عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-07-2014, 10:36 AM   #3
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحملة الاخطر لاجهاض الثورة العراقية

شبكة البصرة
صلاح المختار

الان لم يعد ثمة شك في ان اجهزة المخابرات المعادية (الامريكية والايرانية والاسرائيلية) تنفذ مخططا جديدا لاجهاض الثورة عبر محاولات واضحة لاشعال صراع بين الثوار، فما يجري من تصعيد غريب تخطى كل مألوف حول جريمة تهجير مسيحيين لا يمكن فهمه وتوقع اهدافه الحقيقية بصورة صحيحة الا اذا ربط بالاطار العام لتطور الثورة العراقية خصوصا بعد التقدم المذهل بتحرير عدة محافظات.

ولذلك وكي لانقع في فخ العدو المشترك ومخابراته النشطة الان كما لم يسبق من قبل من الضروري التذكير بحقيقة سبق وكتبنا عنها منذ عام 2006 وكررنا ذلك مرارا وهي ان امريكا، وبعد ان فشلت قواتها المسلحة في قهر المقاومة العراقية، التي كانت تشن عليها يوميا 1300 عملية كما اعترف قائد الجيوش الامريكية في العراق الجنرال مارك كيميت، قد غيرت ستراتيجيتها في العراق فبدلا من اعتماد القوة العسكرية وتخدمها المخابرات اعتمدت المخابرات وتخدمها القوة العسكرية. فالجهد الامريكي الاساس في العراق منذ عام 2006 هو جهد مخابراتي. لهذا من الضروري الانتباه الى ان ما يظهر على السطح من احداث لا يعكس بالضرورة حقيقة ما يجري وهو غالبا غطاء تضليلي يخدم امور اخرى مختلفة تماما، من هنا لابد من تثبيت ما يلي لازالة التضليل والخداع المنظمين :

1 – ان البعث ادان ويدين اي نوع من انواع الاضطهاد لاي عراقي ومهما كانت ديانته او اثنيته وبالذات يدين عملية تهجير المسيحيين من الموصل. لم يكن البعث يوما الا مدافعا عن العراقيين عامة والا لماذا اسقط نظامه بحرب عالمية ثالثة لو كان يسمح باضطهاد اي فئة من العراقيين؟ هذا موقف يجب ان يتذكره الان من يصرخ عاليا.



2 – من اغرب الامور الان هي ان الحملة الاعلامية الغربية ومن داخل العراق تصور كأن المسيحيين وحدهم من يتعرض للاضطهاد ولذلك نسى هؤلاء واحدة من اخطر الحقائق التي بدون تذكرها نقع في فخ معاد وهي ان شعب العراق بكافة مكونات يتعرض للتهجير المنظم وتهجير المسيحييين جزء من الكارثة وليس كل الكارثة كما يحاول البعص تصوير الامر الان. فهل يستطيع احد انكار ان اكثر من سبعة ملايين عراقي قد هجروا وكان التهجير مقرونا بابشع عمليات الابادة والقتل وتشويه الجثث؟ اليس هذا ما نراه في جرائم المالكي والقوات الايرانية في العراق التي تصور جرائمها وتوزعها لارهاب العراقيين خصوصا القصف بالبراميل وغيرها لاهل الفلوجة والكرمة ونينوى وصلاح الدين وديالى وشمال بابل؟ هل هذه الصور ابشع ام تهجير بضعة مئات دون قتل احدا منهم؟

اذا كان الحريصون على المسيحيين في العراق حقا يحترمون الانسان العراقي فمن باب اولى مهاجمة كل اضطهاد والبدأ بالاشد وحشية وقسوة وهو القتل والسحل والتمثيل بالجثث في مختلف مدن العراق والذي تقوم به ميليشيات نغول ايران تحت عيون وبصر العالم وبوثائق مصورة. فهل فعل ذلك من يرفع صوته لادانة من يصمت على جريمة تهجير المسيحيين؟ وهل اصبح المسيحي العراقي اغلى من المسلم السني والمسلم الشيعي بالنسبة للبعض ام ان دم كل عراقي مساو لدم العراقي الاخر؟

لو كانت الدعوة لانقاذ المسيحيين صادقة من قبل البعض – ونحن واثقون من صدق الكثير ممن يرفعون اصواتهم – لكانت الدعوة تشمل غير المسيحيين والذين يتعرضون لاضطهاد اقسى واشنع بكثير من الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون ولما اقتصرت على الدعوة لانقاذ المسيحيين فقط.



3- انطلاقا من بديهية ان اضطهاد المسيحيين ليس كل المشكلة بل جزء منها لان المشكلة الكبيرة هي تهجير واضطهاد ملايين العراقيين وتعرضهم لاسوا المصائر فان اي دعوة تريد ان تجعل من اضطهاد المسيحيين بابا لاشعال حرب بين الثوار الان هي دعوة يجب ان تحاط بالف علامة استفهام، خصوصا وان من هجّر سبعة ملايين عراقي هو نفسه وراء تهجير المسيحيين كما اثبتت حالات التهجير التي تمت في ظل الاحتلال الامريكي وكانت اقسى واكبر ومع ذلك لم يقم بواجبه المفترض بحمايتهم.

ولو كان الغرب حريصا فعلا على المسيحيين العراقيين لما كان زارع الفتن التي تحرق العراق من اجل تقسيمه. لقد نشرت في الغرب تقارير ووثائق تثبت بان المخابرات الامريكية وغيرها تقف وراء تهجير المسيحيين من العراق لاجل اكمال لعبة تصوير المسلمين كبشر لا يستطيعون التعايش بسلام مع غيرهم ومن ثم تصبح عمليات ابادة المسلمين مقبولة في الغرب فتمر الحملات الاستعمارية دون معارضة الرأي العام الغربي.

لهذا نذكّر من يرفعون اصواتهم الان دفاعا عن المسيحيين فقط بان اضطهادهم بدأ في ظل الاحتلال الامريكي للعراق وليس الان ولم تحميهم القوات الامريكية فهاجروا الى لبنان واوربا بالالاف قبل ما يحدث الان بسنوات. فهل لهذه الحقيقة من معنى ونتائج تخدم في تفسير ما يجري الان؟ وهل من وضع مخطط التقسيم الطائفي والعرقي للاقطار العربية وهي الصهيونية الامريكية بعيد عن تهجير المسيحيين؟



4 – ان حملات لجان حقوق الانسان الغربية الضخمة الان خصوصا هيومن رايتس ووتش تلفت النظر الى العنصر المخابراتي في التصعيد فلو كانت هذه المنظمة وغيرها حريصة على دم العراقيين وامنهم واستقرارهم لما صمتت طوال 11 عاما من الغزو الذي ارتكب جرائم بشعة تبدو جريمة تهجير المسيحيين قياسا بها بسيطة. ان اغتيال او قتل ثلاثة ملايين عراقي منذ الغزو لم يحرك شعرة في جسد هيومن رايتس ووتش! وان تحركت فبكلام مهذب سرعان ما يخفت من اجل اسقاط فرض وابعاد تهمة! والسؤال هو لم تنشط المنظمات الامريكية بشكل خاص الان حول العراق وهي التي عرف عنها ارتباطها باجهزة المخابرات وتنفيذها لخططها؟



5 – حتى الان توجد ادلة قاطعة على ان حكومة المالكي هي التي بدأت بالتهديد مستخدمة اسم داعش وخلية تلعفر التي القي القبض عليها احد اهم الادلة لانها اعترفت بانها هي التي تهدد المسيحيين، بالاضافة لملاحظة لا يجوز تجاهلها لان دلالاتها كبيرة وهي تزوير صور لقتل جنود المالكي ولحرق الكنسية والصاقها بجهة ما ثم يتبين انها مزورة! الا تكفي هذه الحالات الموثقة للحذر والبحث والتأني لاجل معرفة الحقيقة التي لاتقبل الجدل؟ ولنفترض ان الطرف المتهم بالتهجير حقا هو من قام به ولكن الا توجد لدينا اعترافات واضحة بان نغول ايران تقمصوا اسم داعش للقيام بالتهجير؟ اذن لم الصمت على هذه الجريمة من هذه الناحية؟

قلنا واكدنا بان اجهزة المخابرات الامريكية والايرانية والسورية بشكل خاص تلعب دورا قذرا في ترويج معلومات غير صحيحة او دعم عصابات تقوم بالقتل باسماء معينة، هل تذكرون فتوى نكاح الجهاد والذي ثبت ان المخابرات السورية هي التي روجتها؟ وهل تتذكرون التصريحات المفبركة التي نسبت لهنري كيسنجر وفيها يمتدح حافط اسد وابنه؟ ولذلك فالحذر كل الحذر قبل التورط في موقف خاطئ.



6 – ان الدفاع عن المسيحيين وعزلهم عن واجب الدفاع عن كل العراقيين المهجرين والمضطهدين هو جزء من المخطط الامريكي لتفتيت شعب العراق، فحينما يرى المسلم العراقي انه يتعرض للاضطهاد اكثر من المسيحي فهو يقتل ويسحل ويمثل بجثته ومع ذلك فان الدعوة تتركز على انقاذ المسيحيين وكأن الدم العراقي غير المسيحي اقل اهمية او لا اهمية له فان النتيجة هي خلق شرخ بين العراقيين ودفع فئات عراقية لتجنب الدفاع عن المسيحيين مع ان مصيرهم واحد عبر الاف السنين، فلمن يخدم هذا الاسلوب في تصوير جريمة تهجير المسيحيين كأنها اهم جريمة ترتكب وما يتعرض له غيرهم لا يستحق فضحه ولا حمايتهم؟ ان الضرر في هذه الحالة يقع على المسيحيين انفسهم قبل غيرهم، فهل انتبه المتحمسون لحماية المسيحيين لهذه الملاحظة؟



7 – في ضوء ما تقدم علينا ان نكرر التنبيه بان عمليات تهجير المسيحيين والضجة الكبيرة حولها ليست سوى جزء من خطة دفع الثورة الى المحرقة من خلال الضغط الاعلامي الشديد لاشعال صراع دموي بين الثوار وهذا يعني امر خطير جدا يفوق خطورة الحاق الاذي بالمسيحيين ويتعداه الى تدمير العراق وابادة ملايين اخرى وتهجير مالا يقل عن عشرة ملايين عراقي اخرين. فهل هذا هو المطلوب؟ ام ان المصلحة الوطنية العراقية تفرض وضع حسابات دقيقة لمعالجة مشاكل العراق المحتل كلها وبصيغة الحزمة الواحدة وبصورة تضمن تحريره وليس تقسيمه؟

لقد ابيد ثلاثة ملايين عراقي قتل قسم كبير منهم على يد عصابات مجهولة الهوية واتهمت جهات عديدة بانها وراء ذلك ولكننا نعرف ان المخابرات الغربية والصهيونية والايرانية وراءها ومع ذلك فان المقاومة العراقية حتى عام 2011 لم تنجر الى صراعات فيما بينها ولذلك هزمت امريكا.


اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس