الناي
الناي يبكي : انها الغاباتُ ، تبحث ، سدى
عن قوتها في باطن الأرض العميق .
الناي يبكي : انها ريح الخريف
الناي يبكي : انها الأبراج داهمها الحريق
الناي يبكي : انسان يقاومُ موتهُ
موت الطبيعةِ والفصول .
مدن الخوف
مدن تعيشُ على الاشاعات / الأكاذيب / الأقاويل / الخواء
وعلى دم الانسان والحق المُضاع
وتنام في خوفٍ على باب الطواغيت الصغار
وبعضوِها / المذياع / تفتح ما تشاء .
الحلزون
رجل تَسلَحَ بالنبوءةِ واللهيب
أسرى بنار الرافضين
ومات في المنفى وحيد
كلماته اخترقت جدار الصمت ِ
ذوّبت الجليد
فَلِمن ؟ ولماذا سوف تكتبُ عنهُ
يا حلزون ذاكرة المغني والشهيد ؟
الينابيع
سأموتُ حبّاً تحت خيمتِها
أعود الى الطفولة
راعياً غنم القبيلة
مثل هارون الرشيد
ملكاً وسلطاناً
على أسراب مملكة القطا
وقبائل المطار في كل الفصول
ذهبي : ينابيعُ الحياة
وثروتي : قلق الوجود .
ورقة أخرى
قالت : سأشنقهُ
بليل ضفائري
مهما أطَلتُ الانتظار
وأعيدهُ حجراً على درب القوافل
سدرةً / شيحاً وقيصوماً
وزهرة جلنار
قالت : سأغرس رمحَهُ المسموم
في عينيهِ
حتى لا يرى ضوء النهار .
وبكت وطال بها الوقوف على الطلول الباليات
واستنجدت بالساحرات
لتعيدهُ حيّاً ،
ولكن الرياح السافيات
عفّت على آثار أقدام الطريد
وأدرك الليل انهار .
23 / 11 / 1987
نار الشعر
{ 1 }
قالت : { ستموتُ غداً ، مسموماً في المنفى
أو مذبوحاً في سكين صديقٍ أو مُخبر سلطان }
قال مخنثُ بابلَ : { أنت الآن
مأسور ، باسم الشعراء الخصيان }
لكني ، كنتُ أموت غريقاً
في النور القادم من أبعد نجمٍ ، محترقاً
في نار الشعر الزرقاء
أشحذ أسلحتي ، وأداعبُ في موتي ، القيثار .
{ 2 }
كان يموتُ ببطءٍ ويناضل ضد الحُلم المأجور
كان شهيد النور
كان يقاتل في يافا / البصرة / بيروت
وعلى بوابة { كردستان } وشط العرب المسحور يموت .
{ 3 }
كان يشاهد أشباهَ رجالٍ ومخانيث وراء مكاتبهم يزنون .
كان الوطن العربي القابع تحت الأنقاض يشاهدهم
في عين المأخوذ
يحصون القتلى من خلف مكاتبهم
يزنون
بعيون لصوص الديجور .
{ 4 }
كان الشعب العربي يشاهد من تحت الأنقاضِ
نهاية عصر شهود الزور .
{ 5 }
كان شهيد الوطن الصاعد من قاع الابداع غريقاً في النور .
مدريد 7 / 12 / 1983
|