عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-07-2023, 01:57 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,007
إفتراضي

وأما من نصره بالفعل فهم جنود غير مرئية كما قال تعالى :
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
وحكاية سوخ فرس سراقة تتناقض مع منع الله الآيات وهى المعجزات في عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وتحدث عن استقبال الأنصار للرسول (ص) فقال:
"وفي المدينة ، سمع الأنصار بخروجه عليه الصلاة والسلام ، فكانوا لشدة تعظيمهم له وفرحهم به وشوقهم لرؤيته يترقبون قدومه ليستقبلوه عند مدخل المدينة ، فيخرجون كل يوم بعد صلاة الفجر إلى الحرة على طريق مكة في أيام حارة ، فإذا اشتد حر الظهيرة عادوا إلى منازلهم . فخرجوا ذات يوم ثم رجعوا عند الظهيرة إلى بيوتهم . وكان أحد اليهود يطل في هذه الأثناء من أطم من آطامهم فرأى رسول الله ( وأصاحبه مقبلين نحو المدينة فلم يملك اليهودي أن صاح بأعلى صوته : يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون . فثار المسلمون إلى السلاح، وكان يوما مشهودا، وسمعت الرجة والتكبير في بني عمرو بن عوف، وكبر المسلمون فرحا بقدومه، وتلقوه وحيوه بتحية النبوة ، وأحدقوا به مطيفين به ، والسكينة تغشاه ، والوحي ينزل عليه (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير( .
وبعد الهجرة ، مكث - صلى الله عليه وسلم - في المدينة قرابة العشرة أعوام ، أقام فيها دولة الإسلام ، وبلغ البلاغ المبين ، وأكمل الله به الدين ، حتى أتاه اليقين ، بآبائنا هو وأمهاتنا - صلى الله عليه وسلم - ."
وتحدث عن الدروس المستفاد من الهجرة فقال :
"تلكم أيها الأحبة قصة الهجرة ، وفيها من الدروس والعبر ما يضيق عنه المقام . أذكر بعضها بإيجاز: أولا:
الصبر واليقين طريق النصر والتمكين : فبعد سنوات من الاضطهاد والابتلاء بمكة ، كانت الهجرة بداية للنصر والتمكين لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، بصبرهم ويقينهم بالله تعالى .
درس في التوكل على الله والاعتصام بحبل الله : فقد كانت رحلة الهجرة مغامرة محفوفة بالمخاطر التي تطير لها الرؤوس .. ومع هذا فقد كان ( في ظل هذه الظروف العصيبة متوكلا على ربه واثقا من نصره .
فالزم يديك بحبل الله معتصما / فإنه الركن إن خانتك أركان
درس في الحب : وقد قال الحبيب ( :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
هذا الحب هو الذي أبكى أبا بكر فرحا بصحبته ( . . . هذا الحب هو الذي جعل أبا بكر يقاوم السم وهو يسري في جسده يوم أن لدغ في الغار لأن الحبيب ينام على رجله .
هذا الحب هو الذي أرخص عند أبي بكر كل ماله ليؤثر به الحبيب ( على أهله ونفسه .
هذا الحب هو الذي أخرج الأنصار من المدينة كل يوم في أيام حارة ينتظرون قدومه ( على أحر من الجمر . فأين هذا ممن يخالف أمر الحبيب ( ويهجر سنته أو يتخاذل عن الذب عن عرضه ، ثم يزعم أنه يحبه؟
يا مدعي حب أحمد لا تخالفه / فالخلف ممنوع في دنيا المحبينا
درس في التضحية والفداء : فقد هاجر النبي ( وأصحابه رضي الله عنهم ، ولم يتعللوا بالعيال ، ولا بقلة المال فلم يكن للدنيا بأسرها أدنى قيمة عندهم فداء لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .
ويوم أن بات علي في فراشه ( وغطى رأسه كان يعلم أن سيوف الحاقدين تتبادر إلى ضرب صاحب الفراش .. ويوم أن قام آل أبي بكر عبدالله وأسماء وعائشة ومولاه عامر بهذه الأدوار البطولية ، كانوا يعلمون أن مجرد اكتشافهم قد يودي بحياتهم .
هكذا كان شباب الصحابة ، فأين شبابنا .. أين شبابنا الذين يضعون رؤوسهم على فرشهم ولا يضحون بدقائق يصلون فيها الفجر مع الجماعة .
أين أنتم يا شباب ، وقد كشر الأعداء عن أنيابهم ، فسبوا أشرف الخلق فداه آباؤنا وأمهاتنا .
أما آن للشاب أن يستيقظ من غفلته ، ويتوب من خطيئته ، ويهاجر إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ؟
إن حقيقة الهجرة ليست مجرد الانتقال من بلد إلى آخر ، إن المهاجر كما قال - صلى الله عليه وسلم - هو من هجر ما نهى الله عنه ورسوله ( ، هجرة من الذنوب والسيئات ... هجرة من الشهوات والشبهات ... هجرة من مجالس المنكرات .. هجرة من طريق النار إلى طريق الجنة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس