عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-12-2007, 06:35 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

يسري فوده: هؤلاء الكلاب كما وصفهم المشد، لا ينفون ولا يؤكدون في محاولة لإرهاب علمائنا وإرهابنا، لكنهم يجدون في أجندة الأميركيين كثيراً مما يوافق أغراضهم.

عمير أورين (صحيفة "ها آرتيس"): في أواخر حقبة السبعينات وأوائل حقبة الثمانينات فيما كان البرنامج النووي العراقي في طريق التقدم، أقسمت إسرائيل علناً أن تضع حداً له، ووفقاً لتقارير موثوق بها حاولت إسرائيل النيل من الأشخاص الضالعين في البرنامج كالعلماء والمهندسين والوسطاء، وأيضاً حاولت النيل من المواد التي كانت في طريقها إلى المفاعل.

شلومو أجرونسون (أستاذ العلوم السياسية- جامعة القدس): كيف يمكن ثلاث مائة وعشرين مليون عربي أن يتقبلوا جزيرة يهودية من خمسة ملايين؟ سياسياً لا يعقلها العرب، شيء واحد فقط يمكن أن يرغمهم على قبولنا ألا وهو القنبلة النووية، بمعنى أن يكون باستطاعتنا إنزال مصيبة مفجعة على العالم العربي كله لو حاولوا تدميرنا.

يسري فوده: وراء أسوار هذا السجن لا يزال يقبع يهودي من أصل مغربي اسمه (موردخاي فعنونو) هرب من مفاعل (ديمونة) عام 86 بمجموعة من الصور، قدمها لصحيفة صاندي تايمز البريطانية، استنتج منها الخبراء امتلاك إسرائيل مائتي رأسٍ نووياً حتى ذلك الوقت بمساعدة أميركية.

بيتر هاونام (أجرى حوار مع موردخاي فعنونو): هذه الدولة ستغرق لو قطعت المساعدات الأميركية، ولو ثبت الأمر فإن الولايات المتحدة وفق القوانين الأميركية ليس من المفترض أن تقدم مساعدة إلى دولة لديها برنامج نووي سري، ولهذا فإن حقيقة التجاهل الأميركي تثبت أن هناك تواطؤاً، بل إنني من خلال بحثي لسنوات وضعت يدي على مواقف كثيرة قدمت أثناءها مساعدات أميركية إلى قطاعات من البرنامج النووي سراً.

أفيكتور فيلدمان (محامي موردخاي فعنونو): لا تزال لديه رغبة حقيقية في محاربة الأسلحة النووية، قال أمام المحكمة أكثر من مرة إنه سيفعل كل ما في وسعه لتخليص الشرق الأوسط منها، ولهذا عارضوا الإفراج عنه، وحتى الآن اقتنعت المحكمة بموقف الحكومة فلم تطلق صراحة.

عصام نجول (عضو الكنيست): هذا جانب.. الجانب الثاني في معادلة.. التعتيم الإسرائيلية هو تمكين الولايات المتحدة أو الدفاع عن الموقف المتلون للولايات المتحدة الذي يطالب الدول الأخرى في العالم وخصوصاً في الشرق الأوسط، ويحاربها، ويحتل أرضها، ويمزقها، ويفرض الحصار عليها خلال عشر سنوات بحجة أنها تمتلك السلاح النووي أو تريد إنتاج السلاح النووي، بينما هي تغمض أعينها عن الترسانة النووية الهائلة والمرعبة التي تمتلكها إسرائيل، هذه السياسة المفضوحة عملياً يجب أن تفضح رسمياً.

التفوق النووي الإسرائيلي وتدمير المشروع النووي العراقي

يسري فوده: يتنازل العرب طوعاً عن حقوقهم، وهم متأكدون أن الصهاينة نصبوا قنابلهم النووية أمام بيوتنا، فيما يذبح العراق كل يوم لمجرد الشك.. مجرد الشك، فرق من التفتيش بعد فرق من التفتيش قادها أعداء العرب، لم تثبت لنا حتى اليوم وجود سلاح نووي واحد، فما بالك بمائتين وأكثر ونحن لا حياة لمن تنادي!

بعد عامٍ على اغتيال المشد تنطلق مقاتلات صهيونية من أرض عربية كي تعبر فوق سموات عربية قبل أن تصل إلى بلدٍ عربي اسمه العراق فتدمر المفاعل النووي، خبر آخر نتسلى به قبل النوم.

شريف الشوباشي: إذاً الدول العربية من حقها أن تسعى، وأعتقد أنه.. أن الكثير من الدول العربية تسعى بالفعل، وإنما هذه الأمور لا تظهر في وسائل الإعلام، وهذه الأمور لا يعلن عنها، لا ننسى أنه منذ.. بضع سنوات.. ألقت.. المخابرات الأميركية القبض على ضابط مصري في مطار واشنطن عائداً إلى مصر وكان معه مكونات لسلاح غير مرغوب فيه وغير مطلوب.

عادل حمودة: كان عندنا حلم في الستينات إن إحنا يكون عندنا مشروع نووي، ثم جاء بعد ذلك انقلاب عن هذه السياسات في عصر السادات، وبدأ إن إحنا بنتكلم على البطاطس، وبنتكلم عن الانفتاح، وبنتكلم عن الأخشاب، وبنتكلم على العمولات، وبنتكلم على.. على مجتمع غريب جداً يعني، فأين كان لا يمكن أن يكون حلم قومي أو حلم ضخم جداً أن تكون قوياً؟ هذا الحلم دُمِّر كما دُمِّر حلم صناعة السلاح، وصناعة الطيارات، وصناعة الصواريخ، ودي كلها كانت أشياء لها جانب حقيقي موجود.

يسري فوده: يخيم السلام على القاهرة أم الدنيا مع ما ندر من غمزات ولمزات تنطلق من حين إلى آخر على استحياء، بين هذا وذاك يقع الشارع العربي في مصر في أسر الآلة الإعلامية، هكذا نساعد أعداءنا على ترسيخ نظرية المؤامرة وعلى إرهاب علمائنا، يراد لنا أن نقتنع بأن اليد الطولى للصهاينة تطولنا ولو كنا في بروج مشيدة، الدكتور سميرة موسى، الدكتور سعيد بدير، والدكتور علي مصطفى مشرفة، وغيرهم.

د. سلوى مشرفة (الإبنة الصغرى للدكتور علي مشرفة): أنا كان عندي وقتها سنتين ونص، دادتي كانت طالعة تدي له الشاي لأن هو كان رايح هيلبس ويروح البرلمان..، وهو في سريره خد الشاي، وأنا كنت واقفة وحاضرة يعني الموقف ده، ده طبعاً أنا ما أتذكرش وأنا سنتين ونص، بس شرب شفطة الشاي واتوفى في ساعتها.

نادية مشرفة (الإبنة الكبرى للدكتور علي مشرفة): ابتدت الهوجة بتاعة.. فيه علما اغتيلوا كتير من ضمنهم سميرة موسى، ودي كانت تلميذة والدي، وابتدينا نسمع إن الدكتور مشرفة مات مسموم، أنا بأتساءل: يا ربي، يعني لو كان مسموم، لأ، العلم بيقول دلوقتي إن حتى السم ما بيبنش، فكل شيء جايز بس في وقت ما توفى لم يكن فيه شك البتة.

د. فاضل محمد علي: هو أنا كنت معاه لآخر مرة يعني.. يعني دايماً إحنا لينا نظرة يمكن كلمة المحاذير دي موجودة، يعني قلت له أنا هأرجع مصر، وأنت، قال لي أنا يعني قلت له: ترجع، لأن هو كان خلَّص المدة بتاعته.

يسري فوده: ليه نصحت الدكتور إنه يرجع مصر؟

د. فاضل محمد علي: برضو توجس خيفة من الدخول في هذه الدائرة المغلقة التي لا يستطيع الإنسان الخروج منها، يعني له كلمة مأثورة –الله يرحمه- قال لي: "مصيبة متوقعة أو كرب محقق"، دي كلمة أنا بأقولها دين عليَّ قالها قدامي وقدام زوجتي وقدام زوجته وأولاده.

يسري فوده: لكن الذي لا شك فيه أن يحيى المشد مات بفعل فاعل، وأن قاتله يعرف نفسه، وأن الذي بيده عمل شيء ما يعرف القاتل، لا مصر التي هو ابنها أرادت أن تعكر آنئذ أفراح السلام الزائف، ولا العراق اللي منحه أنفاسه الأخيرة أراد أن يلفت إليه مزيداً من الأضواء، ولا فرنسا الذي مات على أرضها أرادت أمام الصهاينة والأميركيين، بل وهي في غنى عنها، ضاع دمه هدراً، ولم يُكرم أسرته بعد رحيله إلا الرئيس العراقي صدام حسين.

زنوبة الخشخاني: دخلنا صالون وفيه صالون تاني، وبعدين لقينا مكتب كبير وطالع من وراه السيد الرئيس صدام حسين، قال: أهلاً بيكم بأهلي وقرايبي وإخواتي في بلدكم، اتفضلوا، جيه على كنبة عريضة قعد في النص، وأنا على اليمن ولميا على الشمال، وحط إيديه علينا زي نسر، قال: أنا فقدت أخ.. أخ عزيز عليَّ وهو الدكتور المشد، أنتو لو طلبتوا روحي ما تفدهوش، روحي نفسها، أنتو أهلي، تطلبي تقعدي معانا في العراق ابني لك قصر جنب قصري، أعمل لك اللي أنت عايزاه.

عادل حمودة: والحلم ده دايماً إحنا متعودين إن يكون متمسكين بيه في اللحظة اللي..، يعني عمرنا ما اتمسكنا بحلم ماشي على رجليه، عمرنا ما اتمسكنا بحلم يقعد على مكتب، عمرنا ما اتمسكنا بحلم موجود ومتحرك، وبيملى الدنيا بالصخب وبالجدل وبالتواجد، لأ، الحقيقة كل أحلامنا اللي بنتمسك بيها حلم شخص اتقتل، حلم شخص مات، حلم شخص اختفى، حلم تاريخ قديم يعني، حالة من.. من.. من العبث لعدم الثقة بالواقع، وبالتالي في استدعاء التاريخ بالنسبة لك واستدعاء ما حسم أمره ولم يعد قادراً على التأثير في الواقع إنه يكون هو ده الموديل عشان نطمئن إنه مش هيتغير.

يسري فوده: في بلدٍ كهذا تحطمت آلته ونضب ماؤه وجف ضرعه، يبقى له سواعد أهله وما تبقى من عقول علمائه، ويبقى دم يحيى المشد معتصراً في فجوة علمية مخيفة تتسع كل يوم باتساع رقعة الحصار، هكذا يتحول الرجل إلى رمز يلخص كثيراً من ملامح الواقع العربي، ويستريح على صفحة بيضاء بين دفتي كتاب أسود، وهكذا يطيب لأعداء الأمة أن يلقى بنصف علمائها إلى مذابل الإهمال ويُلقى بالنصف الآخر إلى شباك الإرهاب العلمي، ألف رحمة على روح الشهيد يحيى المشد، وألف تحية إلى هؤلاء من علمائنا الذين لا يزالون يقبضون على جمرة الإرادة.

طيب الله أوقاتكم.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس