عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-07-2022, 07:59 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي قراءة في كتاب تنبيه الغافلين عن عصمة المرسلين

قراءة في كتاب تنبيه الغافلين عن عصمة المرسلين
المؤلف حمدى شفيق والبحث يدور حول مناقشة كثرة زوجات بعض الرسل (ص)فى الروايات والعهد القديم كثرة تجعل الأمر غير صحيح وقد تحدث حمدى في مقدمته حول كون أحكام الإسلام عظيمة الفائدة في كل مجال وضرب مثلا بحكم النهى عن الوأد فقال :
"من المعلوم أن فهم الإسلام يحتاج إلى دراسة نصوص القران الكريم والأحاديث الصحيحة، على ضوء أقوال العلماء والمفسرين والفقهاء. لكننا نضيف أيضا أن كثيرا من الأمور تحتاج لفهمها أكثر - فضلا عما سبق- إلى معرفة و فهم الظروف التاريخية والحالة العامة للمجتمعات وقت نزول الرسالات .. وعلى سبيل المثال، فان الباحث غير المسلم سوف يدرك عظمة التشريع الإلهي في منع وأد البنات - أكثر - حين يعرف أن وأد البنات كان عادة إجرامية شائعة عند العرب وشعوب أخرى كثيرة –مثل الصينيين -قبل نزول القران الكريم ..
وذات الأمر في دراسة سير الأنبياء (ص) وللأسف الشديد فان سوء فهم بعض التشريعات السماوية وأحوال الأنبياء أمر شائع لدى كثير من المسلمين في زماننا .. وإذا كان الآخرون الذين لم تبلغهم الرسالة على الوجه الصحيح لهم بعض العذر، فما هو عذر المسلم؟!! لماذا لا يسعى إلى تعلم أمور دينه خاصة في هذا العصر الذي توافرت فيه كل وسائل المعرفة بأيسر السبل؟!! لقد أتاحت الوسائل العلمية الحديثة- مثل الانترنت- لكل إنسان أن يتلقى العلم بكل أنواعه بدون حاجة حتى إلى الخروج من البيت، وبغير تكلفة تذكر.
و أعتقد أنه لا عذر لأحد في عدم تعلم ما لا يسعه الجهل به شرعا – بقدر ما يستطيع - في هذا العصر."
وتحدث حمدى عن زواج موسى(ص) ببنت الشيخ الكبير في مدين فقال :
"وبهذه المناسبة فقد سمع الناس بعض دعاة الفضائيات يتكلمون - بما لا يليق أبدا- حول ظروف زواج سيدنا موسى ببنت سيدنا شعيب (ص)
إذ حاول هؤلاء تقريب الأمور إلى الأذهان بالتشبيه بما يحدث في المجتمعات المعاصرة ..
ونعيد هنا ما قلناه في مواضع أخرى عن ضرورة انتقاء الألفاظ، و التزام الحرص والأدب مع خيرة خلق الله، فهذا من ثوابت العقيدة وليس من نافلة القول، ومخالف ذلك على خطر عظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
فمثلا: لا يجوز أبدا التعليق على اقتراح البنت على أبيها أن يستأجر موسى (ص)للقيام بالعمل بدلا منهما- لقوته وأمانته- على طريقة أن: " البنت أحبت الولد والولد أحب البنت أو أي كلام مشابه من هذا النوع!! ونصيحتي لمن يتكلمون بهذا الأسلوب أن يتوقفوا فورا عن مثل هذا الهذيان حتى لا يضللون العوام ويشجعونهم على الخوض في مقامات الأنبياء الرفيعة بهذا " الاستظراف" الرخيص.
و هذا الأسلوب لا يبرره الزعم بأنه: يجتذب الشباب إلى الالتزام بذلك كما يحسب المدافعون .. فإذا كان البعض لا يمكن جذبه ولا كسبه إلا بهذا الأسلوب السخيف، فالله هو الغنى عنه و عن جميع الخلائق .. ولن يلد الباطل حقا أو خيرا أبدا.
ثم ما أدراك أن موسى (ص)قد تزوج بهذه البنت - بالذات- التي اقترحت على أبيها أن يستعمل سيدنا موسى دون الأخرى؟!! لم يحدد القران الكريم من منهما التي جاءت لتدعو موسى باسم أبيها، و لا تلك التي قالت:" يا أبت استأجره". ولقد عرض عليه الأب أن يزوجه إحدى ابنتيه بدون تحديد أيضا لأي منهما .. إذن لا يوجد دليل قاطع على أن تلك التي تزوجها هي ذاتها التي اقترحت استئجاره، و لا يوجد حتى أي إجماع بين المفسرين بهذا الشأن ..
ثم أين ومتى وقع هذا الحب إذا كان موسى (ص)قد وصل- بالكاد- إلى" مدين" وسقى لهما الأغنام والإبل، ثم استراح قليلا في الظل، إلى أن أرسل إليه أبوهما ليدعوه إلى بيته و ليكافئه على معروفه. وجاءت إليه إحدى البنتين تبلغه دعوة أبيها، ونص العلماء في كل التفاسير على أنها كانت عفيفة مستترة تغطى وجهها وتمشى بكل حياء وأدب. إنه لم ير حتى وجهها، فكيف أحبها كما قد يتوهم البعض؟!!."
وحمدى شفيق هنا أخطأ في أمرين:
ألأول كون البنت بنت شعيب (ص) وهو ما لا دليل عليه لبعد موسى(ص) زمنيا عن شعيب(ص) بعشرات إن لم يكن أكثر من ألأجيال فشعيب(ص) كان معاصرا للوط(ص) أو بعده بقليل كما قال تعالى على لسان شعيب(ص) نفسه:
" وما قوم لوط منكم ببعيد"
وقد وصفت البنتان والدهما بصفة الشيخ الكبير أنه رجل عجوز فقالتا:
" وأبونا شيح كبير"
الثانى نهى المتفقهين والاعلاميين عن ذكر حكاية حب موسى(ص) والفتاة وإنكار الحب أو الإعجاب بين رسول وفتاة أو امرأة يريد زواجها ذكرها الله نفسه في محمد(ص) فقال :
" لا يحل لك النساء من بعد ألا ما ملكت يمينك ولو أعجبك حسنهن"
فالرسول أيا كان اسمه بشر ومن ثم من الممكن أن يحب فتاة أو تحبه فتاة فالحب ليس محرما طالما الهدف منه هو الزواج وليس الزنى أو اى شىء شرير أخر
وتحدث جمدة ذاكرا الروايات في معنى استحياء بنت الشيخ الكبير فقال :
"ولنقرأ معا جانبا مما قال الإمام الطبري لأنه مفيد جدا أيضا في الرد على منكري النقاب الطاهر:": فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سقى لهما تمشي على استحياء من موسى، قد سترت وجهها بثوبها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو السائب والفضل بن الصباح، قالا: ثنا ابن فضيل، عن ضرار بن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمر بن الخطاب ، في قوله: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: مستترة بكم درعها، أو بكم قميصها.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن حماد بن عمرو الأسدي، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل عن عمر قال: واضعة يدها على وجهها مستترة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قد سترت وجهها بيديها.
قال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف بنحوه.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: قائلة بيديها على وجهها، ووضع أبي يده على وجهه.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} قال: ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة واضعة ثوبها على وجهها. تقول {إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا }
وقال الإمام الرازي في تفسيره:" " وقال محمد بن إسحاق في البنتين اسم الكبرى صفورا، والصغرى ليا، وقال غيره صفرا وصفيرا، وقال الضحاك صافورا والتي جاءت إلى موسى (ص)هي الكبرى على قول الأكثرين، وقال الكلبي: هي الصغرى، وليس في القرآن دلالة على شيء من هذه التفاصيل."
لاحظ مقولة الإمام الرازي الأخيرة وليس في القران دلالة على شيء من هذه التفاصيل)."
وألأقوال المنقولة لا تدل على شىء مما ذهب إليه حجمدى من وجود النقاب لأن الستر في معظم الروايات كانن باليد أو اليدين أو بكم القميص أو الدرع وليس بنقاب أآ شىء مغطى للوجع
والغريب أن كل الروايات ليس فيها قول للنبى(ص) حتى يمكن الاعتماد عليه
وتحدث حمدى عن بقية الموضوع فقال :
"ألا ترى معي أن هذا أدعى إلى التزام الحرص وعدم محاولة إضافة: (توابل وبهارات) إلى القصص القرانى بغير دليل قاطع؟!!
وقد أمر موسى البنت أن تمشى خلفه وليس أمامه أو إلى جواره، حتى لا يتبادل معها النظرات أو الكلام الذي لا ضرورة له؟!.
فالنبي المعصوم لم يتجاذب معها أطراف الحديث - كما قد تتوهم بعض العقول القاصرة - وسار أمامها إلى أن وصل إلى البيت، فرحب به الأب، وأجلسه معه، وأطعمه، وعرف قصته مع فرعون وقومه .. ثم عرض عليه تزويجه إحدى البنتين بلا تحديد. ووافق موسى عليه السلام. وهكذا تم الزواج بلا أية مقدمات "درامية " وهمية .. ولا يجوز أن يظن غير هذا بهؤلاء الأطهار."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس