عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-05-2012, 11:29 AM   #50
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
.............. نستكمل
-------------------------------



الدرس 21:

تكلمنا فى المحاضرات الماضية عن الايمان بالقدر خيره وشره وسنكمل بإذن الله الحديث عنه ونبدأ بهذا السؤال :


س:أليس ممكنًا فى قدرة الله ان يجعل كل العباد مؤمنين مع محبته من ذلك منه شرعا؟؟
ج: بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى : (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) الآية ،وقال تعالى : (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) وغيرها من الآيات ,
ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته, فقول القائل :لم كان من عباده الطائع والعاصي ؟ كقول من قال لم كان من أسمائه الضار النافع والمعطي المانع والخافض الرافع والمنعم والمنتقم ونحو ذلك ؟ إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه ،وآثار صفاته، ,فالاعتراض عليه في أفعاله اعتراض عليه في أسمائه وصفاته ،بل وعلى إلهيته وربوبيته: (فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون).




اليس الله قادر على ان يجعل الناس كلها على الايمان والتوحيد؟؟
الله تعالى يخبرنا انه لو شاء أنه يجعل الناس مؤمنين محبين للطاعة, الله تعالى له حكمة فى خلق المؤمن والكافر وله حكمة فى خلق العاصى , ومن قال لِما خلق الكافر ولم يخلق إلا المؤمن فقد رد قول الله , قال تعالى: (لاَيُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ).

اذا الله عزوجل حكيم فى كل افعاله لماذا جعل الله هذه على طاعتة؟ ولماذا كتب على هذه الشقاء؟
ليس لى شأن فى هذا الله عز وجل قادر على ان يجعل كل الخلق مهتدين ولكن اقتدت حكمته ان يجعل من الخلق من هم برره ومن هم كفرة ومن هم مؤمنين.

فالله تعالى حكيم فى العطاء والمنع والصحة وفى كل شئ اول ما نسمع هذا السؤال لو هناك أحد يعترض على فعل الله أقول له قف عند حدك كونك عبد.

وهل فعلا هناك حكمة؟

سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
نعم ولو لم تظهر الحكمه لنا إلا أنها موجودة



قال الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللَّهُ.
"وأصل القدر سر الله تَعَالَى في خلقه، لم يطلع عَلَى ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تَعَالَى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه"عتن نهنة نننة تن ةتتت ة 5نةة تتة تنة نن
كما قال تَعَالَى في كتابه : (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء:23]
فمن سأل: لِم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب، كَانَ من الكافرين.

والإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لمدى الإيمان بالله تعالى على الوجه الصحيح ، وهو الاختبار القوي لمدى معرفة الإنسان بربه تعالى ، وما يترتب على هذه المعرفة من يقين صادق بالله ، وبما يجب له من صفات الجلال والكمال ، وذلك لأن القدر فيه من التساؤلات والاستفهامات الكثيرة لمن أطلق لعقله المحدود العنان فيها ، وقد كثر الاختلاف حول القدر ، وتوسع الناس في الجدل والتأويل لآيات القرآن الواردة بذكره ، بل وأصبح أعداء الإسلام في كل زمن يثيرون البلبلة في عقيدة المسلمين عن طريق الكلام في القدر ، ودس الشبهات حوله ، ومن ثم أصبح لا يثبت على الإيمان الصحيح واليقين القاطع إلا من عرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، مسلِّماً الأمر لله ، مطمئن النفس ، واثقاً بربه تعالى ، فلا تجد الشكوك والشبهات إلى نفسه سبيلاً ، وهذا ولا شك أكبر دليل على أهمية الإيمان به من بين بقية الأركان . وأن العقل لا يمكنه الاستقلال بمعرفة القدر فالقدر سر الله في خلقه فما كشفه الله لنا في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم علمناه وصدقناه وآمنا به، وما سكت عنه ربنا آمنا به وبعدله التام وحكمته البالغة ، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون



قال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) وهو أعلم بمواقع الإنعام لو علمتِ هذا وأيقنتِ أنه من قدرته ملك الملوك والذى جعل لو هممتِ بالحسنة كتبها ولو هممتِ بالسيئة ما كتبها , إذا لن يضل أحد هذه إرادة العبد فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر مع أن الله فتح له باب التوبة ويرسل له الرسل والكتب ولكن حين يدخل أحد النار إعلمي أن الله لا يظلم أحد .

هناك كلام رائع للشيخ حافظ بن احمد الحكمى يقول : " رغم أن كل شى مكتوب فى القدر فإننا لن نحاسب على الكتابة " الله عزوجل لن يحاسبك على أى شى مكتوب فى القدر ولكن ستحاسبين على الشرع فعلاً وتركاً .



ننتقل إلى نقطة أخرى وهي : متى استخدم القدر أو احتج به .
الاحتجاج بالقدر منه ما هو جائز ومنه ماهو ممنوع .
أولا: الاحتجاج الممنوع :
وهو الاحتجاج بالقدر في حال ارتكاب الذنب والإصرار عليه، أو في حال العزم على فعله في المستقبل ، أو في حال ترك الأمر الواجب أو العزم على تركه .
ومن هذا النوع احتجاج المشركين والكفار بالقدر تبريري لشركهم وكفرهم . قال تعالى : " سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ "


ثانيا : الاحتجاج الجائز :

يجوز الاحتجاج بالقدر في الحالات التي لا يكون فيها إبطال للشرع ولا معارضة له .
فنحتج به إن أصبتِ بمصيبة نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، و نحتج به فى حال الابتلاء والإصابات ويجوز لى أن أحتج به إن فعلت معصية وتبت منها وأن الله قدر لى ذلك وكتبه علي. الشيخ يقول إنما يعذب المؤمن نفسه بالقدر عند المصائب , إن أصابتنى حسنة أعرف أنها من عند الله ونقول الحمد لله الذى هدانا لهذا .

------------------------- يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس