عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-12-2008, 09:51 PM   #12
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الشاعر هشام مصطفى


مصر
أضف لقائمة شعرائك المفضلين


يا أبانا





كلّما قرأت قصة سيّدنا يوسف في الكتاب الكريم تذكرت قصة العرب والقومية العربية الذبيحة


يا أبانا
ذات يومٍ
حين ينسانا الزمانْ
حين لا يُجدي
كلامٌ أو لسانْ
حين يأتي العمرُ
بالسبْعِ العجافِ
دون صَديقٍ
لنا فيه الأمانْ
إذْ يحارُ العقلُ حتى
من خُطانا
أين نمضي ؟!
لا تسلني !
نحن لا ندري سوى
طبلِ القيانْ
لا تسلني !
قد تساوى في رؤانا
كلُ شيءٍ
حين أطفأنا
شعاعَ الحبِّ فينا
حين أيقظنا
لهيبَ الكبرياءْ
قد تفرقنا فصرنا
في الحياةِ
ليس يعنينا عدا
مرعى و ماءْ
لم نعد إلاّ قطيعا
دون راعٍ
في العراءْ
ندّعي أنّا ضلْلنا
أننا كالأبرياءْ
نسألُ الغفرانَ
من عفو السماءْ
لم يعدْ ذاك الزمانُ
يستظلُّّ الأنبياءْ
لا تسلني !
قد رميناه وعُدْنا
يا أبانا
في يديّنا
بعضُ أشلاءِ الحياءْ
نصرخُ الأمسَ الذي
أضحى هباءْ
حيث نحثو من خَطايانا كؤوسا
قد مزجْناها بكاءْ
أين نمضي يا أبانا.؟!
و القميصُ ما يزالُ
شاهدا
يروي إلينا
كيف ضاع الحبُّ منّا
في سبيلِ الكبرياءْ ؟
كيف بات الجبُّ يحوي
كلَّ أحلام ِالمساءْ ؟
كيف أبدلنا الحكايا
وانزوينا
في غيابات الشتاءْ ؟
كيف بعنا بعضَنا يوما
وعدنا
نطلب الغفران
من عفو السماءْْ ؟
لم يعد ذاك الزمان
يستظل الأنبياءْ !
لا تسلني يا أبانا.؟!
إنّ أمسي صار في يومي
خَطايا
إنّ يومي من غدي
أضحى شقاءْ
نحن إخوانٌ و لكنْ
لا نعي معنى الإخاءْ
قد شدونا في أغانينا
حروفا من وفاءْ
و الحروفُ لوّنتها
كلُّ أشكالِ الدماءْ
لا تسلني !
منذ أنْ بعناه بخسا يا أبانا
قد تعوّدنا نبيعْ
لم يعدْ شيءٌ لدينا
غيرَ أوجاعِ الصقيعْ
ضاعتِ الأحلامُ
والأيامُ
والأنغامُ
حتى قد غدونا مثلَ وردٍ
تحت أقدامِ الدُنى
أضحى صريعْ
ليس يدري أيَّ يومٍ
سوف يأتيه الربيعْ
شعر/ هشام مصطفى






هشام مصطفى
عمان / الوافي والكامل
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس