أن يحاول تقديم مزيد من الإيضاح حتى تطمئن قلوب العوام.
بل أخشى القول أنه هو نفسه قد غفل عن وجود حديث شريف صحيح- سنذكره بعد قليل - غفر الله لنا وله!!
وإذا كان هذا هو حال عالم معروف من العلماء المعاصرين ، فما بالك بغير المتخصصين فضلا عن غير المسلمين؟!!
هذا الموضوع ليس من قبيل الترف الفكري، بل هو بالغ الأهمية والخطورة، إذ أن الجهل أو سوء الفهم هنا تترتب عليه كارثة، وهى أن يكفر البعض أن دفعه ذلك إلى النطق بكلام سيء ضد النبيين الكريمين، كما سمعت بأذني ذات مرة من بعض النساء الجاهلات، فضلا عن العلمانيين و العلمانيات هداهم وهداهن الله، أو أراحنا منهم و منهن.
كما نخشى على من يكذب حديثا صحيحا قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهلك أيضا، عافانا الله من كل مكروه وسوء، ورزقنا وجميع المسلمين الثبات على الإسلام حتى نلقاه تعالى
وتحضرني هنا مقولة لابن عباس:" توشك السماء أن تمطر حجارة .. أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقولون قال فلان وفلان؟!! ".قال هذا عندما ذكر حديثا فرد عليه أحد الحاضرين بأن فلانا قال كذا وغيره قال كذا ..
ترى. . لو كان الحبر ابن عباس حيا بيننا الآن، وسمع بأذنيه- مثلا -من يكذبون الأحاديث الصحيحة، أو آخرين يطعنون في السنة المطهرة بأكملها، ويقولون نأخذ بالقران الكريم فقط؟!!! ماذا كان سيقول؟!!"
الرجل يدافع عن الأحاديث غير عارف بأن تصديقها هو ضرب من الجنون خاصة أنه لا يفرق بين ما ينسب إلى النبى(ص) لأنه يعتقد أن ما ورد في كتب هو صحيح بسبب اسم مثلا كالبخارى أو مسلم دون النظر لمخالفة الحديث للقرآن او للواقع
وقد تحدث عن الزواج فقال :
"يقول العهد القديم – التوراة- أنه كان لسيدنا داود – (ص)– مائة زوجة وكثير من الجواري. كما ورد - بالتوراة - أنه كان لابنه سليمان ثلاثمائة زوجة وسبعمائة جارية. وذكروا أيضا أن رحبعام بن سليمان تزوج 18 وكانت له ستون جارية أي كانت له 78 حليلة!
و نشير أولا إلى أن هذه الأرقام يجب أن تؤخذ بحذر شديد، لما هو معلوم من أن نصوص التوراة والأناجيل قد تعرضت للتحريف والتبديل عبر العصور.
و مع هذا فإن تعدد زوجات وجواري سليمان (ص)ثابت عندنا بحديث شريف صحيح، لكن العدد أقل بكثير مما ذكرته التوراة المحرفة. .ونص الحديث:" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال سليمان بن داود (ص)لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فأطاف بهن ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته" صحيح البخاري رقم 4944 في كتاب النكاح باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي"وأخرجه أيضا في كتاب الأنبياء باب" ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب"
رقم3242وأخرجه أيضا في كتاب الجهاد والسير باب من طلب الولد للجهادرقم 2664
وأخرجه في كتاب الأيمان والنذور- يعني الحلف-باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم رقم 6263وأيضا في كتاب كفارات الأيمان باب الاستثناء في اليمين 6341وفي كتاب التوحيد أخر كتاب في البخاري باب في المشيئة والإرادة " وما تشاءون إلا أن يشاء الله" رقم 7031 قال الحافظ بن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري (6 - 460)
"فحاصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون و مائة "
الرجل هنا يعترف بوجود تناقض في عدد نساء ليلة سليمان وهذا التناقض دليل كافى لرد تلك الأحاديث لأن النبى الخاتم(ص) لن يخطى في العدد ست مرات
وتحدث مناقشا أدلة المضعفين فقال :
"وقد اعترض البعض على الحديث قائلا:" وفي هذا أيضا نظر من وجوه: أحدها: أن القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الإنسان قويا، فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان (ع) بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه أبدا.
ثانيها: أنه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (ع) أن يترك التعليق على المشيئة، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك، وما يمنعه من قول إن شاء الله؟ وهو من الدعاء إلى الله والإدلاء عليه، وإنما يتركه الغافلون عن الله عز وجل، الجاهلون بأن الأمور كلها بيده. فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن، وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين أنهم (ع) لفوق ما يظن المخرفون.
ثالثها: أن أبا هريرة قد اضطرب في عدة نساء سليمان، فتارة روى إنهن مائة كما سمعت، وتارة روى إنهن تسعون، وتارة روى إنهن سبعون وتارة روى إنهن ستون ... )
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس