عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-12-2007, 06:17 AM   #2
أبو إيهاب
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
 
الصورة الرمزية لـ أبو إيهاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
إفتراضي

( 2 )



ما يحدث اليوم لأمريكا ، هو تكرار لما حدث للإمبراطورية الرومانية فى مراحلها الأخيرة للسقوط . المفكرون يعلمون أن العلمانية ، لا تصلح لتكون الأساس السليم لنظامنا الإجتماعى . وهم يبحثون بقلق فى اتجاهات آخرى ليجدوا الحل ، ولكنهم ما زالوا لم يجدوا هذا الحل . هذا الهم ، لا يحمله فقط قليل من علماء الإجتماع ، بل إن الأمرض الناتجة عن التفكك تؤثر عليك وعلى وعلى كل شخص آخر منا .
فى مراحلها الحرجة ، تبنت الإمبراطورية الرومانية القديمة النصرانية كمنقذ لها ، ومن ثم سيطرت الكنيسة على أوروبا لأكثر من ألف سنة . وقد أدى هذا إلى وضع حد لكثير من الفساد الإجتماعى والروحى للبشر . ولكن للحظ العاثر ، أثناء أعتماد مفاهيم أخرى للحياة ، فقد خلطت الكنيسة بين النصرانية والوثنية والعلمانية ، وتبنت كهانة ولاهوتية لم تصمد أمام عهد النهضة والتقدم العلمى والثورة الفرنسية العلمانية . وبينما هجر النصرانيون الأوروبيون والأمريكان ، كنائسهم وبيعهم ، أرسلت الإرساليات الإستعمارية والمستغلة ، لتنصير الناس فى آسيا وإفريقيا .
بعد النصرانية ، فاليهودية هى ثانى دين فى أمريكا ، وهى التى تسيطر سياسيا ، واقتصاديا ، وتهيمن على الميديا . ولكن اليهودية كانت دوما ضيقة الأفق وعشائرية ولا ترحب بمعتنقين جدد . لم تكن فى وقت من الأقات دينا عالميا . وقد كانت الحركة الصهيونية التي أدّتْ إلى مؤسسةِ دولة إسرائيلِ، هى التعبيرُ العلمانيُ للقوميةِ والقبليّةِ اليهوديةِ . الأعمال الوحشية المخيفة التى ترتكبها إسرائيل فى فلسطين المحتلة ، والعدوان الغير مبرر على لبنان المجاورة ، ومحاولة الإبادة الجماعية لعرب فلسطين وحرمانهم من كل حقوقهم الإنسانية والسياسية ، هى انتيجة المنطقية للنظرة الضيقة التى تتملك اليهود . وهذا أيضا السبب فى أن الأحبار الأورثوذوكس ، لا يرفضون الإعتقاد بأن ما تقوم به إسرائيل لا يجوز إنتقاده وأنها لا تخطئ أبدا ، ويدعمونها فى كل ما تفعل . فهذه الأخلاقيات والتصرفات الواضحة تبطل تماما أن تكون اليهودية هى دين المستقبل .
يشكل المسلمون الدين الثالث بأمريكا ، وعدلات من يعتنقوه فى زايد سريع اليوم . لم يبقى الإسلام محصورا فى الأماكن البعيد بالصحارى والأحراش الإفريقية ، بل ظهر الآن كذلك على الساحة المريكية . هناك الآن ثلاثة ملايين مسلم فى أمريكا ، وهذا العدد فى تزايد سريع . هناك آلاف من الطلبة الممتازين من المسلمين يدرسون بجامعات أمريكا ، مدربين تدريبا عاليا ، ويعملون فى شتى المجالات . وفى العقدين الماضيين ، هناك الآلاف من المواطنين من كل المستويات ، الذين اعتنقوا الإسلام . فى البداية ، كان معظم من اعتنقوا الإسلام هم من السود ، الذين وجدوا فيه ، الكرامة ، الشرف ، إحترام الذات ، والأخوة العرقية كما فعل مالكولم اكس ، ولكنه فى السنين الحديثة ، دخل الإسلام أكثر وأكثر من البيض ذوى الأصول الأوريية ، باحثين عن التوجيه فى كل أمور حياتهم المضطربة السابقة ، مضحين بالكثير نتيجة اعتناقهم له ، ومتحملين المشاق فى سبيل ذلك . قليل منهم هم من المحظوظين ، مثلى ، الذين لهم آباء متفهمين ومحبين مثلكم . كثير من النوع الآخر ، قاسوا من الإحتكاك بذويهم الغير مسلمين . الكنائس وعابد اليهود مهجورة فى أ]امنا هذه ، فى حين أن المساجد والمراكز الإسلامية ، مليئة بروادها من المسلمين ، مزدهرة فى كثير من المدن الأمريكية الهامة ، وتجتذب أعدادا متزايدة كل يوم . معظم المسلمين الجدد فى أميركا من الشباب النابه والمتعلم جيدا . ما هو الذى جذب هؤلاء الشباب الأمريكى للإسلام ؟؟؟
الأمريكان اليوم ، شبابا وشيوخا ، يبحثون بإصرار عن الهداية الحقة . لقد ذاقوا المرارة مما يسمى بالحرية الشخصية ، والفرص التى يتمتعون بها دون وازع من ضمير بالنسبة للآخرين ، ولا معنى لها فى الحقيقة إلا تدمير المجتمع . العلمانية والمادية ، لا حيلة لهما لتقديم حلول لبناء القيم الأخلاقية للأمريكان ، على مستوى الفرد أو المجتمع . وكذلك ، فالنصرانية واليهودية لم تستطيعا ذلك أيضا ، ولهذا يتجه الكل إلى الإسلام . كمسلمون جدد ، يجدون فى الإسلام ضالتهم ، ويجدون الصدق ، والراحة النفسية ، والحياة الأمينة . وللمسلمين ، فإن الموت ليس نهاية كل شئ . ويتطلعون لآخرة كلها نعيم مقيم ، وسعادة دائمة .
هذه التوجيهات موجودة فى القرآن الكريم ، وفى أعمال وأحاديث محمد عليه الصلاة والسلام ، وهذه التعليمات والتوجيهات ، ليست لأناس يعيشون فى زاوية بعيدة من العالم ، ولكنها للبشرية كلها . ستجد فى الإسلام الحلول لجميع المشاكل ، من اقتصادية ، واجتماعية ، والسياسية التى تواجهنا الحين فى الغرب . بالإضافة ، فالإسلام ليس باردا ، وبعيدا ، وغير شخصى . المسلمون عندهم إيمان راسخ بالله سبحانه وتعالى ، ليس فقط فى أنه الخلق ، والقيوم ، والذى يحكم العالم ، بل بأن الله هو المحب للمؤمنين وهو الذى يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وكما هو مذكور فى القرآن الكريم ، أقرب إليهم من حبل الوريد .
وبما أن القرآن الكريم ، وحى من عند الله ، وقد وعد الله بحفظه ، فلم يحدث ، ولن يحدث ، أن يتطرق إليه تبديل أو تحريف . وبما أنه كامل بكمال الله ، فلن يدعى أحد بأنه يمكن له تحسينه ، أو مراجعة نصوصه ، أو إعادة تشكيله . وبما أن محمد عليه الصلاة والسلام هو آخر الرسل ، قتوجيهاته لن تعلو عليها توجيهات أخرى . القرآن والسنة ، موجهة إلى كل العالم وفى كل الأوقات ، فى الشرق وفى الغرب . وبما أنها لكل زمان ومكان ، فلن يطرأ عليها أى إلغاء ، أو أن تصبح غير صالحة لعهد ما .
يا أبوى ، لقد أصبحتم فى سن متقدمة ، وما بقى من عمركما إلا القليل . ولكن ما زال أمامكما متسعا من الوقت . إذا كان قراركما إيجابيا ، فستربطون بالتى تحبكم كل الحب فى باكسنان ، ليس فقط بوشيجة الدم ، بل أيضا برابطة الدين . وسيستمر حبنا هذا الموجود بالدنيا ، بل سنلتقى سويا فى الآخرة متحابين أيضا .
وإذا كان قراركما سلبيا ، فسأخاف عليكما ، من أن هذه السعادة والراحة والحياة الرغدة ، المؤقته ، ستنتهى فى وقت قصير . وحالما يأتى أمر الله وتنتهى الحياة ، فسيكون الوقت متأخر للأسف أو الإعتذار . العقاب سيكون شديدا ولا مأوى من العذاب ولا هروب .
وأنا كابنتكم المحبة الشفوقة ، تريد أن تنقذكم من هذا المصير ، ولكن القرار يقع كلية عليكما ، لكما كل الحرية للقبول أو الرفض : مستقبلكم يعتمد على قراريكما الآن .

كل حبى و تمنياتى لكما الطيبة ،

ابنتكم المخلصة
مريم جميلة

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 02-12-2007 الساعة 11:31 PM.
أبو إيهاب غير متصل   الرد مع إقتباس