عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-12-2007, 06:16 AM   #1
أبو إيهاب
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
 
الصورة الرمزية لـ أبو إيهاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
إفتراضي خطاب لوالدى اليهوديين - "مريم جميلة" - يضاف لخطابات المودودى "25" !!!

كنت قد ترجمت هذا الخطاب لأحد الإخوة الكرام ، لينشره فى كتاب يعده لمثل هذه القصص ، وقد استأذنته بنشره لكم ، فأذن لى مشكورا ... وذلك لأهمية هذا الخطاب الذى صدر من ابنة محبة لوالديها ، وتخشى عليهم البقاء على الكفر ، فالفرصة أمامهم تضيق ، وهى تتمنى لهم كل الخير .

خطاب مفتوح لوالدى
بقلم مريم جميلة
( 1 )

[ كتبت مريم جميلة ... يهودية مشهورة اعتنقت الإسلام ... هذا الخطاب المفتوح لوالديها ]

أبى وأمى الأعزاء

أعيش الآن بباكستان منذ أكثر من عشرين عاما ، خلالها اكتسبتم عائلة إضافية جديدة محبوبة ، لا شك أنها أضافت سعادة لسعادتكم . لقد بلغتم عمرا ناضجا ، والحمد لله ، فقد عشتما طويلا بصحة جيدة ، أكثر مما توقعت . كما أنكما قد قرأتما كل مؤلفاتى وكتبى عن الإسلام التى أرسلتها لكما ، بعقلية متفتحة وذهن واسع الإدراك . لهذا لستم فى حاجة لأية مقدمة للموضوع الذى أريد أن أناقشه معكما الآن ، وكل ما سأقوله لن يكون غريبا عنكما .
أتسآل ، هل تدركون كم أنتم محظوظون جدا ؟ بما أنكما تتمتعون بصحة معقولة ، وأنكما قادرين للإعتناء بأنفسكما ، ويمكنكما الإستمرار بالتمتع بحياة طيبة . وهل فكرتما فى إحدى المرات ، فى الإيمان المأساوى لمئات الآلاف من كبار السن الآخرين الأمريكان ، ضحايا الأمراض المزمنة ، والوهن ، الذين يتزاحمون على المستشفيات ، وبيوت التمريض ( والتى هى فى الحقيقة تعتبر مخازن للجثث ) ، وبيوت المسنين ، وعنابر مؤسسات الأمراض العقلية ؟ وهل فكرتما كذلك ، فى العدد الهائل للكبار الأرامل الذين يعيشون فى غرف قذرة ، فى رعب دائم من هجمات متوقعة ، أو سرقات ، من الشباب الجانح الذى يفترس الضعفاء وكبار السن ، دون وازع أو خوف من العقاب ؟ سوء معاملة الكبار هى نتاج مباشر ، لعدم وجود الأسرة التى تحميهم . هل أختكم الكبيرة عمتى ، روزالين ، التى تعيش فى حماية أسرة متحابة ، عطوفة ، ومنزل سعيد ، هل فكرت كم هى محظوظة بالنسبة لمثيلاتها الأمريكيات اللاتى لا ينلن وضعها ؟
لابد أن تعرفوا أن المجتمع الذى نشأتما فيه ، وقضيتما كل حياتكما فيه ، يتفكك ، وعلى حافة الإنهيار . الواقع أن الإنحدار هذا كان واضحا منذ الحرب العالمية الأولى ، الفوضى الأخلاقية فى غياب أية قيم محترمة ، أو معايير ثابتة للأخلاق والسلوك ، والهوس الجنسى الفاسد وانتشاره فى وسائل الإعلام الترفيهية ، سوء معاملة الكبار فى السن ، معدلات الطلاق التى فى ارتفاع متزايد بين الأجيال الحديثة ، والزواج الدائم والسعيد أصبح نادرا ، الإعتداء على الأطفال ، تلوث البيئة ، استنزاف الموارد النادرة وذات القيمة ، الأوبئة التناسلية ، الإضطرابات العقلية ، إدمان المخدرات والكحوليات ، الإنتحار كعنصر متقدم فى أسباب الوفيات ، الجريمة ، التخريب ، الفساد الحكومى ، واحتقار القانون بصفة عامة ... وكل ذلك له سبب !!!
السبب فى ذلك هو فشل العلمانية ، والمادية ، وغياب القيم الأخلاقية ، وتجاوز التعاليم الإلهية ، والقيم الأخلاقية . العمل فى التحليل النهائى ، يعتمد على العقيدة والمبدأ ، فالمقاصد إذا كانت خاطئة ، لابد للعمل أن يقاسى .
لا شك أن قراءة هذه الملاحظات ستصيبكما بالإزعاج . ستحتجون بما أنكما لستما لاهوتيين ، ولا فلاسفة ، ولا علماء اجتماع ، فلماذا تضايقينا بمثل هذه الأمور " العميقة " ، فى حين أنها لا تقع فى دائرة اهتماماتنا المباشرة ؟ وفوق كل هذا فنحن سعداء بحياتنا وقانعين بها كما هى . أنتما تريدان فقط الإستمتاع بحياتكما الآن ، تعيشا كليا فى الحاضر ، وتقبلا ما تجئ به الأيام . إذا كانت الحياة رحلة ، فلا يعتبر ذلك تهورا فى أن نبحث عن الراحة والسعادة ، ولا نفكر فى نهاية هذه الرحلة ؟ لماذا ولدنا ؟ ما معنى الغرض من الحياة ، ولماذا سنموت ، وماذا سيحدث لكل منا بعد الموت ؟؟؟
أبى ، لقد ذكرت لى عدة مرات ، أنك لن تقبل الدين التقليدى ، لأنك مقتنع بأن الدين يتعارض مع العلم !!! فالعلم والتكنولوجيا ، قد زودتنا بمعلومات عن طبيعة العالم ، وأتاح لنا الراحة الوفيرة والرفاهية ، زاد من كفاءة محاربة الأمراض وعلاجها ... نعم ، ولكن العلم لا يمكنه أن يبين لنا ماهية الحياة وماذا بعد الموث ... العلم يقول لنا فقط " كيف " ولكنه لا يستطيع أن يقول لنا " لماذا " ؟ هل للعلم أن يقول لنا ما هو الخطأ من الصواب ؟ ما هو الجميل وما هو القبيح ؟ ولمن نتجه فى أعمالنا ؟ ... الدين هو الذى يجيب عن ذلك .
أبو إيهاب غير متصل   الرد مع إقتباس