عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-11-2012, 12:30 PM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

نظرة سريعة على خريطة القوى الإسلامية

في الحديث عن خريطة القوى الإسلامية السياسية في البلدان العربية، يكون التسرع في وصف قوتها ، كمن يراقب سباق (المراثون) في ربع المسافة الأول، فمن الصعب تحديد الفائز النهائي، ولا يشفع لجماعة الأخوان المسلمين أنها كانت السباقة في انطلاقها وحسن تنظيمها وتقنينها لقوة بدنها لتكمل المشوار لنهايته، حتى وإن كان لهذا الرأي أنصار..

فحركات التغيير في البلدان العربية لم تعد تبحث عن زعيم له (كاريزما) كماو سيتونج أو هتلر أو عبد الناصر، بل تراقب عن كثب من يخلصها من الاستبداد وإرساء العدل، وتحقيق الرفاهية وتحسين الاقتصاد، وهذه مسألة أو مسائل معقدة تحتاج الى دراية في حشد الأنصار المدربين والعالمين بشؤون إدارة الدولة والعلاقات المحلية والإقليمية والدولية، ومعظم من انتموا الى الحركات الإسلامية، كانوا خارج حلقات صنع القرار السياسي والاقتصادي، وهم إما من أصحاب التجارة والعمل الحر، وإما من أساتذة وباحثين مكثوا طويلاً بالعمل كمراقبين للشأن السياسي. وهذا سيجعل لمهمتهم صعوبات إضافية تحتاج التحالف مع كثير من القوى المحلية والإقليمية والدولية، وسيمنعهم من ذلك السيل الجارف من انتقاداتهم للتجربة الناصرية خصوصاً والتجربة القومية عموماً، مما سيحيد تلك الأطراف أو ابتعادها عن معاضدتهم.

الأخوان المسلمون

هم القوة الأقدم والأكثر تنظيماً من القوى الإسلامية في مصر، وقد بادروا الى إنشاء حزب باسم (الحرية والعدالة).

في تونس، هناك حزب (حركة النهضة) وجذور تلك الحركة تعود للأخوان المسلمين، وقد تقاسم السلطة في تونس مع أحزاب علمانية وقومية.

في ليبيا: أسس الأخوان المسلمون حزبا باسم (العدالة والبناء) وهو ذراع الجماعة وأسسه (الأمين بلحاج) أحد كبار أعضاء المجلس الوطني الانتقالي يساعده (عبد الله شامية) أستاذ الاقتصاد في جامعة بنغازي.

في اليمن: كانت جماعة الأخوان ولا تزال حاضرة بقوة عبر التجمع اليمني للإصلاح، وقد شاركت الجماعة غيرها من القوى السياسية فيما يسمى (اللقاء المشترك)، ولم تستطع لا هي ولا القوة التي معها في حسم الثورة في اليمن أو أن تسد الفراغ الذي حدث بعد ابتعاد علي عبد الله صالح، ليكون وصف الثورة اليمنية بأنها (أُجهضت).

وفي سوريا يشارك الأخوان في المجلس الوطني السوري ويدعمون المعارضة ويبرمون صفقات السلاح لها.

وباختصار فإن تواجد الأخوان المسلمين يمتد من أقصى مغارب الوطن العربي الى مشارقه.

السلفيون

كشفت التغييرات التي جرت في المنطقة العربية أن حجم التيار السلفي لا يقل عن حركة الأخوان المسلمين انتشاراً واستعداداً. وقد كان لمبادراتهم السريعة في ترخيص وتكوين أحزاب سياسية تعبر عن هذا التيار الأثر الكبير في الاعتراف بحجم تواجدهم..

في مصر: تشكل حزب (النور) وقد فاز بالمرتبة الثانية حوالي 25% من مقاعد مجلسي النواب (المنحل) ومجلس الشورى، وقد انطلق حزب النور من الإسكندرية الشيخ ياسر برهاني والشيخ سعيد عبد العظيم والشيخ محمد إسماعيل المقدم ترى أن حزب النور هو ذراعها السياسي*1

كما تشكل حزب (الفضيلة) و حزب (الأصالة) وهناك نية لتأسيس حزب (الإصلاح)، وهناك تياران آخران: (سلفيو كوستا) و (التيار الإسلامي الحر).

في تونس: هناك تيار يسمى (السلفية العلمية) وهو يعني بالمسائل الأخلاقية، وقد بينت أحداث جامعة (سوسة) عندما رفضت السلطات دخول المنقبات للحرم الجامعي، وكيف تمت إزاحة العلم التونسي من مبنى الجامعة ووضع علم أسود مكانه.

في ليبيا: يوجد تيار سلفي قاتل ضد القذافي بمدينة (الزنتان) ويهتم بهدم قبور الأولياء، والأضرحة، ويهاجم الأخوان المسلمين وحكومة قطر لدعمها لهم.*2

في اليمن: هناك تيار سلفي تقليدي، مع بزوغ تيار سلفي ذي طابع إصلاحي، مثل (الائتلاف السلفي اليمني) و (رابطة شباب النهضة والتغيير) و (رابطة علماء اليمن) و (رابطة علماء عدن)، وبعد أن قرر السلفيون في اليمن الاشتراك في المعترك السياسي أنشئوا حزب (اتحاد الرشاد اليمني).

في سوريا: وجد التيار السلفي قديماً، وهو يؤيد الآن التحركات للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ويمثل حضوره أشخاص مثل (محمد سرور زين العابدين) و (عدنان العرعور) و (لؤي الزعبي) الأمين العام لحركة (المؤمنون يشاركون) ومن المتوقع أن يكون لهذا التيار دور مهم في تشكيل مستقبل سوريا، لأنهم يمزجون بين الإصلاح والحراك.

قوى إسلامية ثالثة

توجد تنظيمات إسلامية لا تمت بصلة لا للإخوان المسلمين ولا للتيار السلفي، كحزب العدالة والتنمية في المغرب (الذي يحكم اليوم) برئاسة (عبد الله كيران)، وهو مؤتلف مع ثلاثة أحزاب هي (الاستقلال، والحركة الشعبية و التقدم والاشتراكية).

وفي ليبيا: (الحركة الإسلامية للتغيير) التي يقودها أنيس شريف، وهي لا تحبذ القتال، و من قادة هذه الحركة (عبد الحكيم الخويلدي بلحاج) الذي قاد المجلس العسكري في طرابلس وقاد عملية (فجر عروس البحر). وهناك التجمع الإسلامي وهو يسعى للتوفيق بين الدين وقيم المجتمع الليبي.

وفي مصر: هناك حزب الوسط وهو إسلامي وقد فاز بتسعة مقاعد في الانتخابات لمجلس النواب المنحل.

حزب التحرير: حزب أسسه قاضي الاستئناف (تقي الدين النبهاني) في مدينة القدس عام 1953، وقد انطلق يدعو الى إعادة الخلافة الإسلامية، وتجنب الأعمال المسلحة، ودعا للمقارعة الحوارية والتحليل كأسلوب والنشاط الإعلامي والسياسي، فامتد نشاطه حتى أصبح أعضاؤه بما يزيد عن عشرة ملايين ـ حسب تصريحات الحزب نفسه ـ، ولهم فروع قوية في إندونيسيا والسودان والدول الإسلامية التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي. وكذلك في تونس والأردن ومعظم دول العالم. من أبرز قياداته (تقي الدين النبهاني توفي 1977) وعبد القديم زلوم الأمير الثاني، وعطا أبو الرشتة الأمير الحالي.

هناك حركات أخرى لا يتسع المجال لذكرها. كما أننا لم نذكر الأحزاب التي انطلقت من الطائفة الشيعية كالأحزاب السياسية في العراق وحزب الله في لبنان.

وسنتعرض في المرة القادمة لكيفية التعامل مع فكرة الدولة والتعددية والحزبية، عند أبرز التيارات..



هوامش
*1ـ راجع دراسة الدكتور كمال حبيب (السلفيون وآفاق المشاركة السياسية.. حالة مصر) صحيفة البيان الإلكترونية عدد 294 في 23/12/2011.

*2ـ ملحق مجلة السياسة الدولية عدد 188 أبريل/نيسان 2012، صفحة15.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس