عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-03-2019, 01:50 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي نقد كتاب سر الإعجاز القرآنى للقبانجى

نقد كتاب سر الإعجاز القرآنى
الكتاب تأليف أحمد القبانجى وهو مواليد النجف فى العراق ينسب لما يسمونه خطأ بالتيار العقلى ولا أدرى كيف وهو يقول بنظرية الوجدان والوجدان فى فهمنا عامة المثقفين لا علاقة له بالعقل وإنما هو أحاسيس عند القوم وطبقا لكلامه هو الكشف وهو ما يدفعنا إلى الحركة الصوفية بالتحديد التى تتبنى هذا الجنون خروجا على النقل والعقل كما فى المسمى التاريخى ومن كلامه فى الوجدان :
"والعرف والعقل المنصف والوجدان المحايد يشهدون أن عبارات نهج البلاغة المذكورة مثل الآيات فى البلاغة "ص52
هنا الوجدان غير العقل فهما شيئان مختلفان ومع هذا ناقض نفسه فجمع بينهما مسميا إياهم شيئا واحدا وهو العقل الوجدانى حيث قال :
"نعود إلى أصل الموضوع فنؤكد كما سيلى أن القرآن حقيقة وجدانية صرفة والدليل على النبوة ينبغى أن يمر من قناة العقل الوجدانى فلا فائدة فى تجميع الأدلة العقلية لإثبات حقانية النبى والقرآن"ص96
ثم عاد ففصل بينهما فصلا تاما حيث قال :
"وعلى سبيل المثال فقد أورد الفلاسفة وعلماء الكلام فى العديد من الأدلة العقلية لإثبات وجود الله تعالى فى حين أنها قضية وجدانية بحتة وليس للعقل المجرد أو الدينى من سبيل إلى إداركها فضلا عن إثباتها"ص95
فالوجدان البحت غير العقل المجرد أو الدينى وكرر هذا فى قوله:
"والحال أن مسألة العدل أو الحرية هى من المسائل الوجدانية التى يدركها الإنسان بوجدانه من دون تدخل العقل والنقل فى ذلك"ص95
الكتاب يتناول ما يسمى المعجزة القرآنية ويبدأ الرجل كتابه ويستمر فى تناول القضية بعقل فى البداية ولكنه ينقلب فيما بعد على العقل وكأنه يطبق المثل :
"جاء يكحلها عماها "
فالرجل رغم أنه وصل فى أخر الكتاب لحقيقة الإعجاز وإن كان لم يعرفها التعريف الحقيقى حيث قال :
"أما القرآن الكريم فهو معجزة من النوع الثانى أى أنه فى حد ذاته وبقطع النظر عن انتساب هذا الكلام لله تعالى ليس بمعجزة ولكنه من حيث نسبته إلى الله تعالى فهو معجزة أى انه لا أحد من البشر بإمكانه أن يأتى بكتاب مثله ويدعى نسبته إلى الله تعالى وأنه كلام الله وتكون هذه النسبة صحيحة ومقبولة "ص125
فالقرآن وجه التحدى فيه هو أنه لا أحد يقدر أن يأتى بمثل له من الله لأن الله لن يكذب نفسه بإعطاء أحد وحى مخالف
ومع وصوله للحقيقة جعل القرآن كتابا متناقضا يتناقض مع العلم فى ظنه وان الكثير مما فيه هو أخطاء ينبغى تأويلها عن ظاهرها فقال :
"إن أكثر النصوص القرآنية المخالفة فى ظاهرها للثوابت العقلية والعلمية لا تشكل معضلة فى واقعها الدينى والعقلى بعد قبول عنصر التأويل واتساع اللغة لممارسة المجاز والكناية والمثال وغيرها من الاستعمالات اللغوية الضرورية فى مقام الأفهام والتخاطب"ص99
هنا الرجل بدلا من العلاج قتل المريض الذى يحاول الدفاع عنه بأنه صدق نفسه أن القرآن يتعارض مع الثوابت العقلية والعلمية ومع هذا حاول أن يحيى المريض بعد أن قتله بحكاية التأويل وضرب مثلا بظنه بخطأ القرآن فى السموات السبع فقال :
"والصحيح فى حل هذه المعضلة أن تقول إن القرآن الكريم عندما أقر الرؤية القديمة المشاهدة والمحسوسة فى حركة السيارات السبع لم يقرها على علاتها بل سعى إلى تصحيحها بما يتفق مع الواقع المتحرك فى الكون وذلك يعنى أن المراد من سبع سموات هى السيارات السبع الشمس بدل الأرض لأنها مشاهدة ومحسوسة لجميع البشر"ص104
الرجل هنا جاءنا بتفسير للسموات السبع هى السيارات السبع المعروفة زحل وعطارد والمشترى وهو كلام خاطىء يبين مدى جهل الرجل بالقرآن فلو كلف نفسه بمراجعة قوله تعالى "إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب " لعرف أن تلك السيارات المزعومة فى علم الفلك توجد فى جلد السماء الدنيا ومن ثم فالسموات السبع لا يمكن تفسيرها بالسيارات السبع
الرجل هنا يحاول الدفاع عن بعض القرآن الخاطىء فى ظنه بأن الله يضحك على البشر بما سماع الواقع المتحرك فكلما ارتفعت البشرية فى العلم يحاول الله إفهامهم بعلم عصرهم وهو وجهة نظر جنونية فالله لا يكذب والمعجزة الإلهية فى كلام الوحى عبر العصور ومنه القرآن واحدة وهى صدق كلام الله مع واقع الكون كما قال تعالى "ومن أصدق من الله قيلا"
وكرر الرجل مقولته الخاطئة عن عدم توفق بعض آيات القرآن مع العلم فقال :
"بعد هذا نعود إلى ما نحن فيه فالجانب الوصفى من الآية محل البحث قد لا يتوافق مع معطيات العلم الحديث وبكن هذا لا يعنى الخطأ فى تشخيص الظاهرة أو الكذب فى الإخبار لأن الإخبار ليس مقصودا من الأساس بل يشكل قشرة لفظية لحكاية توصية معيارية هى المقصودة بالأصل"ص112
الرجل هنا لا يضع أى احتمال لكون العلم الحديث هو الخاطىء وإنما يقول أن بعض الآيات هى الخاطئة ويعلل للخطأ بأن المقصود منها ليس الإخبار العلمى مدعيا كونه قشرة لفظية وهو كلام لا يقوله إلا مكذب بكون القرآن كلام الله فالله لا يخطىء كما قال تعالى كما على لسان موسى(ص) :
"لا يضل ربى ولا ينسى"
ونلاحظ جهل الرجل بالعلم فهو يقول أن الخطاب العلمى وصفى وليس معيارى فيقول:
"فكما هو معلوم أن الخطاب العلمى خطاب وصفى بحت ولا مجال للمعيارية فيه فعندما يقرر العلم قانون الجاذبية أو سرعة الضوء أو الخسوف أو الكسوف والمد والجزر فإنما يقرر ظاهرة طبيعية على مستوى الوصف والإخبار فقط "ص108
وبالقطع العلم المادى الصحيح وصفى ومعيارى فى نفس الوقت فإن لم يكن كذلك فليس بعلم وإنما هى نظريات ومعظم العلم الحالى هو نظريات لا علاقة لها بالحقيقة العلمية ويكرر الرجل الخطأ بكون القرآن ليس كتاب علم وإنما هو كتاب هداية فيقول :
"وفى حين أن القرآن كتاب هداية بالدرجة الأولى لا كتاب علم"ص108
والقرآن هو العلم كما قال تعالى :
"كذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق"
فالهداية هى العلم والدعاء المطلوب كما قال تعالى :
"وقل رب زدنى علما"
ونلاحظ أن الرجل مفتون بالعلم الغربى فيقول :
"وحتى لو قلنا بالمحدودية فإن تصديق وجود عوالم محيطة بهذا العالم الفسيح جدا والذى بلغ قطره المكتشف لحد الآن آلاف المليارات من السنين الضوئية عسير للغاية إذا أخذنا بأخبار المعراج وأن النبى عرج إلى السماء السابعة"ص102
وبالقطع ما يقال عن القطر والسنين الضوئية ليس علما على الإطلاق لعدم وجود خروج المكتشفين وسفرهم لتلك الأبعاد المزعومة ولعدم وجود وسيلة قياس حقيقة لتلك الأبعاد المزعومة ولو فكر قليلا لعلم أن مثلا الاتصالات بالأقمار الصناعية فوق الأرض ما زالت تتقطع رغم قربنا من بعض فكيف يتم قياس تلك المليارات المزعومة من السنوات الضوئية مع أن الفضاء مظلم ويمتلىء بالمخاطر مذنبات وشهب ونيازك وثقوب سوداء كما يزعمون والتى لا يمكن معها دقة القياس
وأيضا جعل كتابا بشريا كنهج البلاغة أبلغ من القرآن فقال :
"وبالإمكان العثور على بعض النصوص الأدبية وخاصة من نهج البلاغة هى أبلغ من بعض آيات القرآن الكريم إلا أنه تبقى عذوبة والحلاوة فى القرآن متميزة عن غيره "ص65
وناقض نفسه فجعل مساويا للقرآن فقال :
"والعرف والعقل المنصف والوجدان المحايد يشهدون أن عبارات نهج البلاغة المذكورة مثل الآيات فى البلاغة "ص52
بالقطع مفهوم البلاغة المعروف لدى أهل اللغة وعلومها يخالف أن البلاغة القرآنية والإنسانية وهى توصيل المراد للغير فإن وصل المراد فكل كلام فهمه الغير فهو بليغ ومن ثم فالكلام كله متساوى من هذه الناحية
ما ذكره القبانجى من أن بعض نصوص نهج البلاغة أبلغ من بعض سور القرآن هو خطأ فبعض ما فى نهج البلاغة ليس بليغا لأن العديد من عباراته غامضة كما فى هذا النص الذى يسمى دعاء الصباح:
"اَللّـهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَاَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الدَّوّارِ في مَقاديرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَاَجُّجِهِ، يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ وَجَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ، يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ الْعُيُونِ وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ أنْ يَكُونَ،يا مَنْ اَرْقَدَني في مِهادِ اأمْنِهِ وَأمانِهِ وَاأيْقَظَني اِلى ما مَنَحَني بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإحْسانِهِ وَكَفَّ أكُفَّ السُّوءِ عَنّي بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ،صَلِّ اللّـهُمَّ عَلَى الدَّليلِ اإلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الْاَلْيَلِ، وَالْماسِكِ مِنْ أسْبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الْاَطْوَلِ، وَالنّاصِعِ الْحَسَبِ في ذِرْوَةِ الْكاهِلِ الْاَعْبَلِ، وَالثّابِتِ الْقَدَمِ عَلى زَحاليفِها فِي الزَّمَنِ الْاأوَّلِ، وَعَلى آلِهِ الأخْيارِ الْمُصْطَفِيْنَ الْأبْرارِ،"
فالغموض ظاهر فى عبارات "يا من دل على ذاته بذاته" "وجل عن ملائمة كيفياته" فضلا عن استعمال كلمات لا تستعمل فى اللغة المعروفة كزحاليفها والأعبل
والمفترض فى أى مقارنة بين نصين هو أن يكونا فى موضوع واحد وليس فى مواضيع مختلفة فالرجل ذكر الدعاء فى معرض المقارنة مع سورة قريش وسورة النصر :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس