عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-09-2006, 01:45 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

ادب الطف ـ الجزء الرابع 39


وقال ، وهي مما قاله بالاحساء .
إلى مَ انتضاري أنجمَ النحس والسعد وحتى م صـمتي لا أُعـيد ولا أُبدي
لقد ملّ جنبي مضجعي مـن إقامتي وملّ حسامي من مجهـاورة الـغمد
ولَجّ نجيبـي في الحـسين تـشوّقاً إلى الرحل والأنساع والبيد والـوخد
واقبل بالتصهال مـهري يقـول لي أأبقى كـذا لا فـي طـراد ولا طرد
لقد طال إغضائي جفوني على القذى وطال امترائي الدر مـن بـُحُر جُدّ
عذوليّ جوزا بـي فلـيس عليـكما غواي الذي أغـوى ولا لكما رشدي
أجدّكمـا لا أبـرح الـدهر تابـعاً وعندي من الغرم الهمامـيّ ما عندي
أمثلي مَـن يعـطى مـقالـيد أمره ويرضى بأن يُجدى عليه ولا يـُجدي
إذا لـم تـلدني حـاصـنٌ وائـليّة مقـابـلـة الآباء مـنجـبة الـولد
خئولتها للـحوفـزان وتنـتــمي إلى المـلك الـوهّـاب مسلمة الجعد
يظن نحـولي ذو السفاهــة والغبا غراماً بـهندٍ واشـتياقـاً الـى دعد


ادب الطف ـ الجزء الرابع 40



ولم يدر أنـي ماجـدٌ شـفّ جسمه لـقاءُ هـمومٍ خيلـها أبـداً تـردي
قليل الكرى ماض على الهول مقدم على الليل والبـيداء والحـرّ والبردِ
عدمتُ فـؤاداً لا يـبيـتُ وهـمّه كرام الـمساعي وارتقاءٌ الى المجد
لعمري ما دعدٌ بهـمى وإن دنـت ولا لي بهندٍ مـن غـرام ولا وجد
ولكنّ وجـدي بالعـلا وصبـابتي لعارفةٍ اسـدى ومكـرمـةٍ أجـدي
إلى كم تقاضاني العلا مـا وعدتها وغير رضاً إنـجازك الوعد بالوعد
وكم أندب الموتى واسترشح الصفا وأستنهض الزمنى وأعـتان بالرمد
وأمنح سـعـي والـمودة معشـراً أحقّ بمقـتٍ من سـواعٍ ومن وَدّ(1)
الى الله أشكو عثرةً لـو تـدوركت بتمزيق جلدي ما أسفت على جلدي
مديحى رجـالاً بعـضهـم أتقى به أذاه وبعـضاً للـمراعـاة والـودّ
فلا الودّ كافي ذا ولا ذا كـفى الاذى ولا نظروا فـي بـاب ذم ولا حمد



(1) اسمان لصنمين من اصنام الجاهلية .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 41



فكيـف بـهم لـو جئتـهم متـشكياً خصاصة أيامي وسمـتـهُم رفـدي
فكـنت وإهـدائـي المديـح إليـهم كغـابـط أذنـاب المـهلـّبة الـعقد
وقـائـلـه هـوّن علـيك فـإنهـا متـاع قلـيل والـسـلامة في الزهد
فإن علـت الروس الذنابـى لسكرةٍ من الدهر فاصبر فهـو سكرٌ الى حدّ
فقد تملك الانثى وقـد يـلثم الحصى ويتـّـبع الاغـوى ويُسجـد للـقرد
ويعلو على البحـر الـغثاء ويلتـقى على الدر أمـواج تزيد عـلى الـعد
وكم سيدٍ أمـسى يُـكفـّر طـاعـةً لأسود لا يزجى لـشكـمٍ ولا شكـد
ولا بد هذا الدهر من صحو ساعـةٍ يبـين لنا فيـها الـضلال من القصد
فقلـت لـهـا : عني إليـك فقـلّما يعيش الـفتى حتـى يوسدّ في اللحد
أبى الله لي والـسوددان بـأن أرى بأرضٍ بها تعدو الـكلاب على الاسد
ألم تعـلمى أن العـتـوّ نـبـاهـةٌ وأن الرضـا بالـذل من شيمة الوغد
وأن مــداراة الـعـدو مـهـانـة إذا لم يكن من سكـرة الموت من بُد
أأرضى بما يرضى الدنيّ وصارمى حسامٌ وعزمي عـزم ذي لُـبدة ورد
سأمضي : على الأيام عزم ابن حرةٍ يُفـدّى بآباء الرجـال ولا يـُفـدى
فـإن أدرك الامر الـذي أنـا طالب فيـاجد مستـجدٍ ويا سعـد مستـعد
وإن اختـرم مـن دون ما أنا آمـل فيا خيبة الراجي ويا ضيعـة الـوفد


ادب الطف ـ الجزء الرابع 42



وإنـي مـن قـوم يبـين بطفـلهـم لذى الحدس عنوان السيادة في المهد
فإن لم يكن لي ناصر مـن بـني أبي فحزمى وعزمى يغنيان عـن الحشد
وإن يـدرك العـليا هـمامٌ بقـومـه فنفسي تناجيني بادراكهـا وحـدي
وإني لبدر ريـع بالنـقص فاسـتوى كمالاً وبحر يعقـب الـجزر بالـمد
إذا رجـفـت دار الـعدو مخـافـتي فلا تسألانـي عن سـعيدٍ ولا سعد
فآه لقـومـي يـوم أصبـح ثـاويـاً على ماجد يحيى مكارمهـم بـعدي
وإني فـي قومي كعـمرو بن عـامر ليالي يعـصى فـي قبـائـله الازد
أراهم أمـارات الخـراب ومـا بـدا من الجرذِالعيّاث في صخرها الصلد
فلم يرعووا مع ما لقـوا فتـمـزقـوا أيادي سبا في الغور منها وفي النجد
وكم جرذٍ في أرضـنا تقـلع الصـفا وتقذف بالـشم الرعان على الصمد
خليليّ مـا دار الـمـذلـة فـاعلمـا بداري ولا مـن ماء أعدادها وردي
ولا لي في أن أصحب الـنذل حـاجة لصحة علـمي أنه جربٌ يـعـدي
أيذهب عمـري ضلـّة فـي معـاشر مشائيم لا تُهدى لخـير ولا تـَهدي
سهـادهـم فـيمـا يسوء صـديقـهم وأنوَمَ عن غـمّ العـدو من الفهـد
اذا وعدوا الأعداء خيـراً وفـوا بـه وفاء طغـام الـهند بالـنذر للـبد
وشـرهم حـق الــصديق فإن هذوا بخير له فلـينتـظر فتـحة الـسد
ستعلم هنـد أننـي خـير قـومـهـا وأني الفتى المرجـو للـحل والعقد
وأنـي إذا مـا جـلّ خطـب وردتـه بعـزمـة ذي جد وإقـدام ذي جد
وأن أيـادي الـقـوم أبسـطها يـدي وإن زنـاد الحـي أثقـبها زنـدي


ادب الطف ـ الجزء الرابع 43



وأني متى يدعى إلى البأس والندى فأحضرها نصري وأجزلها وردي
وأن كرام الـقوم لا نُـهز العـدى ليوجعها عتبى ويؤلـمها فقـدي(1)

وقال :
غداً نـغـتدي للـبيـن أو نتروّح وعند النوى يبـدو الغـرامُ الـمبرّح
غداً تقفز الأطـلل مـمـن نـودّه ويمسي غراب البـين فيـها ويصبح
غداً تذهب الأظعان يمـنى ويسرةً ويحـدو تـواليها نجـاح ومـنجـح
فيا باكياً قبل الـنوى خشية النوى رويداً بعين خـفنها سـوف يقـرح
ولا تعجلن واستـبق دمعـك إنني رأيت السـحاب الجون بالقطر ينزح
إذا كنت تبكي والأحـبة لـم يرد ببـيـنـهم إلا حـديـثٌ مـطـوّح
فكيف إذا ما أصبـحت عين مالك وحـبل الغـضا من دونهم والم سيّح
فكف شئون الدمـع حتى تـحثّها غداً ثم تهمي كـيف شـاءت وتسفح
خليليّ هُبّا من كرى النوم وانظرا مخـائل هذا البـرق مـن حيث يلمح
لقد كدتُ مما كـاد أن يستـفزني أبـوح بسري فـي الهـوى وأصرّح
ذكرت به ثغر الحـبيب وحسـنه إذا ما تجلى ضـاحـكاً وهـو يمرح
ويا حبذا ذاك الجبـين الـذي غدا يلوح عـلـيه الزعـفران المـذرّح
[فكم ليلةٍ قد كـاد يـخطف ناظري ونـحن بميدان الـدعابـة نـمرح(2)



(1) عن الديوان المطبوع .
(2) عن الديوان ص 130
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس